قال رئيس الأمن العام اللواء طارق الحسن إن وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة اعتمد استراتيجية أمنية تأخذ بكل أساليب التقدم العلمي والتكنولوجي وتوظفه في الكشف عن الجريمة والجريمة الإلكترونية ومواجهتها وحماية المجتمع منها، والاستفادة من الإمكانات الهائلة التي تقدمها شبكة الانترنت وتطور نظم وبرامج الحاسبات الآلية في مكافحة هذه الجرائم بأدوات وعناصر وأفراد مؤهلين وقادرين.
وأضاف الحسن، خلال حضوره حفل افتتاح ورشة عمل حول المحاسبة الجنائية والتحقيق بالجرائم الإلكترونية نيابة عن وزير الداخلية أمس، أن «الاستراتيجية لم تغفل دور التعاون الإقليمي والدولي في مواجهة هذه الجرائم فاعتمدنا سياسة أمنية تقوم على عولمة المواجهة باعتبار أن الجرائم الالكترونية لا تقف أمامها الحدود الجغرافية ولا تعترف بها»، موضحاً أنها «جرائم عابرة للحدود ولا تقتصر على دولة معينة وإنما تتخذ من العالم كله مسرحاً لها ، فعولمة الجريمة بهذا المعنى تقتضى عولمة المواجهة». وأشار إلى أن «تنفيذ هذه الاستراتيجية انعكس على الهيكل التنظيمي لوزارة الداخلية فتم إنشاء الإدارة العامة لمكافحة الفساد والأمن الاقتصادي والإلكتروني، وأوكلت لها مهمة حماية الأمن الاقتصادي للمملكة من الظواهر الإجرامية المستحدثة ومواجهة الفساد بكل صوره، وبمكافحة الجرائم الإلكترونية ، وتعزيز التعاون الأمني الدولي في إطار سياسة عولمة المواجهة، كما وأضيفت إليها إدارة الشؤون الدولية والإنتربول».
وشدد رئيس الأمن العام على أن «الأمن حق لكل فرد وهو ملك للجميع ، ولخدمة الجميع، ومسؤولية الجميع، وذلك ما نؤمن به في وزارة الداخلية وهو ما نعمل على ترسيخه والعمل به من خلال الشراكة مع المؤسسات والأفراد وكل مؤسسات المجتمع المدني تحقيقا لأمن واستقرار المجتمع ومكافحة كل صور النشاط الإجرامي».
وقال الحسن إن «ورشة العمل هذه تتناول موضوعاً من الموضوعات المهمة التي اتسم بها عصرنا الرقمي الذي نعيشه وفرضتها ثورة التكنولوجيا والاتصالات»، مشيرا إلى أن «وزارة الداخلية تواجه أنماط الجريمة المعاصرة ومنها الجريمة الإلكترونية وتبذل جهودا كبيرة في مكافحتها باعتبارها أحد محاور استراتيجية الوزارة في مكافحة الجريمة وتحقيق أمن واستقرار المجتمع». وأشار رئيس الأمن العام إلى أن «التطور العلمي الهائل الذي شهده العالم في الآونة الأخيرة والذي صاحبه متغيرات دولية على مستوى الدول وعلاقاتها كان له دور بارز في زيادة انتشار الجريمة وظهور جرائم لم تكن معروفة من قبل».
وأردف أن «معدلات الجريمة تزايدت وسائل وأساليب ارتكابها وتطورت من الشكل التقليدي إلى أشكال وأنماط حديثة ، وأصبحت الجريمة تتميز بالتطور والتنوع والتشعب ، فزادت صور السلوك الإجرامي وانخرط أشخاص كثيرون في مستنقع الجريمة من خارج دائرة المسجلين جنائياً والمعروف عنهم ارتكاب الجرائم ، وصار المجرمون يستخدمون الأساليب العلمية الحديثة في ارتكاب جرائمهم ويعتمدون على التخطيط المسبق لها ، وتفننوا في إخفاء آثارها وطمس معالمها مسخرين التقدم العلمي الهائل الذي يشهده العالم اليوم».
وأضاف رئيس الأمن العام: «لقد تعددت ملامح وأنماط الجريمة المعاصرة التي استفادت من هذا التطور العلمي والتكنولوجي لدرجة أنها تنذر المجتمع الإنساني بأوخم العواقب ، حيث أخرجت الوسائل العلمية الحديثة الجريمة من مسارها التقليدي إلى آفاق أخرى باستخدام ماكينات العصر وتقنياته، فبرزت الجريمة الإلكترونية، وبعد أن كانت هذه الجرائم وفي بداية ظهورها ترتكب في الغالب من قبل أفراد أو مجموعات صغيرة من الأفراد أصبحت اليوم وبوجود الإنترنت أكثر تنظيما وتطويرا وخطورة».
وأكد أن «العديد من المنظمات الإجرامية والإرهابية تتعاون مع محترفين وتوظف خبراء في التكنولوجيا وتعمل من خلال شبكات وتنظيمات معقدة ما أدى إلى تطور ونمو الجريمة المنظمة وظهور طوائف جديدة من الجرائم، مثل التجسس والتواصل بين أفراد العصابات ومافيا الأنشطة الإجرامية المختلفة، وزادت الظواهر الإجرامية وجرائم المخدرات والعنف والاستغلال الجنسي للأطفال والإتجار بالبشر وانتشرت ظاهرة الإجرام السياسي والإرهاب الدولي».
وأوضح الحسن أن «بعض الدول شكلت فرق وكتائب الكترونية وتعمل باستمرار في تطوير قدراتها في هذا المجال وباتت تشكل تهديداً حقيقياً وخطراً جسيماً على أمن العالم».
وأكد أن «هذا التقدم العلمي وتلك الصعوبات شكلت ضغوطاً كبيرة على أجهزة الأمن في كلا الدول للارتقاء بمستوى أدائها على نحو يتواكب مع تلك التطورات والصعوبات ، سواء في التخطيط لمواجهة الجريمة أو الاعتماد على الأبحاث والدراسات في هذا المجال ، أو تزويد الأجهزة الأمنية بالإمكانات التكنولوجية الحديثة».
ورفع رئيس الأمن العام خالص التهاني والتبريكات إلى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، على نجاح الانتخابات النيابية والبلدية والمشاركة الشعبية التي عكست إرادة وطنية وتمسكاً أصيلاً بالنهج الديمقراطي والحضاري الذي أرسى قواعده المشروع الإصلاحي الشامل لعاهل البلاد المفدى.
ونقل الحسن تحيات وزير الداخلية وتمنياته للمشاركين بالتوفيق والنجاح، مشيداً بدور الجامعة الملكية للبنات.