لندن - (أ ف ب): لم يكن صباح أمس الاثنين عادياً بالنسبة لقراء الصحف البريطانية إذ غابت صور لاعبي كرة القدم عن الصفحات الأولى التي تصدرها لويس هاميلتون بعد أن توج الأحد بلقب بطل العالم لسباقات فورمولا واحد للمرة الثانية في مسيرته.
«هاميلتون المتأثر يتوج ملك فورمولا واحد»، هذا كان عنوان صحيفة «دايلي ميرور»، فيما كتبت نظيرتها «دايلي اكسبرس»: «هاميلتون على قمة العالم».
وتمكن هاميلتون من حسم لقب بطل العالم للمرة الثانية في مسيرته بعد عام 2008 عن جدارة واستحقاق بعدما اختتم الموسم بفوز جديد حققه في جائزة أبوظبي الكبرى.
دخلت البطولة إلى المرحلة الختامية ولقب السائقين مؤكد لمصلحة فريق مرسيدس اي ام جي الذي سبق أن توج أيضاً بطلاً للصانعين للمرة الأولى في تاريخه، وذلك لأن المنافسة كانت محصورة بين ثنائي «السهم الفضي» هاميلتون والألماني نيكو روزبرغ مع أفضلية واضحة للأول إذ كان يتقدم بفارق 17 نقطة عن زميله الذي لاحقه الحظ السيء في الحلبة الإماراتية وأنهى السباق في المركز الرابع عشر بسبب أعطال في سيارته وذلك بعد أن كان أول المنطلقين.
وأصبح هاميلتون الذي توج باللقب تحت أنظار الأمير هاري الذي كان حاضراً في حلبة مرسى ياس، أول بريطاني يتوج باللقب أكثر من مرة منذ 1973 عندما أحرز جاكي ستيوارت للمرة الثالثة بعد 1969 و1971 ورابع بريطاني يحرز أكثر من لقب بعد الأخير وغراهام هيل (1962 و1968) وجيم كلارك (1963 و1965).
واستوحت «ذي تايمز» من الرسالة الصوتية التي وجهها الأمير هاري لهامليتون بعد تتويجه باللقب قائلاً فيها «أنت أسطورة»، لتكتب في عنوانها: «الملك هاميلتون ينال الختم الأميري»، فيما فضلت «دايلي ستار» التركيز على معركة مواطنها مع زميله الألماني قائلة: «هاميلتون يترك نيكو يترنح خلفه».
أما «ذي صن» فتطرقت إلى أهمية اللقب الذي أحرزه هاميلتون في مفاوضاته مع مرسيدس اي ام جي من أجل تجديد العقد الذي يربطه بالفريق الألماني الذي انتقل إليه الموسم الماضي من مكلارين-مرسيدس، كاتبة: «سيقبضها»، متحدثة عن صفقة ستصل إلى حدود 100 مليون جنيه إسترليني.
ومن المؤكد أن هاميلتون نجح في رهانه على الفريق الألماني الذي انضم إليه في 2013 بعد أن قرر ترك الفريق الذي أطلقه إلى عالم النجومية وقاده إلى اللقب العالمي الأول في موسمه الثاني فقط في سباقات الفئة الأولى.
وقد وعد هاميلتون بان يواصل تألقه في 2015 في مسعاه إلى اللقب الثالث، مضيفاً «من البديهي أن دخولي إلى منافسات الموسم المقبل سيكون بمثابة الحلم (بعد تتويجه باللقب)، خصوصاً أني سأدخل إليه بشكل أقوى.. هذا سيكون هدفي. أؤمن تماماً بالفريق وبقدرته على خوض الموسم المقبل بشكل أقوى بكثير. في 2009 (حين دافع عن لقبه الأول)، كانت السيارة مختلفة تماماً، تغيرت حينها انسيابية السيارة، فيما ستكون الموسم المقبل مشابهة لسيارة هذا الموسم».
وأعــرب هاميلتــون عــن ثقته بقدرة مرسيدس علــــى تطويــر المحــرك والسيارة، مضيفاً «أعلــم أننا نقوم بخطوات إيجابية في هذا الاتجاه، وأتطلع بفارغ الصبر للدخول إلى المصنع وتنزيل كل البيانات الممكنة والعمل على النواحي التي بالإمكان تحسينها».
ويعلم هاميلتون ما هي النقاط التي يحتاج إلى تحسينها وأبرزها التجارب التأهيلية التي كانت نقطة قوة زميله روزبرغ الذي انطلق من المركز الأول 12 مرة هذا الموسم مقابل 7 لبطل العالم.
«أظهر هذا العام أن يوم السباق هو الأهم»، هذا ما قاله هاميلتون، مضيفاً «لكن من المؤكد أن صعوبة السباق تتضاعف عندما لا تكون أمام زميلك (على خط الانطلاق) وأنتما في السيارة ذاتها».