كتب - جعفر الديري: مطرب كبير ونجم لامع في سماء الفن في دولة الكويت الشقيقة، أعطى الأغنية الكويتية عمره كله، حتى عد أحد مؤسسيها، وأحد أهراماتها التي تفخر بهم. وبموته 26 نوفمبر العام 2005، طوت الكويت صفحة من أجمل صفحاتها الغنائية، كان فيها عيسى خورشيد، غريد الشاطئ بحق جزء من التراث الفني الخليجي. أدى غريد الشاطئ العديد من الألوان الغنائية متميزاً عن زملائه من أبناء جيله بمساهمته في تطوير القوالب الغنائية الخليجية القديمة عبر إدخال بعض اللهجات العربية عليها كأغنية (حلو وكذاب) وأغنية (بتروح لك مشوار) التي ذاع صيتها ولقيت انتشاراً واسعاً في الوطن العربي، إلى جانب اشتهاره بإجادة الأغاني باللغة العربية الفصحى مثل أغنية (يا ليلة الوصل عودي)، إضافة إلى إبداعه في أداء الأغاني الوطنية والرياضية تحديداً، وألوان الغناء الشعبي كالعرضة والسامري والأغاني العاطفية والموشحات. كانت انطلاقته الفنية العام 1958 عندما شارك في الغناء بمسرحية «تقاليد» لفرقة المسرح الشعبي، تلاها العام 1960 في أغنية مرحباً بالعيد، حيث تعاون من أشهر الملحنين مثل حمد عيسى الرجيب ومنصور الخرقاوي وبدر بورسلي وغنام الديكان وإبراهيم الصولة، فكان من أعذب الأصوات التي تغنت بالألحان الخفيفة. ولد عيسى عبدالله خورشيد عوض في 1941، وتوفي عن 64 عاماً، وبحسب مجالسيه ومحبيه، هو من أجمل وأبرز أصوات مطربي الستينات، إلى جانب تميزه بدماثة الخلق والأدب والاحترام للصغير قبل الكبير، بدليل أنه كان يأخذ حقه وهو صامت بعيداً عن إثارة المشاكل، وبعيداً عن التحدث عن شخص كان في غيابه. تحتفظ الذاكرة بالعديد من الأغنيات لغريد الشاطئ -وهو اللقب الذي أطلقه عليه حمد عيسى الرجيب- من أشهرها أغنيـــــة «أوه يــا الأزرق» التي كتبها عبداللطيف البناي ولحنها يوسف المهنا، كأغنية خاصة لمنتخب الكويت لكرة القدم، وأغنية «هايدوه» لمنتخب الكويت لكرة القدم أيضاً، وغنى مقدمة مسلسل قاصد خير الذي مثله عبدالحسين عبدالرضا، إضافة لأغانـي «جودي»، «مسموح ياللي تعذر»، «يا مرحباً بالعيد». من أقواله «أحلم بشيء أكبر من الأغنية الجميلة التي تلاقي استحساناً عند الجمهور، إني أحلم بالأغنية التي تزلزل أعماق الناس وتهزهم وتحركهم وتبكيهم وتفرحهم، أريد لصوتي أن يكون موجوداً في قصص الحب وفي حكايات النضال، أريد لصوتي أن يصبح همزة الوصل بين الجندي وأرضه، بين الأم وطفلها، بين الحبيبة وحبيبها، وهاجسي الأكبر هو أن أقدم فناً قادراً على تحريك مشاعر الناس وتحريضها، أريد أن أحرض الجندي على أن يقوم ويركض نحو الجبهة كي يدافع عن أرضه ووطنه، أريد أن أحرض قلب المحب.. أنا أحب الناس وأحترمهم وأريد أن أقدم لهم فناً مؤثراً، أنا محتاج للكلمة التي تقتحم عقول الناس وتؤثر في وجدانهم ومشاعرهم، لا أريد أن أغني لأغني فقط؟... أنا مؤمن أن البساطة هي أقصر الطرق للوصول إلى الناس إضافة إلى أن الحياة لا تستحق منا أن نجعلها حلبة للصراعات والعداوة كلنا بحاجة إلى بعضنا بعضاً، أنا في حياتي أحب المواجهة والشجاعة في مواجهة أمور الحياة مهما بلغت من مصاعب، أنا لا أحب الكذب واللف والدوران ولا المجاملة ولا النفاق والرياء، عندما أسمع الناس يشيدون بتلقائيتي وطبيعيتي أكون فخوراً جداً وأنا مع الإنسان قبل الفنان لأن الفن والنجومية لا يبقيان مدى الحياة ولكن القيمة الحقيقية للإنسان هي الأقوى والأبقى».
970x90
970x90