الرياض – الوفد الإعلامي: منذ إعلان قرعة بطولة خليجي 22 والجميع يتحدث عن مجموعة نارية وأخرى متوازنة. القرعة وضعت المنتخب السعودي مستضيف البطولة على رأس المجموعة الأولى إلى جانب قطر والبحرين واليمن، فيما وضعت المنتخب الإماراتي حامل اللقب على رأس المجموعة الثانية إلى جانب الكويت والعراق وعمان.
ومنذ الوهلة الأولى لتحليل حظوظ المنتخبات، تصدر الأخضر السعودي فرص الحصول على البطاقة الأولى عن مجموعته على اعتبار أنه يلعب على أرضه وبين جماهيره، فيما انحصرت البطاقة الثانية على صراع ثنائي بين البحرين وقطر للظفر بالبطاقة الثانية، أما المجموعة الثانية فكان التأهل غامضاً بين المنتخبات الأربعة على اعتبار أنها تحمل النصيب الأكثر من التتويج باللقب، ولعل المنتخب الكويتي سيد دورات كأس الخليج كان أبرز المنتخبات المؤهلة للحصول على بطاقة العبور للنصف نهائي إلى جانب حامل اللقب الإماراتي الذي يقدم نفسه كفريق استثنائي بقيادة الوطني مهدي علي وكوكبة النجوم التي يقودها المبدع الصغير عموري!. إلا أن الأحداث جرت بخلاف التوقعات، فما حصل على الأرض كان مختلفاً جداً عما ذهبت إليه التوقعات والترشيحات التي توجت منتخبات وأبعدت أخرى بناء على معطيات كانت تفرض نفسها قبل انطلاق منافسات البطولة، لكن كأس الخليج أعادت إلى الأذهان ما كان يردده من عايشوها طوال السنوات 44 الماضية، وهي أن التوقعات ربما تعتبر ضرباً من الخيال، ذلك أن أبناء العمومة عندما يلتقون تسقط الفوارق فيما بينهم وتكون الندية سيدة الموقف. إذا، بعد السجال الكروي الذي استمر 14 يوماً سيلتقي المنتخب السعودية ونظيره القطري مجدداً... إنها البداية التي انطلقت عليها الدورة، فهذان المنتخبان هما من دشنا المنافسة يوم 13 نوفمبر الجاري وهما من سيضعان النقطة في نهاية السطر يوم 26 من ذات الشهر، ولكن هذه المباراة ستكون مختلفة عن الافتتاح، لأنها لا تقبل القسمة على اثنين، ولن تكون نتيجة التعادل الإيجابية بهدف لمثله كما حدث في مباراة الافتتاح مقبولة في النهائي، فهناك أشواط إضافية وركلات ترجيح لحسم المباراة ومعرفة البطل.
وفي قراءة تصورية للنهائي، ربما تميل الكفة إلى الجانب الدفاعي والتكتيكي أكثر من كونها مباراة مفتوحة، فالمنتخبات في المجموعة الأولى أثبتت أنها الأكثر حفاظاً على شباكها، وكانت أعلى نتيجة للأهداف ثلاثية الأخضر السعودي في مرمى منتخبنا الوطني، إلا أن واقع المباراة يكشف أن اثنين من الأهداف سجل عن طريق مدافعي الأحمر. هذا يعني بوصف مجازي أن النتائج الكبيرة أيضاً نتاج ظروف استثنائية نظراً لقوة الدفاع في هذه المجموعة.
وهذا ما أكدته مباريات الدور نصف النهائي، فالمنتخب القطري الذي سجل هدفاً وحيداً في الدور الأول تمكن من تسجيل ثلاثة أهداف أمام عمان، وهذا ما كرره المنتخب السعودي أمام الإمارات، مما يعكس ضعف دفاع المجموعة الثانية التي وصفت بالحديدية، وهذا يقود إلى نتيجة واضحة، وهي أن الدفاع الأقوى هو صاحب الكلمة الحاسمة حتى الآن، ويبدو أن صراع الأخضر والعنابي لن يخرج عن هذا النطاق خصوصاً عندما يفقد المهاجمون حاسة التهديف في مباراة من المرجح أن تكون مغلقة من الناحية الدفاعية. إذاً، هي مباراة دفاعية محكمة، بين فريقين يجيدان التغطية وإغلاق المناطق أمام الصندوق، وهذا ما يدفع الترجيحات لأن تمتد المباراة حتى أوقات إضافية وربما تحسمها ركلات الترجيح، ولكن تبقى هذه مجرد توقعات، فمن يدري من يخبئه بلماضي ولوبيز لمباراة يعرف جيداً كل واحد منهما ثمنها!