عواصم - (وكالات): شنت السلطات الأمريكية حملة اعتقالات شملت مئات المتظاهرين في عدة مدن احتجاجاً على تبرئة الشرطي الأبيض دارن ويلسون الذي قتل الشاب الأسود الأعزل مايكل براون في أغسطس الماضي في فرغسون. كما استخدمت الشرطة قنابل الغاز المسيلة للدموع وقنابل الصوت لتفريق المحتجين الذي هتفوا «لا عدالة.. لا سلام». وفي نيويورك، اعتقلت الشرطة 7 أشخاص في نيويورك أثناء العرض الذي ينظم بمناسبة عيد الشكر. وقالت متحدثة باسم شرطة المدينة إنه تم اعتقال الأشخاص السبعة بتهمة «الإخلال بالنظام العام».
وتوقعت السلطات تظاهرات جديدة في يوم عيد الشكر للاحتجاج على القرار الذي اتخذته هيئة المحلفين في ميزوري الاثنين الماضي بوقف الملاحقات بحق الشرطي الأبيض دارن ويلسون الذي قتل الشاب الأسود مايكل براون في أغسطس الماضي بفرغسون في حين أن الشاب الأسود لم يكن يحمل سلاحاً. وفي نيويورك، اعتقل 10 أشخاص أثناء تظاهرات الثلاثاء الماضي للتنديد بقرار هيئة المحلفين في فرغسون.
واتهم 6 منهم بجنحة و4 بانتهاكات، وأخلى سبيل الجميع مع أمر بمثولهم لاحقاً أمام قاض. ومساء الاثنين، اعتقل شخصان أثناء تظاهرات أولى، أحدهما محتج ألقى بطلاء أحمر على قائد شرطة نيويورك بيل براتون. وفي الجهة الأخرى من البلاد في لوس انجليس، اعتقل أكثر من 180 شخصاً في احتجاجات مماثلة. في سياق متصل، أسفر حادث إطلاق نار جديد، شهدته البلاد صباح أمس عن مقتل شخص مسلح برصاص الشرطة، بعد الاشتباه في ارتدائه سترة ناسفة. وتلقت شرطة مدينة أوستن في ولاية تكساس عدة بلاغات، بقيام شخص مسلح بإطلاق النار على 3 مباني على الأقل، من بينها مقر للشرطة. وقال مساعد قائد الشرطة، راؤول مونغويا، إن أحد الضباط شاهد المشتبه به خارج المبنى، وأطلق النار عليه، فأرداه قتيلاً على الفور، قبل أن يتم استدعاء فريق مكافحة المتفجرات إلى موقع إطلاق النار.
واشتبه الضابط في سيارة كانت قريبة من الموقع، تحتوي على ما يُعتقد أنه جهاز تفجير، كما تراجع ضباط الشرطة الذين هرعوا إلى المكان، بعيداً عن جثة القتيل، بعدما لاحظوا أنه يرتدي «سترة ما»، تشبه السترات الناسفة.
وفيما لم تؤكد مصادر الشرطة ما إذا كان هناك أي مشتبهين إضافيين، أو ضحايا آخرين بخلاف المشتبه به، فقد لفتت إلى أنها قامت بإخلاء المبنى، الذي يقع على مقربة من مبنى القنصلية المكسيكية، نتيجة إطلاق النار.
وأتت أعمال العنف في فرغسون بعد يوم من مقتل طفل أسود آخر من أصول أفريقية بنيران رجال الشرطة في ولاية أوهايو، عندما كان يلهو بمسدس «لعبة» يطلق الكرات اشتبهوا بأنه سلاح حقيقي، رغم أن الطفل تمير رايس، لم يصدر عنه أي تهديدات لفظية ضد عناصر الشرطة أو يصوب المسدس نحوهم، بحسب نائب رئيس شرطة كليفلاند، إد تومبا. من جانبها، دعت لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب الولايات المتحدة للتحقيق بشكل كامل واتخاذ إجراءات قانونية ضد بطش الشرطة وإطلاق النار على شبان سود عزل وعدم استخدام مسدسات الصعق الكهربائي إلا في المواقف التي تمثل خطراً على الحياة.
وهذا أول تقرير تعده لجنة مناهضة التعذيب لسجل الولايات المتحدة في منع التعذيب منذ عام 2006 ويجيء في أعقاب اضطرابات ذات صبغة عنصرية في مدن أمريكية.
ونددت اللجنة بما وصفته «بالألم الشديد والمعاناة الطويلة» اللتين يتحملهما السجناء خلال عمليات «إعدام فاشلة» والاعتداء الجنسي المتكرر لسجناء وتقييد وثاق نساء حوامل في بعض السجون والاستخدام المفرط للحبس الانفرادي.
وقال التقرير إن هناك قلقاً عميقاً من «تقارير عديدة» عن بطش الشرطة والاستخدام المفرط للقوة مع أشخاص ينتمون لأقليات ومع مهاجرين ومثليين بالإضافة للتوصيف العنصري وعسكرة العمل الشرطي.
وأشار إلى «تكرار وقائع إطلاق النار من جانب الشرطة أوالملاحقات المميتة لأفراد سود عزل».
وأبلغ الوفد الأمريكي 10 خبراء مستقلين في اللجنة أنه تم فتح 20 تحقيقاً منذ عام 2009 بشأن انتهاكات منهجية للشرطة واتخاذ إجراءات قانونية مع أكثر من 330 ضابط شرطة بسبب البطش. وذكرت اللجنة أن المعلومات المتاحة بشأن نتائج هذه التحقيقات غير كافية. وتحدثت عن «تقارير عديدة متسقة» بأن الشرطة الأمريكية استخدمت مسدسات الصعق مع مواطنين عزل أثناء مقاومة الاعتقال وأدانت حالتي وفاة وقعتا في الأونة الأخيرة في فلوريدا وإيلينوي.
وقالت اللجنة إنه ينبغي عدم استخدام مسدسات الصعق إلا في الحالات الخطيرة لتفادي الموت أو الإصابة البالغة.