كتب – جعفر الديري:
يجول بنا العدد الجديد (27) من مجلة «الثقافة الشعبية»، على تخوم قريبة وبعيدة في الوطن العربي. فبينما يوضح عبدالملك أشهبون «خصوصية الخطاب الافتتاحي في الحكاية الشعبية»، يشير مصطفى جاد إلى مأساة نعيشها في حقل الثقافة الشعبية، وهي التعامل مع المادة الشعبية يعد جمعها وكأنها تحفة لا يجب أن تلمس!.
وبينما يتحدث رشيد سليماني عن «تشييد الدلالة في التصوف الشعبي المغربي»، تعرض بسمة البناء للتحايا وعادات المصافحة عن العرب. ومن بيروت تكتب حنان قرقوتي عن العادات والتقاليد، ومن العراق يكتب عبدالرحمن جمعة ذياب عن الألعاب الشعبية في هيت.
واذ يعرض يوسف حسن مدني للثقافة الشعبية كمخزون التوليف الثقافي والسلام بين الشعوب، تتناول نهلة شجاع الدين من اليمن 77 مثلاً من قريتها بالشرح.
واذا كانت ظاهرة المزارات والأضرحة بدمشق، استأثرت باهتمام حمداودو بن عمر، فإن خالد عبدالله خليفة استوقفه فن العرضة من الفنون الاحتفالية في البحرين.
وإذا حاول عماد بن صولة قراءة العلامات والرموز الجبلية بالجنوب التونسي، فإن ترنيمة آلة العود في الحضارة العربية الإسلامية، أطربت عزيز الورتاني، بينما استحوذت أصناف الطعام وآدابه وطريقة إعداده في القاهرة خلال العصور الوسطى، على اهتمام خالد عبدالله يوسف.
رائد أرناؤؤط قدم قراءة نقدية في العمارة العربية المعاصرة، وعرضت أحلام أبوزيد لكتب فازت بجائزة الأليسكو للتراث اللامادي، يتصدرها مكنز الفولكلور.
رئيس التحرير علي عبدالله خليفة، اختار في مفتتح العدد؛ الحديث عن رحيل حملة التراث الشعبي ومنتجيه من رواة وحفاظ ومبدعين بهدوء وصمت. «معهم نودع من غير رجعة ذواكرهم الغنية التي اختزنت طوال أعمارهم مادة مهمة من الحكايات والأزجال والفنون والعادات والتقاليد والأعراف والحرف والصناعات التي تواترت بها المعرفة عبر أجيال لتحتل مكانها المؤثر في ثقافتنا العربية رغم ما تعرض له أغلبها من ضياع وجحود وإهمال. ويبرز من بين هؤلاء الراحلين المجهولين أو المنسيين في أغلبهم رواد وملمون ومبدعون متميزون أثروا الحياة من حولنا وتركوا بصمات تأثيرهم في قلوبنا وأرواحنا بعد أن تجسدت أعمالاً حية نابضة تضاف إلى حصيلتنا الإبداعية المحسوبة باعتداد على التراث الإنساني».
من هؤلاء الموسيقار التونسي المعلم د.صالح المهدي الذي احتلت أعماله وألحانه الموسيقية وجهوده التربوية ومؤلفاته مكانة رسمية وشعبية في تونس، فقد انضم ورأس العديد من المنظمات والمؤسسات الفنية، أبرزها عضوية المجلس العالمي للموسيقى وتولي رئاسة المنظمة الدولية للفن الشعبي.
ومن هؤلاء، الفنان البحريني أحمد الفردان، وكان بإمكان الفردان أن يظل عازفاً مبدعاً على آلة القانون ومتفرداً في التعامل مع هذه الآلة لإنطاقها بأجمل الأنغام وبأرق ما يمكن أن تعطيه من رقة نغمية نادرة، إلا أن الفردان وهو يمارس اللعب على هذه الآلة شاء الله جل وعلا أن يهيئه للعديد من الأدوار المتصلة بجذور نشأة الفنون الشعبية وبكل ما ينتمي إلى الموسيقى الشعبية الخليجية بصلة.
كذلك يبرز في الذاكرة صفوت كمال الذي خدم الثقافة الشعبية في الخليج العربي، والمعلم د.أسعد نديم، وتجربة الراوي والشاعر المدون الراحل الشيخ محمد بن علي الناصري صاحب الأثر الجميل (تنقية الخاطر وسلوة القاطن والمسافر) الذي جمع فيه مبكراً نوادر الحكايات والأزجال وغيره من المؤلفات، وقد رحل دون أن يكمل طباعة العديد مما جمع ودون.
ولأنها سنة الحياة فالذاكرة تمتد بنا إلى السنوات الخوالي وما بها من فقد أليم حين رحل عن عالمنا النمساوي الرئيس المؤسس للمنظمة الدولية للفن الشعبي ألكسندر فايجل وقبله أستاذ الثقافة الشعبية بجامعة أثينا العالم الفلكلوري د.نيوكليس ساليس.
يجول بنا العدد الجديد (27) من مجلة «الثقافة الشعبية»، على تخوم قريبة وبعيدة في الوطن العربي. فبينما يوضح عبدالملك أشهبون «خصوصية الخطاب الافتتاحي في الحكاية الشعبية»، يشير مصطفى جاد إلى مأساة نعيشها في حقل الثقافة الشعبية، وهي التعامل مع المادة الشعبية يعد جمعها وكأنها تحفة لا يجب أن تلمس!.
وبينما يتحدث رشيد سليماني عن «تشييد الدلالة في التصوف الشعبي المغربي»، تعرض بسمة البناء للتحايا وعادات المصافحة عن العرب. ومن بيروت تكتب حنان قرقوتي عن العادات والتقاليد، ومن العراق يكتب عبدالرحمن جمعة ذياب عن الألعاب الشعبية في هيت.
واذ يعرض يوسف حسن مدني للثقافة الشعبية كمخزون التوليف الثقافي والسلام بين الشعوب، تتناول نهلة شجاع الدين من اليمن 77 مثلاً من قريتها بالشرح.
واذا كانت ظاهرة المزارات والأضرحة بدمشق، استأثرت باهتمام حمداودو بن عمر، فإن خالد عبدالله خليفة استوقفه فن العرضة من الفنون الاحتفالية في البحرين.
وإذا حاول عماد بن صولة قراءة العلامات والرموز الجبلية بالجنوب التونسي، فإن ترنيمة آلة العود في الحضارة العربية الإسلامية، أطربت عزيز الورتاني، بينما استحوذت أصناف الطعام وآدابه وطريقة إعداده في القاهرة خلال العصور الوسطى، على اهتمام خالد عبدالله يوسف.
رائد أرناؤؤط قدم قراءة نقدية في العمارة العربية المعاصرة، وعرضت أحلام أبوزيد لكتب فازت بجائزة الأليسكو للتراث اللامادي، يتصدرها مكنز الفولكلور.
رئيس التحرير علي عبدالله خليفة، اختار في مفتتح العدد؛ الحديث عن رحيل حملة التراث الشعبي ومنتجيه من رواة وحفاظ ومبدعين بهدوء وصمت. «معهم نودع من غير رجعة ذواكرهم الغنية التي اختزنت طوال أعمارهم مادة مهمة من الحكايات والأزجال والفنون والعادات والتقاليد والأعراف والحرف والصناعات التي تواترت بها المعرفة عبر أجيال لتحتل مكانها المؤثر في ثقافتنا العربية رغم ما تعرض له أغلبها من ضياع وجحود وإهمال. ويبرز من بين هؤلاء الراحلين المجهولين أو المنسيين في أغلبهم رواد وملمون ومبدعون متميزون أثروا الحياة من حولنا وتركوا بصمات تأثيرهم في قلوبنا وأرواحنا بعد أن تجسدت أعمالاً حية نابضة تضاف إلى حصيلتنا الإبداعية المحسوبة باعتداد على التراث الإنساني».
من هؤلاء الموسيقار التونسي المعلم د.صالح المهدي الذي احتلت أعماله وألحانه الموسيقية وجهوده التربوية ومؤلفاته مكانة رسمية وشعبية في تونس، فقد انضم ورأس العديد من المنظمات والمؤسسات الفنية، أبرزها عضوية المجلس العالمي للموسيقى وتولي رئاسة المنظمة الدولية للفن الشعبي.
ومن هؤلاء، الفنان البحريني أحمد الفردان، وكان بإمكان الفردان أن يظل عازفاً مبدعاً على آلة القانون ومتفرداً في التعامل مع هذه الآلة لإنطاقها بأجمل الأنغام وبأرق ما يمكن أن تعطيه من رقة نغمية نادرة، إلا أن الفردان وهو يمارس اللعب على هذه الآلة شاء الله جل وعلا أن يهيئه للعديد من الأدوار المتصلة بجذور نشأة الفنون الشعبية وبكل ما ينتمي إلى الموسيقى الشعبية الخليجية بصلة.
كذلك يبرز في الذاكرة صفوت كمال الذي خدم الثقافة الشعبية في الخليج العربي، والمعلم د.أسعد نديم، وتجربة الراوي والشاعر المدون الراحل الشيخ محمد بن علي الناصري صاحب الأثر الجميل (تنقية الخاطر وسلوة القاطن والمسافر) الذي جمع فيه مبكراً نوادر الحكايات والأزجال وغيره من المؤلفات، وقد رحل دون أن يكمل طباعة العديد مما جمع ودون.
ولأنها سنة الحياة فالذاكرة تمتد بنا إلى السنوات الخوالي وما بها من فقد أليم حين رحل عن عالمنا النمساوي الرئيس المؤسس للمنظمة الدولية للفن الشعبي ألكسندر فايجل وقبله أستاذ الثقافة الشعبية بجامعة أثينا العالم الفلكلوري د.نيوكليس ساليس.