كتبت - نورهان طلال:
تشارك البحرين حكومة وشعباً، دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة احتفالاتها في الثاني من ديسمبر 2014 باليوم الوطني الـ 43 تجسيداً للعلاقات التاريخية والاقتصادية والسياسية الأخوية الوثيقة القائمة بين البلدين، وسط اهتمام من البحرين بمواصلة مسيرة البناء والتنمية ومد جسور المحبة والتعاون على جميع الأصعدة بفضل السياسات الحكيمة لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البحرين، وأخيه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأنجزت دولة الإمارات العربية المتحدة في خلال 43 عاماً على المستوى المحلي معدلات عالية من التنمية المستدامة محققةً الأمن والاستقــرار والسعادة والرضى والرفاهيــة لمواطنيها، محتلة على الصعيدين الإقليمي والدولي مكانة متقدمة في خارطة أكثر الدول تقدماً وازدهاراً واستقراراً في العالم بحلولها في المركز الثاني عشر في تقرير التنافسية العالمي للعام (2014-2015).
وترتبط البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة بعلاقات تاريخية تمتد جذورها لعقود طويلة، ساعد في نموها وتطورها الثوابت والرؤى المشتركة التي تجمع بين البلدين.. وهي العلاقات التي تنبع خصوصيتها من وشائج القربى والصلات الحميمة والعلاقات الأخوية المتميزة بين قياداتهما، علاوة على ما يجمع بين البلدين من روابط مشتركة، سواء في إطار مجلس التعاون الخليجي، أو في الإطارين العربي والإسلامي.
ويشار في هذا الصدد إلى موقف البحرين الثابت من مساندة حق الإمارات في السيادة على جزرها الثلاث المحتلة من قبل إيران «طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى»، باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من دولة الإمارات العربية المتحدة، مطالبة بضرورة الانسحاب الإيراني منها وحل القضية عن طريق المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.
لم يكن من المستغرب أن تدعم الإمارات وامتداداً لمواقفها الإنسانية والإنمائية السابقة بكافة إمكاناتها السياسية والأمنية والاقتصادية البحرين فيما واجهته من أحداث مؤسفة ومحاولات خارجية لزعزعة أمنها واستقرارها خلال شهري فبراير ومارس 2011.
سياسة خارجية عقلانية
وتكتسب العلاقات بين البلدين أهمية كبيرة في ظل تمتع البلدين بثقل سياسي وموقع جغرافي واستراتيجي مميز على الصعيدين الإقليمـــي والعالمــي، وتبنيهمـــا لسياســـة خارجية عقلانية ومتوازنة ومعتدلة، وكونهما من النماذج الرائدة على مستوى المنطقة في مجالات الديمقراطية وحقوق الإنسان وتنفيذ سياسات طموحة للإصلاح والتطوير والتحديث وتكريس دولة المؤسسات والقانـــون. وعلى الرغم من تعدد وتنـــوع مجالات العلاقات البحرينية الإماراتية بشكل عام، إلا أن البعدين السياسي والاقتصادي يحظيان بمكانة مهمة فعلى المستوى السياسي، تعتبر الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين أحد أهم الإشارات على تميز العلاقة بينهما، وذلك في ظل تبادل الزيارات الودية والرسمية على أعلى المستويات بينهما، ومن أبرزها اللقاءات الدورية لقيادتي البلدين في إطار القمة الخليجية التي تعقد في مايو ونهاية كل عام، وما حققته من نتائج متميزة على صعيد دفع مسيرة التكامل الخليجي، إلى جانب الزيارات المتكررة لعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة إلى الإمارات منذ توليه مقاليد الحكم، بما يعكس حرصــه على التواصل مع القيادة السياسيــة الإماراتية، ودفع مسيرة العلاقات الثنائية، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين، بجانب توحيد المواقف إزاء المستجدات الخليجية والعربية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وتأتي المواقف السياسية للبلدين متطابقة دائماً إزاء القضايا الإقليمية والدوليـــة بتبنيهمـــا دبلوماسيــــة تتميــــز بالحكمة والاتزان والعقلانية مما أكسبهما ثقة واحترام المجتمع الدولي،حيث يحرص البلدان على دعم ونصرة القضايا الخليجية والعربية والإسلامية استناداً إلى عضويتهما ودورهما الفاعل في مجلس التعاون الخليجي، وجامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، ومنظمة الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات.
وتعتبر البحرين والإمارات أن احترام المواثيق الدولية، وقواعد حسن الجوار، وسيادة الدول ووحدة أراضيها، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وحل النزاعات بالطرق السلمية ضرورة لا غنى عنها لإحلال الأمن والسلم الدوليين، مما أكسبهما سمعة طيبة في المحافل الإقليمية والدولية.
أنموذج علاقات متطور
تشكل العلاقات التي تربط بين البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة نموذجاً متطوراً لما ينبغي أن تكون عليه العلاقات بين الدول، فهي علاقة ممتدة في تاريخ البلدين وتتميز بأنها دوماً في حالة نماء وازدهار.
وتحرص قوة دفاع البحرين والقوات المسلحة الإماراتية بجميع وحداتهما العسكرية على إجراء سلسلة من التمارين التعبوية المشتركة بصورة سنوية للارتقاء بمستويات الأداء القتالي للقوات المسلحة ودعم القدرة الدفاعية لدول مجلس التعاون لما فيه خير وصالح شعوبها.
كما يجري التنسيق بين سلاح البحرية الملكي البحريني، والقوات البحرية بدولة الإمارات، بما يستهدف تعزيز وتقوية التعاون العسكري في مجال أعمال حماية البنية التحتية البحرية والمعنية بحماية الموانئ والمنصات النفطية البحرية والدفاع عنها ضد الهجمات الإرهابية.
ويتميز نظام دولة الإمارات العربية بالاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وذلك نتيجة طبيعية للانسجام والتناغم بين القيادات السياسية والتلاحم والثقة والولاء والحُب المتبادل بينها وبين مواطنيها.
وتُعد دولة الإمارات في قائمة أفضل الدول في العالم جذباً للعمل والإقامة فيها لما تنعم به من أمن واستقرار وطمأنينة وأحرزت المرتبة الأولى عالمياً في التعايش السلمي بين الجنسيات باحتضانها نحو 200 جنسية من مختلف دول العالم على أرضها.
وانطلقت مرحلة البناء الشاقة لنهضة دولة الإمارات مع قيام اتحادها الشامخ بملحمة أشبه بالمعجزة، قادها بحكمة وصبر واقتدار وسخاء في العطاء وتفانٍ وإخلاص في العمل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيّب الله ثراه، الذي حقق نهضة للبلاد وتقدمها، كما وفر الحياة الكريمة بتعاون صادق وعزيمة قوية من إخوانه الروّاد المؤسسين، والتفاف حميم من المواطنين كافة الذين وثقوا في قيادته الحكيمة وإخلاصه ورؤاه الثاقبة.
وتمثل احتفالات الإمارات بالذكرى الثالثة والأربعين أبعاداً أعمق وأثبتت أن المسيرة الاتحادية الشامخة لم تعد تجربة رائدة في الوحدة فقط، بل غدت نموذجاً فريداً للتلاحم الوطني والتناغم والتفاعل الإيجابي الخلاق في العلاقة الحميمية المتينة التي تربط بين أولياء الأمر والرعية، والتكاتف بينهما من أجل بناء المستقبل المشرق المنشود.
وتكن البحرين حكومة وشعباً من محبة وتقدير واعتزاز لدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة وقيادتها الحكيمة وشعبها الوفي، في ظل العلاقة المتميزة بين البلدين ولما أظهرته الإمارات رئيساً وحكومة وشعباً من مواقف مشرفة تجاه مملكة البحرين والتي ستظل ماثلة أمام كل بحريني.