أكد قضاة ومراقبون في المحافظة الشمالية أن الناخبين مارسوا اليوم بالجولة الثانية من الانتخابات حقهم الدستوري على أكمل وجه بدون أية منغصات أو شكاوى تذكر، مشيرين إلى أن «نسبة المشاركة في الجولة الثانية فاقت التوقعات، حيث سجلت العديد من الدوائر نسبة إقبال أعلى من الجولة الأولى».
ونقلت وكالة أنباء البحرين «بنا» عن القضاة والمراقبين قولهم إن «الجولة الثانية امتازت بمشاركة الشباب والنساء وكبار السن وحتى ذوي الاحتياجات الخاصة ومن لا يتقنون القراءة والكتابة، إذ حرصوا جميعاً على المشاركة رغم ظروفهم الخاصة، ما يبرهن وعي الناخب المتزايد بأهمية المشاركة في هذا العرس الديمقراطي».
وقال رئيس اللجنة الانتخابية بالدائرة السابعة في المحافظة الشمالية القاضي محمد المعاودة، إنه «تم فتح باب الاقتراع في تمام الساعة الثامنة صباحاً وجرت الأمور على ما يرام وسط إقبال جيد جداً منذ ساعات الصباح الأولى».
وأوضح المعاودة أن «الإقبال من قبل الناخبين ازداد تدريجياً على مدار اليوم، دون أن يتم تسجيل أي مشاكل أو شكاوى أو مخالفات تذكر»، لافتاً إلى «تعاون المترشحين مع أعضاء لجنة الاقتراع ضمن أجواء تنافسية شريفة ونزيهة لإنجاح العملية الانتخابية».
وبين المعاودة أن «اللجنة تعاملت مع عدد لا بأس به من كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة والأميين ممن لا يعرفون القراءة والكتابة، إذ قدمت كل التسهيلات لهم للإدلاء بأصواتهم واختيار مترشحيهم»، مشيراً إلى أن «تحمل ذوي الاحتياجات الخاصة عناء التنقل والقدوم إلى المركز الانتخابي للاقتراع لهو برهان قاطع على حبهم للوطن ونهضته، مما سيكون له أكبر الأثر في ضمان مستقبل واعد للمملكة وشعبها».
وأضاف: «لقد لاحظنا إصراراً كبيراً من قبل هؤلاء الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة والأميين على المشاركة بهذا العرس الديمقراطي، ما يبين مدى وعي المواطنين بأهمية الانتخابات وما ستحمله من نتائج إيجابية لكافة المواطنين».
بدوره، قال رئيس اللجنة الانتخابية بالدائرة الثانية في المحافظة الشمالية القاضي نبيل الزلاقي إن «الإقبال في الجولة الثانية فاق معدلات الجولة الأولى»، لافتاً إلى أن «أمور الاقتراع سارت على ما يرام».
وأضاف أن «حالات المواطنين الذين لم ترد أسماؤهم بكشوف الناخبين محدودة جداً لم تتعد الحالتين فقط»، لافتاً إلى «المشاركة الشبابية الواسعة فاقت باقي الفئات العمرية، ودعوات المقاطعة لم تؤثر إطلاقاً على سير عملية الانتخاب، والدليل الاقبال الكبير من الرجال والنساء وكبار السن».
من جانبه، قال رئيس اللجنة الانتخابية بالدائرة الخامسة في المحافظة الشمالية جمعة الموسى، إن «حضور الناخبين كان جيداً، وصل إلى درجة الممتاز منتصف اليوم، مواصلاً بذلك ما تحقق من إقبال لافت في الجولة الأولى»، مشيراً إلى أن «حضور الشباب كان مميزاً إذ شكلوا ما نسبته 50% من مجمل الناخبين، يليهم كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة».
وأشاد بـ»المشاركة الواسعة من قبل الجاليات الأجنبية في اختيار مترشحين بلديين»، مشيراً إلى أن «كل التسهيلات قدمت لأهالي الدائرة، مما ساهم في عدم تسجيل أي اعتراضات أو ملاحظات سواء من قبل المترشحين أو الناخبين».
من جانبه، أكد رئيس اللجنة الانتخابية بالدائرة الثالثة في المحافظة الشمالية القاضي جاسم العجلان الإقبال الكثيف في الجولة الثانية، دون أن يتم رصد أية مخالفات أو تجاوزات.
وبين العجلان أنه تم في الجولة الثانية تفادي ملاحظات الجولة الأولى لتشمل تسهيلات أكبر للناخبين داخل وخارج مركز الاقتراع، مشيراً إلى أن «الدائرة شهدت حضوراً متساوياً بين النساء والرجال، مع تواجد لافت للمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة».
من جهته، أشاد عضو مجلس إدارة الجمعية البحرينية لمراقبة حقوق الإنسان عطية الله روحاني بمستوى الأمن المستتب في دوائر المحافظة الشمالية، مثمناً جهود وزارة الداخلية في بسط الأمن في كافة المراكز الانتخابية. ولفت روحاني إلى حسن تنظيم غالبية المراكز الانتخابية في المحافظة الشمالية، وسط أجواء هادئة لم يعكر صفوها أي تجاوزات تذكر.
وذكر روحاني أن عملية الانتخاب كانت سريعة لدى جميع الناخبين، كما أن أعداد الذين لم تدرج أسماؤهم في كشوف الناخبين قلت بكثير عن الجولة الأولى.
وأكد أن «البحرين سطرت اليوم ملحمة وطنية تحدت فيها جميع الصعوبات والظروف القاهرة لإنجاح عرسها الديمقراطي، مبدياً فرحته كمراقب من سير العملية الانتخابية بجولتيها الأولى والثانية».
ويرى روحاني أن «ختام العرس الانتخابي هو فوز مظفّر للشعب البحريني على كافة اساليب المعارضة والمقاطعة، بحيث أفشل وعي الناخب محاولات العنف والتخريب وقطع الطرقات».
من جهته، قال رئيس جمعية العدالة والتنمية كاظم السعيد أن «نجاح مسيرة الانتخابات البرلمانية والمجالس البلدية أمر باعث على الفخر والاعتزاز خاصة أنه يحمل في طياته ما يؤكد دعم الشعب البحريني للمشروع الإصلاحي لجلالة الملك ووقوفه مع القيادة الحكيمة لمواصلة مسيرة البناء والتقدم، كما أن ذلك يؤكد من جهة أخرى حرص هذا الشعب على المضي بالتجربة البرلمانية إلى الأمام، وفتح آفاق جديدة لها تخدم التطلعات المستقبلية لتحقيق المزيد من المكاسب والإنجازات الملبية لطموحاته ومصالحه الوطنية، ومواصلة نجاح المسيرة الديمقراطية».
وأضاف أن «الوعي السياسي للشعب البحريني ترجم في هذه النسبة الكبيرة من المشاركين في الانتخابات البرلمانية والبلدية، والذي فاق توقعات وحسابات العديد من الدوائر والأوساط»، رافعاً التهنئة للقيادة والشعب على نجاح الاستحقاق الانتخابي وحرص الشعب على التمسك بالنهج الديمقراطي.
وأكد السعيد «ضرورة ان يحرص النواب الجدد على وضع كل ما يرسخ الوحدة الوطنية والتلاحم بين كل مكونات المجتمع البحريني وتجاوز تداعيات الأزمة المؤسفة التي مررنا بها، وأن يبتعدوا عن كل ما يؤجج ويخلق حالة انشطار جديدة، وهذه مسؤولية كل النواب بدون استثناء في الفترة المقبلة، وهو امتحان نتمنى أن يحرص جميع النواب على النجاح فيه عبر كل أطروحاتهم ومواقفهم ومشاريعهم في المجلس النيابي».
ودعا السعيد المجلس النيابي الجديد إلى التعاطي بجدية مع كل الملفات التي تهم المواطن المعيشية والاقتصادية والتنموية والاجتماعية والإسكانية وغيرها.