كتب – هشام فهمي:
أكد الكاتب الصحافي والمحلل السياسي عبدالوهاب بدرخان أن حزب الله ينفذ إرادة وتعليمات النظام الإيراني، ومبررات تدخله في سوريا لا قيمة لها، مشيراً إلى أن المشروع الإصلاحي لجلالة ملك البحرين توفر مساحات كبيرة للتوافق، غير أن المعارضة البحرينية تسوّف انتظاراً لمعجزات تأتيها من الخارج، أو تغيير الأوضاع في المنطقة.
وأوضح، في حوار صحافي مقتضب على هامش مشاركته في منتدى الأمم المتحدة للخدمة العامة، أن حسن روحاني لا يملك الإرادة لإحداث تغيير جوهري في علاقة إيران بدول الخليج أو سوريا، بينما سيسعى لكسب الوقت من أجل برنامجه النووي ومراقبة اتجاه الأحداث في المنطقة.
وشدد بدرخان على أن أحداث 2011 لم تؤثر مطلقاً على مملكة البحرين، مشيراً إلى أن البعض يحاول أن يخلق حالة من التعايش بين الاستقرار والاضطرابات.
وحول إجراءات دول «التعاون» ضد حزب الله، قال بدرخان، إن حزب الله اتخذ قراراً وتدخل في سوريا بشكل لا يخدمه فتلوثت بندقيته بالدم السوري واللبناني، وبالتالي لا يلوم الناس بعد ذلك كيف يتخذون منه مواقف، لأنه كان يجب أن يكون أكثر وعياً، وردة فعل مجلس التعاون يمكن النظر إليها من منظور أمني، ولا يمكن أن تكون موقفاً من جنسيات أو من طوائف».
ما دور الإعلام في تبسيط مفاهيم هذه المؤتمرات للمواطنين؟
من الطبيعي أن تكون هذه التنظيمات الإدارية الجديدة على مستوى الحكومات صعبة على بعض المواطنين الذين لم يتعودوا على النشاط على شبكة المعلومات والكمبيوتر ، لذلك يجب تبسيطها عبر وسائل الإعلام مثل التلفزيون للفئات غير المثقفة وغير المتعلمة .
هناك تقصير عند من يديرون هذا النشاط لأنهم تبنوا مفهوم أن هذه الأمور يجب أن تدخل بشكل تدريجي لحياة الناس بعيداً عن الشحن، وهذا فيه وجهة نظر لكن لا يمنع أن تمرر بعض البرامج الصغيرة لتعلم شيئاً.
كيف تنظر إلى تجربة البحرين في مجال الخدمة العامة والحكومة الإلكترونية، وكيف يمكن استنساخها لباقي الدول العربية الأقل تطوراً؟
الحكومة في البحرين وهي دولة صغيرة كان عندها إرادة لتنفيذ مشروع الحكومة الإلكترونية، لذلك اجتمعت عدة عناصر فهناك استعداد حكومي وبلد حجمه يسمح بتنفيذ مثل هذا المشروع إضافة إلى وجود نسبة كبيرة من المتعلمين. والاستنساخ ممكن ، لكن كل دولة تفتش عن الصيغة المناسبة لها، والنجاح يجلب الحسد ويشحذ همم الآخرين ليقلدوا النجاح.
نهنئ البحرين على هذه المنزلة التي وصلت إليها وهو أمر جيد بالنسبة للمستقبل.
المملكة عانت كثيراً من حملات لثني الناس ألا تذهب إليها، كيف وجدتها؟
ليست أول مرة أزور البحرين بعد أحداث 2011 ، وأعتقد أن هناك حالة طبيعية في المناطق التي نتجول فيها، وبعض الأحداث إذا وقعت تكون محصورة في مناطق معينة، وللأسف البعض يريد أن يكون هناك تعايش بين الاستقرار والاضطراب، وهذا ليس في مصلحة البلد، فهو وطن الجميع، وبشكل عام لا أعتقد أن الأحداث أثرت على البحرين بأي شيء على الإطلاق، لكن يظل هناك هم وطني عند أصحاب القرار والمواطنين أن يجاوزوا هذه المرحلة إلى استقرار حقيقي.
كيف تتابع المشروع الإصلاحي لجلالة الملك؟
هناك مساحات كبيرة للتوافق وهذا أمر ليس جديداً، حيث نلمس من جانب جلالة الملك والحكومة إرادة حقيقية للتوصل إلى توافق ، إلا أن هناك تسويفاً عند أطراف في المعارضة بانتظار معجزات من الخارج أو تغييرات إقليمية، لا أدري إلى أي حد ستخدم الأهداف التي يتطلعون إليها، ولا أرى أنها ستخدمهم بالشكل الذي يتصورونه.
ما هي التأثيرات المتوقعة لما يحدث في المنطقة خاصة في سوريا على دول مجلس التعاون؟
واضح أن دول مجلس التعاون متأهبة لضمان الأمن واستمرار الاستقرار وهذا مسؤولية الحكومات بقدر ما هو مسؤولية المجتمعات وهذه لغة جديدة نتكلم بها أن المجتمعات هي أيضاً عليها مسؤولية.
البعد الطائفي الذي تأخذه الأحداث في المنطقة يمكن أن ينعكس في دول المجلس لكن لا أرى أن هناك مخاطر حقيقية، هناك طبعاً تداعيات على مستوى آراء الناس وتفاعلها مع هذا الطرف أو ذلك، لكن المنطقة ليست مقبلة على مخاطر وجودية تغير الأوضاع رأساً على عقب.
أعتقد أن تصرف الحكومات حتى الآن ضمن رزانة وضبط نفس ضمانة للمجتمعات.
كيف تقيمون إجراءات دول الخليج تجاه تدخلات حزب الله في سوريا ووضعه على قائمة الإرهاب؟
إذا كان النظام السوري يريد أن ينهي الموضوع لمصلحته فكان يجب أن ينهيه قبل عامين على الأقل لكنه فشل في ذلك، ووضع كل اللوم على ما يسمى بالمؤامرة، وكل الدول انتظرته ومازالت تنتظر عودته إلى الرشد لأنه لا يمكن أن يكون حل سياسي إلا بمشاركته، لكنه مازال يمارس الحسم العسكري.
دول الخليج أعطته في البداية كل الوقت اللازم ليقوم بواجبه كحاكم ومسؤول عن الأمن والشعب، ولكن كان يجب اتخاذ موقف مما يحدث، وإنها أعجوبة أن مجلس التعاون لم ينزلق أكثر إلى مواقف أكثر تطرفاً، فهو لايزال يحافظ على مواقف تبقي الأبواب مفتوحة أمام جميع الاحتمالات لإنهاء الأزمة.
حزب الله اتخذ قراراً وتدخل في سوريا بشكل لا يخدمه وصورته أن تلوث بندقيته المقاومة بالدم السوري واللبناني، وبالتالي لا يلوم الناس بعد ذلك كيف يتخذون منه مواقف، لأنه كان يجب أن يكون أكثر وعياً، وردة فعل مجلس التعاون يمكن النظر إليها من منظور أمني ، ولا يمكن أن تكون موقفاً من جنسيات أو من طوائف.
لكن حزب الله أكد أنه على علم برغبة النظام السوري اتخاذ خطوات إصلاحية، وهو يلقي بالمسؤولية على الطرف الآخر، هل هذا حقيقي؟
حزب الله ينفذ إرادة وتعليمات وأوامر النظام الإيراني، وكل ما يقال بعد ذلك لا قيمة له، هم يريدون وضع جميع المبررات لكي يصوروا هذا قرار تدخله على أنه ردة فعل عادية. شيء واحد كان يجب أن يحدد موقف حزب الله وهو أن يكون هناك وعي بالمستقبل، وبضرورة التعايش بين الطوائف والمذاهب على أرض سوريا ولبنان، لكنهم فشلوا في هذا، وسيلحقهم فشل محقق على المدى البعيد لأن طبيعة الأمور لا تتحمل هزيمة شعب.
هل حقاً المواطن العربي مضطر للاختيار بين مشروع أمريكي صهيوني، وآخر «مقاوم» تقوده إيران وحزب الله، كيف يمكن حل هذه الإشكالية؟
النظام الإيراني يريد منا نحن العرب ، أن نرى المسألة كما هم يصوروها ، لكن المسألة ليست كذلك، ونحن كشعوب رأينا بأم العين ما الذي حصل، والآن يمكن تبرير ما يقال عن وجود «مؤامرة»، لأنه أصبح هناك اضطرار للتدخل، أما طوال عام من بداية الأزمة لا يمكن الحديث عن تدخل خارجي، لأنه كان هناك مراهنة على أن يعي النظام ما هي مسؤولياته، وأنه سيغير نهجه.
وعندما أفشل المبادرة العربية لم يكن هناك أي مبرر (..) هل كانت هناك أي مؤامرة؟ عندما أفشل التدخل الدولي حين كان في مصلحته، لكنه تعامل مع الأمر على أنه مسألة وجود، حيث إن وجوده ضروري للنظام الإيراني.
هناك بالتأكيد مصالح لبعض الدول، لكن كان بالإمكان الحد من أي تدخلات وتلاعبات دولية، لكن بعد فشله في تحمل مسؤوليته التاريخية، جميع الناس تدخلوا، وعلى رأسهم النظام الإيراني الذي يعلم دواخل النظام العسكرية والأمنية، لذلك لا يمكن لوم أي تدخل آخر خاصة إذا كان لمصلحة الشعب ويريد أن يحقق طموحات الشعب ويريد إنهاء الأمر اليوم وليس غداً، على أساس سياسي.
لا يمكن القول إن على الشعب السوري التفاوض الآن وهو مقهور معيشياً ونفسياً وعسكرياً.
هل سيكون هناك تغيير في السياسة الإيرانية تجاه سوريا والخليج، والبحرين تحديداً؟
لا أعتقد أن يكون هناك تغيير أصيل أو جوهري وهو المطلوب لتسوية العلاقات بين إيران ودول الخليج. وبالنسبة لحسن روحاني ليس المهم ما يرده هو، إنما ما يريده المرشد الذي يريد استغلال روحاني.
حسن روحاني يريد أن يرى المواطنين الإيرانيين راضين اقتصادياً ومعيشياً، وهذه الأوضاع مرتبطة بالعقوبات الناتجة عن البرنامج النووي ومن سياسة النفوذ والهيمنة التي تمارسها إيران في الخارج، لأن أموال الشعب الإيراني تذهب هنا وهناك من أجل عظمة إيران وإمبراطوريتها.
إذن ليس حسن روحاني الذي سيقول للمرشد لا نريد هيمنة ولا نفوذاً ولا برنامجاً نووياً، أو نريد تحسين حياة الناس، ربما سيكون هناك تغيير في اللهجة أو المصطلحات في محاولة لكسب الوقت من أجل البرنامج النووي، ومراقبة الأوضاع الإقليمية إلى أين ستتجه.
{{ article.article_title }}
{{ article.formatted_date }}