شدد وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة على أنه من أجل مواجهة الأخطار والتحديات لا بد من استمرار العمل لتحسين آليات تبادل المعلومات بين الأجهزة المختصة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لتفكيك شبكات الإرهاب والحد من نشاطها الإجرامي، فيما وجه وزراء الداخلية بدول «التعاون» بدء إنشاء مشروع الشرطة الخليجية الذي سيتخذ من مدينة أبو ظبي مقراً له.
وقال الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، في كلمة له خلال ترؤسه وفد البحرين المشارك في اجتماع الدورة الثالثة والثلاثين لوزراء الداخلية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أمس بدولة الكويت، إن ما تنعم به منطقتنا من أمن وازدهار يفرض علينا الحفاظ على استقرارها، وحماية مصالحنا الحيوية. وبخاصة أن تداعيات الأزمات من حولنا وارتداداتها تجعل من المنطقة هدفاً للعديد من المنظمات الإرهابية التي تستغل الصراع المذهبي والطائفي من أجل تحشيد المواقف وخلق حالة من التنابذ والفرقة بين أبناء المجتمع الواحد، مشيراً إلى أن هذه الصراعات أخذت شكلاً خطيراً من العنف المسلح يستقطب العديد من الأفراد من مختلف دول العالم ومنها دولنا من خلال بث الفكر المتطرف والتأثير على عقول الشباب.
حماية المصالح الحيوية
وقال وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة «إنني على ثقة بأننا نمتلك القوة والإرادة والعزيمة للعمل معاً لتحقيق أهدافنا وأن مواقف قادتنا الشجاعة زادتنا قدرة وقوة على مواجهة التحديات التي تواجه دول مجلس التعاون، ولدينا الخبرة في إدارة قدراتنا وتوجيهها للحفاظ على الأمن والاستقرار من خلال أخذ زمام المبادرة في التصدي للأخطار والتهديدات بكافة أشكالها، كما إن لدينا تجربة في العمل الأمني المشترك تشكل قاعدة متينة للارتقاء بالأداء وتعزيز التعاون والتنسيق».
وأوضح أن البحرين حققت في 22 نوفمبر الحالي إنجازاً ديمقراطياً تجلى من خلال النجاح الكبير للعملية الانتخابية، وما مثله من روح وطنية تعدت حواجز الطائفية.
وذكر أن «هذا الموقف الوطني عكس بوضوح حرص المواطنين على التحرك الوطني الجاد، وتعاونهم في العمل لرفعة البحرين ونمائها منطلقين من قاعدة وطنية مشتركة تجمع كل الأطياف، بهدف انتخاب مجلس نيابي ووطني جديد يأخذ على عاتقه الواجب التشريعي والرقابي في خطوة مسؤولة ورائدة تعزز قوة القرار الوطني من أجل تطور البحرين وبناء مستقبلها الزاهر بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى».
وأشار وزير الداخلية إلى أن نجاح اجتماع الرياض وما صدر عنه من قرارات وإنجازات مشرفة تأتي في اتجاه تعزيز روابط التعاون والتآزر القوي بين دول مجلس التعاون، فالعلاقات قوية ومستمرة يتوارثها الأبناء من الآباء والأجداد، والاتفاق يجسد وحدة الموقف تجاه الأخطار المحيطة بمنطقة الخليج، وأن نتائجه لا تنعكس على دول مجلس التعاون؛ بل إن أثرها الإيجابي ينعكس على مجمل الدول العربية، ويعزز من قدرتها على مواجهة الأخطار التي تهددها.
وأضاف «نجتمع اليوم وقد توافقت دولنا على اجتماع الكلمة ووحدة الصف بعد اتفاق الرياض وما انتهى إليه من نتائج تعبر عن الرغبة الجادة والإرادة الناجزة لتقوية أواصر الأخوة ودفع مسيرة التعاون الخليجي نحو آفاق جديدة تمنحها القدرة على التعامل مع كافة الظروف والمستجدات».
وتقدم بالشكر إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود على مساعيه الطيبة وجهوده الخيرة في جمع الشمل وتوحيد الكلمة والموقف، ولحضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح رئيس الدورة الحالية للقمة الخليجية لمساعيه الخيرة من أجل رفعة المجلس لتحقيق أهدافه الطموحة.
وقال وزير الداخلية إن ما يزيدني فخراً أن البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المفدى كانت دائماً مبادرة ومشاركة في العمل الخليجي؛ انطلاقاً من رؤية جلالته الواضحة على الدوام بضرورة التعاون والتكاتف والعمل المشترك بين الأشقاء للحفاظ على أمن الخليج وحماية مصالحه الحيوية والتصدي لكافة الأخطار التي تهدد سلامة دوله.
تعزيز العمل الأمني الجماعي
وأكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية د.عبداللطيف الزياني، في بيان له عقب الاجتماع، أن وزراء الداخلية عبروا عن امتنانهم واعتزازهم بالجهود التي بذلها قادة دول المجلس من أجل رأب الصدع وتعزيز التضامن الخليجي، وما تم التوصل إليه من اتفاق الرياض التكميلي ونتائج إيجابية في الاجتماع الذي عقد بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مدينة الرياض في 16 نوفمبر الحالي، مؤكدين أن أجهزة الأمن في دول المجلس ستظل العيون الساهرة على حماية أمن دول المجلس واستقرارها.
وقال د.عبداللطيف الزياني إن وزراء الداخلية أعربوا عن أسمى التهاني وأخلص التبريكات إلى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، ولحكومة البحرين وللشعب البحريني العزيز بمناسبة نجاح الانتخابات النيابية والبلدية التي جرت بنسبة مشاركة عالية عبر فيها الشعب عن إرادته الحرة في اختيار ممثليه آملين أن تكون هذه الخطوة بإذن الله فاتحة خير للبحرين على طريق التقدم والنهوض والازدهار.
وأشار إلى أن وزراء الداخلية بحثوا في الاجتماع الذي عقد برئاسة الشيخ محمد الخالد الصباح، نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية عدداً من الموضوعات الأمنية المهمة، واتخذوا بشأنها القرارات المناسبة التي من شأنها أن تحقق المزيد من التعاون والتنسيق في مجالات العمل الأمني المشترك حماية للأمن والاستقرار بدول المجلس.
وأضاف أن الوزراء اطلعوا على عدد من التقارير المرفوعة إليهم من وكلاء وزارات الداخلية بشأن الموضوعات الأمنية التي يجري دراستها، وأثنوا على الجهود التي تبذلها اللجان المختصة لتحقيق المزيد من التعاون والتنسيق المشترك فيما بينها.
وقال الأمين العام إنه في إطار متابعة تنفيذ قرارات المجلس الأعلى لمجلس التعاون في المجال الأمني اطلع الوزراء على الدراسة الشاملة بشأن إنشاء الشرطة الخليجية التي أعدها فريق عمل متخصص من وزارات الداخلية بدول المجلس وما اشتملت عليه من الجوانب التنظيمية والمالية والإدارية، وأصدروا توجيهاتهم بالبدء في إنشاء هذا المشروع الأمني الطموح الذي سيتخذ من مدينة أبو ظبي مقراً له، مؤكدين دعمهم ومساندتهم لهذا المشروع مما سيسهم في تعزيز التعاون الأمني المشترك بين دول المجلس، وزيادة مجالات التعاون والتنسيق المشترك بين الأجهزة الأمنية بدول المجلس.
وأشار د.عبداللطيف الزياني إلى أن وزراء الداخلية أشادوا بالجهود الكبيرة التي تبذلها مختلف الأجهزة الأمنية في دول المجلس، مؤكدين ضرورة تعزيز العمل الأمني الجماعي في دول المجلس لحماية الأمن والاستقرار، ومكافحة كافة الأعمال الإجرامية التي تهدف للمساس بسلامة وأمن المجتمعات الخليجية، مشيدين بالتعاون والتنسيق القائم بين الأجهزة الأمنية في دول المجلس في مجال مكافحة الإرهاب، وما تبذله الأجهزة المختصة من جهود حثيثة وملموسة للقضاء على الإرهاب، ومحاربة الفكر الإرهابي والتطرف.
وكان في استقبال وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة لدى وصوله إلى مطار الكويت، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية بدولة الكويت الشيخ محمد الخالد الحمد الصباح.
رافق وزير الداخلية، خلال زيارته، وفد يضم سفير البحرين لدى دولة الكويت وعدد من المسؤولين بالوزارة.