المستقل يتمتع بالمرونة في توجهاته
المنتمي يتوجب عليه الرجوع لجمعيته
كتبت - مروة العسيري:
انقسم مراقبون سياسيون في تأييد المرشح المستقل والتابع لجمعية سياسية، حيث أكد فريق أن العمل الديمقراطي يجب أن يكون التمثيل فيه للأحزاب وليس للأفراد المستقلين، وأن المستقل يستغل نفوذه أو ماله أو أموال الآخرين ليعتلي فكر شريحة من المجتمع، فيما شدد الفريق الآخر على أن المرشح المستقل يتمتع بميزة المرونة في تغيير توجهاته بتغير المعطيات بما يخدم أبناء المنطقة وهو أمر يصعب علي المرشح المنتمي لتيار معين يتوجب عليه العودة إليه لاتخاذ القرارات.
وقال آخرون، في تصريحات لـ»الوطن»، «إذا لم تكن الجمعيات السياسية قادرة على تحريك عجلة التنمية ومساعدة الشعب على تحقيق أمانيه بالرفاه والسعة فإن المرشح المستقل هو أعلى الحظوظ بالانتخاب لما له من ثقة بغير تبعية ولا انتماء حزبي».
وطالبوا بتشكيل جمعيات سياسية مختلفة عن جمعيات الحاضر التي أتعبت جراح المجتمع البحريني بالتحزب وضيق الأفق والرؤية، فالجمعيات السياسية خيبت آمال الشعب في تطلعاته ولا تزال هنالك جمعية أو اثنتين هما الأمل في تغيير هذه النظرة المجتمعية.
قال رئيس جمعية التجمع الدستوري (جود) عبدالرحمن الباكر أن «المرشح من الجمعية هو من يمثل وجهة نظرها مهما كانت التوجهات وفي غالب الأحيان لا يمثل توجهات الأفراد من الشعب، فالعمل الديمقراطي يجب أن يكون التمثيل فيه للأحزاب وليس للأفراد المستقلين».
وأكد الباكر أن «المرشح المستقل هو من يمثل نفسه أو شريحة من المواطنين وتمثيله يكون أقل نسبة مقارنةً بممثل الحزب»، شارحاً «الحزب أو الجمعية لديها أهداف وبرنامج ولها مواقف تساند أو تعارض الحكومة، وبناء على ذلك فإن ممثل الجمعية أو الحزب هو أفضل من يمثل الشعب». وأشار إلى أن تجربة البرلمان البحريني عندما كان يتكون من 4 كتل نيابية كشفت عن أن الجمعيات لم يكن لها دور كبير في الضغط على الحكومة لصالح متطلبات الشعب.
من جهته، قال د. عبدالله المقابي «أميل لاختيار المرشح المستقل، لأنه قادر على خدمة دائرته بحظ أوفر لو صدق في نيته واجتهد في حركته»، مشيراً إلى أن هنالك اتفاقاً عاماً على النائب المستقل كونه أوفر الحظوظ نصيباً إلا أن هذا ليس بالضرورة صحيحاً، فالنائب التابع لجمعية سياسية لديه نوايا عامة للشعب قد تثمر أكثر للشعب ولكن هذا يصعب في الوقت الحالي لعدم وجود جمعية سياسية شاملة حتى الوقت الحاضر.
وأضاف «في رأيي إذا حققت جمعية سياسية شعبية حقيقية في هذه المرحلة وتمكنت من ملامسة حاجة الناس وكافة متطلباتهم وحقوقهم ورعتهم فانتخاب من يتبعها أولى وأفضل من المستقل، فالمقياس يختلف من جمعية قارئة للواقع متمكنة من رصف الطريق المناسب المُعبّد للمواطن البحريني إلى أخرى».
وذكر المقابي «أتصور أنه حان الوقت لتشكيل جمعيات سياسية مختلفة عن جمعيات الحاضر التي أتعبت جراح المجتمع البحريني بالتحزب وضيق الأفق والرؤية، فالجمعيات السياسية خيبت آمال الشعب في تطلعاته ولا تزال هنالك جمعية أو اثنتين هما الأمل في تغيير هذه النظرة المجتمعية، فإذا توافرت شروط الجمعيات السياسية لدى الشعب من قدرتها على تحريك عجلة التنمية ومساعدة الشعب على تحقيق أمانيه بالرفاه والسعة فهي تستحق أن يكون كل ناخب منها منتخب من الشعب بلا شك بدلاً عن المستقل، وإن لم تكن تلك الجمعيات قادرة على ذلك فلا شك أن المستقل هو أعلى الحظوظ بالانتخاب لما له من ثقة بغير تبعية ولا انتماء حزبي».
خاتماً «ويبقى الناخب صاحب القرار بالرؤية فيما إذا كان من سينتخبه يستحق الثقة ويستطيع تحقيق الهدف المنشود للمجتمع من عدمه، وكما قالها جلالة الملك «انتخبوا الأصلح ومن تجدونه وقت حاجتكم».
من جانبه، قال المترشح جمال داود «أولاً لابد من تحديد الفكر المجتمعي ما إذا كان مستقلاً أو منتمياً أو تابعاً، فنادراً ما نلتقي مع صاحب فكر مستقل استقلالاً تاماً لأن الواقع يؤكد أن حاجة الإنسان تفرض عليه اللجوء إلى مظلة يستظل بها عن الحاجة وهذا ما يحدث، فالمرشح الذي ينتمي إلى جمعية تكون له الأفضلية لأنه بكل بساطة يكون معروف لدى المجتمع انتمائه وتبعيته وبذلك شخصيته تكون معروفة وطريقة تفكيره وتوجهاته».
وأضاف أن «المرشح المنتمي إلى جمعية بغض النظر عن نوع جمعيته أو ماهيتها فإنه ينطلق من مركز قوة ناتجة عن الدعم السياسي والاجتماعي والفكري والاستشاري والإعلامي الذي يحصل عليه عند مواجهته لأي موقف ولا سيما القاعدة الجماهيرية التي تعتبر امتداداً له في القضايا التي يثيرها وتعبر عن شريحة مجتمعية منتمية إلى جمعيته».
وبين داود «أما المستقل فغالباً ما يصطدم المجتمع مع ميوله وسلوكه والغموض الذي يكتنفه وتوجهاته فليس من السهل تحديد هوية المستقل إلا إذا أكد ابتعاده عن جميع المؤسسات السياسية والمدنية وإنطلاقه منفرداً فأما أن يستغل نفوذه أو ماله أو أموال الآخرين ليعتلي فكر شريحة من المجتمع.
وأشار إلى أن بعض التجارب السابقة بينت أن المرشح الذي يعلن استقلاليته في الانتخابات يظهر فيما بعد مستظلاً بظل جهة ما مما يؤكد خضوعه لقرارات أو آراء وأفكار منضوية تحت سقف جهة بعيدة عن شخصه أو فكره». وفي سياق آخر، قال المواطن غانم الغانم إن «المرشح المستقل يتمتع بميزة المرونة في تغيير توجهاته بتغير المعطيات بما يخدم أبناء المنطقة وهو أمر يصعب علي المرشح المنتمي لتيار معين يتوجب عليه العودة إليه لاتخاذ القرارات».
وأشار إلى أن بعض الناخبين قد يجد نوعاً من الحساسية في مسألة التيارات أو الأحزاب اعتقاداً منه بأن انتماء الناخب سيكون منصباً علي الجمعية أو الحزب الذي ينتمي إليه بدلاً من خدمة أبناء المنطقة دون تفرقة».