كتب حذيفة إبراهيم:
بعد إعلان نتائج الجولة الأولى من الانتخابات، وسقوط مترشحين وفوز آخرين، تترقب الساحة الانتخابية في البحرين عقد تحالفات بين بعض المترشحين الخاسرين، مع من وصلوا إلى جولة الإعادة، ودعوة ناخبيهم للتصويت إلى هذا المترشح أو ذاك، الأمر الذي يجعل حسم الجولة رهين بين قوة هذه التحالفات وتشتت أصوات الناخبين.
وتعليقاً على ذلك، أكد المترشح النائب محمود المحمود أن الدعم يكون بناء على التقارب الفكري أو حتى تحالفات ما قبل التصويت، مبيناً أن الجمعيات السياسية هي أول من ابتدع ذلك النظام، فيما أشار رئيس جمعية التجمع الوطني الدستوري عبدالرحمن الباكر إلى أن المترشحين الواصلين إلى جولة الإعادة سيسعون بكل ما أوتوا لكسب الناخبين بأي طريقة، فيما ستسعى بعض الجمعيات السياسية إلى عقد تحالفات بناء على مبدأ المصلحة، ورغبتها في إسقاط الخصوم.
وكانت انتخابات العام 2010، شهدت عقد تحالفات بين المترشحين الخاسرين مع بعض ممن وصلوا إلى جولات الإعادة، حيث أفلحت البعض منها في إيصال من قرر الخاسرين التصويت له، وفشلت الأخرى حيث جاءت عكس ما دعا له الخاسرون.
وقال النائب السابق محمود المحمود إن التحالفات تتم بناء على التقارب الفكري أو الأخوي ما قبل الانتخابات أو حتى أثنائها، فيما تتم بعضها على أساس إسقاط شخص معين وإخراجه من المنافسة، نكاية بشخص آخر.
وأوضح أن الجمعيات السياسية هي أول من ابتدع التحالفات في جولات الإعادة، من أجل دعم المترشحين، أو إيصال مترشح جمعية ضد مستقل أو العكس بحسب المصلحة، مشيراً إلى أن المحرق هي الأصعب في ذلك المجال كون الناخبين يعرفون بعضهم جيداً، والمترشحين كذلك.
وبيّن أنه ليس من السهل توجيه الناخبين للتصويت لشخص معين من عدمه، حيث ربما لا يقتنع الناخب أو أنه يكون قد قرر منذ البداية خياره الثاني، وتصويته للأول جاء بناء على اقتناع أو مصلحة أو غيرها، فالأمر متروك لأمزجة الناخبين وعلاقاتهم وقناعاتهم.
وأردف المحمود، هي ربما تحصل في أماكن أخرى وليس المحرق، ولكن بشكل عام لن يقتنع إلا البعض من المنخدعين بالمترشح الخاسر، أو ممن يتبعونه بشكل قوي، ولكن ليس جميعهم يكونون مطية بيد المترشح.
وشدد على أن الدعم في جولة الإعادة موجود في جميع أنحاء العالم، وفي البحرين أيضاً، ولكن يبقى صوت الناخب هو من يحدد الفائز والخاسر في جولة الإعادة.
وقال عبدالرحمن الباكر إن بعض التحالفات في جولة الإعادة تكون بسبب حسن النوايا أو الاقتناع، فيما تكون غالبيتها بسبب التحالفات قبل الانتخابات أو أثنائها.
وأشار إلى أن التفاهمات بين المتنافسين هي ظاهرة، حيث يسعى من وصل إلى جولة الإعادة للحصول على أكبر عدد من الأصوات، فيما تبقى تلك الدعوات «رمزية» حيث الصوت الأول والأخير للناخب.
وأردف أن بعض المترشحين يعقدون تحالفات مسبقة حول جولة الإعادة، من أجل الحصول على الأصوات من هنا أو هناك، لكن ليس شرطاً أن من صوت في المرة الأولى لمترشح يعيد التصويت له في جولة الإعادة، فكيف بمن يدعوه مترشحه للتصويت لشخص آخر.
وأوضح أن التحالفات تعقد بين الجمعيات على حسب التعاون والمنافسة بينها، حيث يسعى بعضهم لدعم الآخر، فيما يتحالف البعض مع مستقلين للإطاحة بجمعية أخرى.
وقال إنه في ائتلاف الجمعيات السياسية، تم التنازل منذ البداية لمترشحين في بعض الدوائر، إلا أن الباب ترك مفتوحاً في دوائر أخرى، على أن يتم الدعم في جولة الإعادة في حال الوصول لها من قبل أحد المترشحين، وهو شكل من أشكال التحالفات السابقة للانتخابات.
من جانبه، قال المواطن صبري أحمد من الدائرة السادسة في المحافظة الجنوبية إنه سيعطي صوته لـ»أحد جيرانه» بناء على حسن الجوار، إلا أنه في حال عدم وصوله لديه مترشح بديل.
وأوضح أنه لن يستجيب لأي دعوة يطلقها مترشحه في حال خسر سواء من تجيير الأصوات لأحد المترشحين في دور الإعادة أو غيرها، في حال لم تتفق مع ما يراه، مؤكداً أن القرار بيد الناخب.
واستطرد، ربما أهله وذويه فقط هم من يستجيبون له، لكن بكل تأكيد لكل ناخب مترشح آخر، وربما حتى أن بعض الناخبين لا يشاركون في جولة الإعادة.