فيينا - (أ ف ب): قررت منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» أمس الإبقاء على سقف إنتاجها النفطي، بحسب تصريح وزير النفط الكويتي علي العمير للصحافيين، رغم الفائض في العرض العالمي من النفط ما أدى إلى خفض أسعاره بشكل كبير لأول مرة منذ 4 سنوات. وفي مؤتمر صحافي، قال الأمين العام لمنظمة أوبك عبد الله البدري «لقد تناقشنا وفي النهاية قررنا الاحتفاظ بـ 30 مليون برميل في اليوم كمستوى إنتاج للأشهر الستة المقبلة».وفور صدور القرار، تراجعت أسعار النفط الخام حيث هبط سعر برميل النفط المرجعي الخفيف في نيويورك إلى ما دون عتبة الـ 70 دولاراً للمرة الأولى منذ يونيو 2010 في حين خسر برميل النفط المرجعي لبحر الشمال «برنت» في لندن 5 دولارات.كما هبط سعر برميل النفط المرجعي الخفيف في سوق التداول الإلكتروني في نيويورك «نايمكس» إلى أدنى مستوى له مسجلاً 70.75 دولارمن جهته، تراجع سعر برنت إلى ما دون الـ 72 دولاراً للبرميل في سوق التداول في لندن، مسجلاً بذلك أدنى مستوى منذ يوليو 2010 «إلى 71.25دولار». ورداً على سؤال حول قرار المنظمة بعد محادثات مطولة أجرتها في مقرها في فيينا، قال العمير «لا تغيير». وقررت المنظمة التي تضم 12 بلداً الإبقاء على سقف إنتاجها اليومي عند 30 مليون برميل، حتى بعد هبوط أسعار النفط بأكثر من الثلث منذ يونيو الماضي. وأدى قرار «أوبك» إلى انخفاض أسعار النفط إلى أدنى مستوى لها منذ 4 سنوات. واجتمعت الدول الأعضاء في منظمة «أوبك» في فيينا لاتخاذ أبرز قرار منذ سنوات في غياب توافق على خفض سقف الإنتاج، ما أدى إلى تسجيل تراجع جديد في الأسعار النفطية.ويدعو بعض أعضاء الكارتل النفطي المتضررون مالياً جراء هبوط الأسعار وعلى رأسهم فنزويلا إلى خفض سقف إنتاج «أوبك» الإجمالي المحدد منذ 3 سنوات بـ 30 مليون برميل في اليوم.ومن شأن هذا الإجراء الحد من الفائض في تموين السوق النفطية نتيجة القدرة الزائدة الناجمة عن زيادة الإنتاج النفطي الأمريكي ولا سيما مع استخراج النفط الصخري، والتباطؤ الاقتصادي المسجل حالياً في أوروبا والصين والذي يكبح استهلاك النفط.وقال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي «أعتقد أن السوق سيستقر، سنناقش التدابير التي سنتخذها ومساهمتنا في هذه التدابير، كل الأمور ستناقش، وسنضع نصب أعيننا المصالح البعيدة الأمد للمنظمة وأعضائها».من جهته، قال وزير الخارجية الفنزويلي رافائيل راميريز إنه سيدافع عن خفض إنتاج المنظمة، معتبراً أن فائض الإنتاج في السوق النفطية يبلغ مليوني برميل يومياً.لكن نظيره الكويتي قال إن «إغراق السوق لا يأتي فقط من «أوبك»، وحتى لو عمدت «أوبك» إلى خفض إنتاجها قليلاً، فإن ذلك لن يستوعب قدرة السوق الإنتاجية المفرطة».وسقف الإنتاج هو الأداة الرئيسية في متناول «أوبك» لضبط العرض النفطي في العالم. غير أن خفض هذا السقف قد يؤدي إلى خسارة أعضائها حصصاً من السوق لصالح دول منتجة أخرى، ما لم توافق هذه الدول المنتجة على تطبيق إجراءات مماثلة.
970x90
970x90