رئيس وزراء العراق: 50 ألف جندي وهمي في 4 فرق عسكرية
ألمانيا: محاكمة 300 جهادي بتهمة دعم «داعش»
عواصم - (وكالات): قتل نحو 50 من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» في الساعات الـ 24 الأخيرة في مدينة عين العرب السورية خلال اشتباكات مع المقاتلين الأكراد وفي ضربات جوية للتحالف الدولي، في إحدى أكبر خسائر التنظيم المتطرف منذ بدء هجومه على المدينة الحدودية مع تركيا، حيث نفذ التحالف 30 ضربة جوية في سوريا ضد متشددي «داعش» في محافظة الرقة الشمالية. من جهته، كشف رئيس وزراء العراق حيدر العبادي عن وجود 50 ألف جندي وهمي في 4 فرق عسكرية، في خطوة جديدة في إطار مكافحة الفساد التي يجريها في المؤسسة العسكرية منذ توليه المنصب.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «50 عنصراً من تنظيم الدولة الإسلامية لقوا مصرعهم جراء ضربات التحالف العربي الدولي التي بلغت نحو 30 غارة وخلال الاشتباكات مع وحدات حماية الشعب الكردي والكتائب المقاتلة». وهذه إحدى أكبر خسائر الجماعة المتطرفة التي تحاول الاستيلاء على عين العرب منذ 3 أشهر.
ودارت معارك عنيفة بين المسلحين الجهاديين والمقاتلين الأكراد في المدينة التي يطلق عليها الأكراد اسم «كوباني»، شملت للمرة الأولى منطقة المعبر الذي يصل المدينة الكردية بتركيا حيث وقعت 3 تفجيرات انتحارية نفذها مقاتلون ينتمون إلى التنظيم المتطرف.
وقال مسؤولون محليون أكراد والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن الانتحاريين عبروا من الجانب التركي للحدود، لكن أنقرة التي أكدت وقوع هجمات عند المعبر من الجهة السورية نفت أن يكون هؤلاء اجتازوا الحدود من أراضيها.
وبدأ تنظيم الدولة الإسلامية زحفه على عين العرب في 16 سبتمبر الماضي وتمكن من السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي في محيطها، وصولاً إلى دخولها في 6 أكتوبر الماضي واحتلال أكثر من نصف المدينة التي تبلغ مساحتها 6 كلم مربع.
إلا أن تدخل الطيران التابع للائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، ودخول مقاتلين من الجيش الحر وقوات البشمركة العراقية إلى المدينة للمساندة، أوقفت تقدم التنظيم الجهادي المتطرف. وتشن الولايات المتحدة وحلفاؤها منذ 23 أكتوبر الماضي غارات على مواقع للمسلحين المتطرفين في سوريا، في أول تدخل أجنبي منذ اندلاع النزاع في سوريا منتصف مارس 2011، يستهدف بشكل خاص تنظيم الدولة الإسلامية.
وبحسب المرصد السوري، فقد قتل في غارات التحالف منذ بدئها 963 شخصاً هم 838 من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، و72 من مقاتلي جبهة النصرة «الفرع السوري لتنظيم القاعدة» ومقاتلاً إسلامياً آخر.
ونفذت طائرات التحالف 30 ضربة استهدفت مراكز لتنظيم الدولة الإسلامية في مدينة الرقة الشمالية ومحيطها.
ورغم ذلك، رأى وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن غارات التحالف لم تضعف المجموعة الجهادية المتطرفة في سوريا بعد.
وتشهد سوريا منذ منتصف مارس 2011 نزاعاً دامياً قتل فيه أكثر من 195 ألف شخص. وقتل أمس 17 مدنياً بينهم طفلة و5 نساء وأصيب العشرات في قصف للطيران الحربي السوري على بلدة جاسم في محافظة درعا الجنوبية، فيما قتلت سيدة سورية وأبناؤها الثلاثة بقذيفة أطلقها مسلحو المعارضة على حي موال للنظام في حلب، ثاني مدن البلاد، وفقاً للمرصد. وسيكون الملف السوري حاضراً في اللقاء المرتقب بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة اليوم، والذي يأتي بعد أيام قليلة من استقبال بوتين لوفد سوري ترأسه وزير الخارجية وليد المعلم وبحث معه سبل إطلاق محادثات سلام مع المعارضة السورية المدعومة من تركيا. وقال الأستاذ في جامعة إسطنبول إيلتر توران أنه «يمكن أن يكون هناك تقارب بشأن سوريا لأن ظهور «داعش» يشكل تطوراً من مصلحة روسيا محاربته مثل تركيا إن لم يكن أكثر».
وفي بغداد، كشف رئيس وزراء العراق حيدر العبادي عن وجود 50 ألف جندي وهمي في 4 فرق عسكرية، في خطوة جديدة في إطار مكافحة الفساد التي يجريها في المؤسسة العسكرية منذ توليه المنصب.
وتعرضت المؤسسة العسكرية التي كان يديرها بصورة كاملة سلفه نوري المالكي، لانهيار كبير بعد هجوم تنظيم الدولة الإسلامية في يونيو الماضي على مدينة الموصل.
وكشف العبادي خلال استضافته في مجلس النواب عن «وجود 50 ألف اسم وهمي في أربع فرق عسكرية» في إطار إصلاح المؤسسة العسكرية، بحسب بيان رسمي.
واعتبر أن أخطر فساد ما هو موجود في المؤسسة الأمنية».
وأوضح المتحدث باسم الحكومة رافد جبوري أن «العبادي أمر خلال الأسابيع الماضية بتطبيق إجراءات صارمة لاكتشاف الجنود الفضائيين واكتشاف أوجه الخلل في المؤسسة العسكرية خصوصاً من خلال عملية توزيع الرواتب». وكلمة الفضائيين هي تعبير عن الجندي الذي لا يقوم بواجبه ويتقاضى راتباً شهرياً.
من ناحية أخرى، قال وزير العدل الألماني هايكو ماز إن ما يقرب من 300 شخص يواجهون محاكمات في ألمانيا لدعمهم تنظيم الدولة الإسلامية مضيفاً أن تلك علامة على أن قوانين مكافحة الإرهاب تطبق وأنه لا حاجة لتشريعات أشد.
وتقول سلطات الأمن إن نحو 550 مواطناً ألمانيا انضموا لـ «داعش» في العراق وفي سوريا وإن نحو 60 قتلوا ومنهم مهاجمون انتحاريون. ومن المعتقد أن نحو 180 قد عادوا إلى ألمانيا.