كتبت - عائشة نواز:
شاء القدر أن تكون منسقة التدريب والتعليم بمركز أمراض الدم والأورام بمجمع السلمانية الطبي رباب إدريس، خير مرشد للنسوة للحذر من مرض السرطان.
إدريس أصيبت بالمرض العضال، من حيث لا تعلم، فقطعت شوطاً طويلاً من العلاج الصعب، حتى تمكنت بعون الله ورحمته، من التغلب عليه ومزاولة حياتها ووظيفتها بشكل طبيعي.
تؤكد إدريس في هذا الحوار أن أهم ما يحتاج إليه مرضى السرطان هو الدعم والمساندة من قبل الأهل والأصدقاء والمعارف، مشيرة إلى أن محدودية المعرفة عن المرض، تجعل من دعم المريض ناقصاً.
تقول إدريس إن تثقيف المجتمع بمرض سرطان الثدي مهم جداً، ذلك أن وجود معلومات كافية لدى الشخص يخلق وعياً أكبر بالمرض، يدرك معه المريض ما يحتاجه من عناية، ويقويه على مواجهة المرض.
وتشدد إدريس على أنه من المهم جداً للمريض أن لا يستسلم، وأن يتحلى بالقوة والعزيمة، فهي مشاعر تؤثر في نسبة نجاح العلاج، ويجب أيضاً أن لا يكون المريض كتوماً بل يفصح عن مشاعره لأقربائه وأصدقائه، ويخبرهم بما يمر به من تغيرات نفسية، والأعراض الجانبية التي يتعرض.
إدريس تشير إلى أنها إحدى مرضى سرطان الثدي، وواحدة ممن كتبت لهن النجاة، وهي لا تجد بأساً في عرض تجربتها مع المرض، «لأجل أن تكون مصدر أمل للمريض وأسرته». تقول إدريس: عندما ظهرت أول أعراض المرض، كنت على أبواب التخرج، وسرعان من تعرفت على هذه الأعراض بحكم خبرتي في مجال عملي، فأنا ممرضة في قسم الأورام، «كنت أنتظر لحظه التخرج بفارغ الصبر لكي أعوض زوجي وأبنائي عن تلك السنين وأحتفل وإياهم بعامي 32 في شهر يوليو، لكن تلاشت أحلامي، فكانت الصدمة عنيفة عندما ظهرت كتلة غريبة في جسمي، فأجريت التحاليل بشجاعة، فجاءت كما توقعت.. لقد بكيت طويلاً، وأنا أفكر في أبنائي ومستقبلهم، كان الأكبر في الحادية عشرة والأصغر لم يكمل عامه الثاني».
وتضيف: عندما علم أهلي وأقاربي بمرضي اكتض البيت بهم، وقفوا بجانبي يخففون معاناتي، وأبدوا اهتماماً كبيراً بي.. الجميع كان يواسيني بكلمات كان لها أثر كبير علي.
وتلفت إدريس إلى أن «الحقيقة التي لا يدركها الكثيرون، أن هناك العديد من المرضى يشفون ويواصلون حياتهم، وكان أكثر ما كنت أحتاجه هو القدرة على التحمل والتفاؤل، وأسلمت أمري لله تعالى، رازقي ورازق عيالي، فهو القادر على رعايتهم، وذلك التسليم هو ما مهد لي الطريق إلى الشفاء».
وتضيف: كان لزوجي دور كبير في رحلة علاج، من حيث الصبر والقوة، إخوتي وأخواتي، عائلتي وأصدقائي، وقد أنعم الله علي بتلقي العلاج على يد طبيب وزملاء عظماء، كانوا بمثابة المعين الروحي فقد منحوني القوة على استعادة الثقة، حين بدأت مضاعفات العلاح، وأعراضه من تساقط الشعر، العصبية، الإرهاق، العزلة، الألم، السهر، انحلال الجسم، فقدان المناعة، وكانت معاناة من الصعب اختصارها، لولا رحمة الله تعالى ورأفته ورحمته.