عواصم - (وكالات): قدم وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل استقالته من منصبه منهيا قرابة عامين في ذلك المنصب، وقد قبل الرئيس باراك أوباما تلك الاستقالة التي تأتي وسط تقارير صحفية عن خلافات بشأن الاستراتيجية الواجب اعتمادها في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» بسوريا والعراق.
وقال مسؤولون أمريكيون إن الوزير هيغل وهو العضو الجمهوري الوحيد في إدارة الرئيس أوباما قدم كتاب استقالته بعد مناقشات مطولة مع الرئيس أوباما بدأت في أكتوبر الماضي.
وقال مسؤول رفيع في حكومة أوباما «سيتم تعيين خلف لهيغل سريعا، لكنه سيبقى وزيرا للدفاع حتى يؤكد مجلس الشيوخ الأمريكي تعيين من سيخلفه».
ومن أبرز المرشحين المحتملين لخلافة هيغل وكيلة وزارة الدفاع السابقة ميشيل فلورنوي، وآشتون كارتر النائبة السابقة لوزير الدفاع اللذين سبق أن ترددت شائعات بأنهما من المنافسين على منصب هيغل قبل تعيينه.
وذكرت تقارير ان استقالة هيغل لم تكن مفاجئة بالشكل الذي يصور، موضحاً أن هناك العديد من الاختلافات السياسية التي بدت بين هيغل ومجلس الأمن القومي في البيت الأبيض.
وأضافت التقارير ان بعض المصادر نقلت عن هيغل امتعاضه من مجلس الأمن القومي لأن باراك أوباما يحيط نفسه بمن يوصفون بالموالين له تماما، ولفت إلى أن المصادر ذاتها أكدت أن هيغل كان «يعجز عن إيجاد صوته في مجلس الأمن القومي».
وذكرت التقارير ان هيغل كان قد سئل قبل نحو 10 أيام في لقاء صحفي عن هذه الاختلافات وإن كانت ستؤدي إلى استقالته فأجاب حينها «عندما أستيقظ في الصباح فإنني لا أشعر بالقلق حول منصبي بل أشعر بالقلق حول الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وانعكاساتها على الولايات المتحدة». وقبل نحو شهر قال وزير الدفاع الأمريكي «إن الحرب التي يقودها أوباما وتحالفه ربما تقدم هدية على طبق من ذهب للرئيس بشار الأسد». وتحدثت التقارير عن خلافات أوباما وهيغل خلال الفترة الاخيرة خاصة في ما يخص مسألة تنظيم الدولة، وما إذا كانت الحرب ضده تخدم تنظيم الأسد، وتعد تلك أحد الفروق الجوهرية بين أوباما وفريقه من جهة وتشاك هيغل من جهة أخرى. وفي وقت سابق، أفادت صحيفة نيويورك تايمز بأن الوزير هيغل كان ينوي إعلان استقالته في وقت لاحق. ووفقا للصحيفة، فإن الاستقالة تأتي لاستشعار الرئيس أوباما وفريقه بأن المرحلة القادمة في مواجهة تنظيم الدولة تحتاج إلى مهارات مختلفة عن تلك التي يتمتع بها الوزير هيغل، لكن مصادر أخرى في البيت الأبيض تحدثت عن اختلاف بين هيغل وأوباما في التعامل مع ملف التنظيم.
وتطرق هيغل الى موضوع استقالته في حديث مع اوباما في اكتوبر الماضي، واستمرت هذه المحادثات «لعدة اسابيع»، كما أوضح مسؤول البيت الأبيض مؤكداً أن هيغل واجه فترة «انتقالية صعبة شملت انسحاب الجنود الأمريكيين من أفغانستان وخيارات موازنة صعبة». واضاف ان «هيغل تولى وزارة الدفاع بحزم وقام بتوجيه جيشنا خلال هذه الفترة الانتقالية وساعد على مواجهة التحديات التي شكلها تنظيم الدولة الإسلامية ووباء ايبولا».