عواصم - (وكالات): حققت القوات الحكومية العراقية والبشمركة الكردية أمس تقدماً في العملية العسكرية لاستعادة ناحيتي جلولاء والسعدية في محافظة ديالى شمال شرق بغداد، اللتين يسيطر عليهما تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، فيما أمر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بتكثيف القصف الجوي في محافظة الأنبار لدعم القوات الأمنية والعشائر، غداة هجوم واسع شنه التنظيم المتطرف على مدينة الرمادي.
في السياق ذاته، أعلن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس في نيامي أن مقاتلات ميراج فرنسية ستصل «في الأيام المقبلة» إلى الأردن لمحاربة «داعش» في العراق.
وتباينت تقديرات المصادر حول حجم التقدم الذي تحقق في العملية التي بدأت فجر أمس، إذ قال بعضها إن القوات العراقية تمكنت من استعادة البلدتين بالكامل، في حين أشارت مصادر أخرى إلى أن بعض أجزاء البلدتين لا تزال تحت سيطرة التنظيم المتطرف.
وقال ضابط برتبة لواء ركن في الجيش إن «القوات الأمنية المشتركة، من الجيش والبشمركة والحشد الشعبي، تمكنت من دخول ناحية السعدية والوصول مركزها ورفع العلم العراقي»، إلا أن هذه القوات لا تزال تواجه قناصة من «الدولة الإسلامية» وعبوات ناسفة مزروعة في أماكن عدة.
وقال كريم النوري، أحد قياديي «منظمة بدر» الشيعية التي تقاتل إلى جانب القوات العراقية، إن «12 شخصاً من قوات الحشد الشعبي والجيش والشرطة سقطوا خلال العملية، وقتلوا جميعهم بالعبوات الناسفة وسيارات مفخخة تركها الدواعش، ولم يقتل أحد منهم خلال المواجهات».
وكان قائد عمليات دجلة الفريق الركن عبد الأمير الزيدي أفاد في وقت سابق بانطلاق العملية «لحسم معركة تطهير جلولاء والسعدية».
وسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على مناطق واسعة في العراق إثر هجوم كاسح شنه في يونيو الماضي. وبدأ تحالف دولي بقيادة واشنطن شن ضربات جوية ضد التنظيم في أغسطس الماضي، إثر اقترابه من حدود إقليم كردستان. وتوسعت الضربات الجوية في سبتمبر الماضي، لتشمل مناطق سيطرة التنظيم في سوريا المجاورة.
من جهته، قال رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري إن الأردن يمكن أن يكون له «دور كبير» في تدريب القوات الأمنية العراقية التي تخوض معارك ضد «داعش».
وقال الجبوري في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني عاطف الطراونة في مقر مجلس الأمة في عمان «نعتقد بشكل واضح أننا بحاجة إلى مساندة المملكة الأردنية الهاشمية في عملية التدريب والتأهيل وتعزيز القدرات الأمنية، ونشعر أن الأردن يمكن أن يكون لها دور كبير في هذا الخصوص».
من جهته، قال الطراونة إن «الأردن اعلن مبكراً موقفه ضد الإرهاب ويعتبر أمن واستقرار العراق الشقيق هو جزء من أمن الأدن».
من جهة ثانية، أصدرت المحكمة الجنائية المركزية العراقية حكماً بإعدام النائب السني السابق البارز أحمد العلواني المنتمي إلى عشيرة البو علوان التي تقاتل «داعش» في محافظة الأنبار.
وكان العلواني أحد أبرز النواب الداعمين للاعتصامات المناهضة لحكومة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي في الأنبار، واعتقلته القوات الأمنية نهاية 2013 في عملية أمنية أودت بحياة 5 من حراسه وشقيقه.
من جانب آخر، لقي 60 ألمانياً توجهوا للقتال في الشرق الأوسط في صفوف «داعش»، مصرعهم، كما أعلن رئيس أجهزة الاستخبارات الداخلية الألمانية هانس جورغ مابن في مقابلة مع صحيفة «فلت ام تسونتاغ».
وفي الاجمال انضم نحو 550 المانيا الى «داعش» في العراق وسوريا، كما اعلن وزير الداخلية الالماني توماس دو ميزيير.
في السياق ذاته، نشرت صحيفة «الأوبزرفر» البريطانية تقريراً عن مرتزقة بريطانيين يشاركون في القتال ضد تنظيم «داعش» في سوريا.
وروت الصحيفة عن جيمس هيوغيس، الجندي السابق في الجيش البريطاني، الذي عمل في أفغانستان، قبل أن يترك الخدمة العسكرية. فقد التحق هيوغيس وصديقه جيمي ريد بوحدات حماية الشعب الكردي لحماية بلدة عين العرب السورية الحدودية مع تركيا من هجمات «داعش». وذكرت الأوبزرفر أن الشرطة البريطانية تحقق في قضية فتاة تبلغ من العمر 17 عاماً من شمال لندن، يعتقد أنها التحقت أيضاً بالجماعات الكردية المسلحة في «عين العرب» كوباني.
ويعتقد، حسب الصحيفة، أن أمريكياً يدعى، جوردان ماتسون، هو الذي أجر المرتزقة لحساب جماعة مسلحة كردية، تدعمها الولايات المتحدة.
وتلقى ريد، قبل التحاقه بصفوف المقاتلين الأكراد، تدريباً عسكرياً خاصاً في جمهورية التشيك.
ونقلت الأوبزرفر عن ناشطين أكراد في بريطانيا قولهم إنهم على علم بالمرتزقة البريطانيين، وعدد من البريطانيين الذين انضموا إلى جبهات القتال ضد «داعش»، سواء في سوريا أو العراق.