كتب - وليد صبري:
يسير قادة دولة الإمارات العربية المتحدة على نهج أبيهم المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، في تكريس جل وقتهم وطاقاتهم وثروات بلادهم لنهضة وتنمية المواطن الإماراتي، واضعين نصب أعينهم الكلمات الخالدة لـ «حكيم العرب» التي كان دوماً ما يرددها: «إذا كـان الله عز وجل قد منّ علينا بالثروة فإن أول ما نلتزم به أن نوّجه هذه الثروة لإصلاح البلاد، ولسوق الخير إلى شعبها»، لتكون نبراساً لهم، في سلوك دروب الخير من أجل نهضة ورفعة شعبهم وبلادهم. وعلى مدار عقود، لم تقف المساهمات الخيرية الطيبة للشيخ زايد وأبنائه عند حدود دولتهم، بل امتدت إلى إخوانهم وأشقائهم في الدول العربية والإسلامية، حيث لا توجد دولة عربية وإسلامية إلا وفيها اسم الشيخ زايد، يطلق على محافظة، أو مدينة، أو مؤسسة خيرية، أو هيئة تعليمية ودينية، فهكذا هي دروب الخير، وهكذا كان «زايد الخير»، الذي أوصل خيرات بلاده إلى المحتاجين في غالبية دول العالم.
ويؤمن قادة الإمارات بأن مساعدة أشقائهم ينبع من إحساس بالمسؤولية تجاههم، حيث يمثل العمل الإنساني الذي تتميز به الإمارات، سلوكاً حضارياً وعلامة بارزة ومضيئة على خريطة العطاء الإنساني خارجياً.
وعلى الصعيد الداخلي، قال تقرير التنمية البشرية الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إن «المواطن الإماراتي وهو يحتفل بالعيد الوطني، يعيش نهضة حضارية ورفاهية»، مشيراً إلى أن «سكان الدولة يعيشون في رفاهية حيث لا يوجد أي مواطن إماراتي يعيش في فقر مدقع، وبلغت نسبة الفقر في البلاد صفراً».
وقال المركز الوطني للإحصاء في الإمارات إن «تقرير التنمية البشرية، أكد أن المعدل العام للفقر في الإمارات يبلغ 0.002%، في حين تصل نسبة الفقراء من إجمالي عدد السكان إلى 0.6%». وذكر مستشار السياسات الأول في مكتب تقرير التنمية البشرية، فرانسيسكو رودريغر، أن «المعدل العام للفقر في الإمارات من أقل النسب في العالم»، واصفاً إياه بأنه «معدل ممتاز مقارنة بمعدلات دول أخرى».
وأوضح المركز أن «تقارير التنمية البشرية تشير إلى أن نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي قد ارتفع من 68 ألف درهم عام 1990، إلى 132.3 ألف درهم عام 2010، ليصنف نصيب الفرد من أعلى معدلات نصيب للفرد من الدخل القومي الإجمالي في العالم، بمتوسط نمو يصل إلى نحو 4.7% سنوياً لنفس الفترة».
وخلص المركز إلى أن «الإمارات لا تعاني من ظاهرة الفقر وفقاً للمعايير والمقاييس المعتمدة دولياً ووفقاً لما تضمه التقرير».
وعلى المستوى الخارجي، تضطلع الإمارات بدور ريادي في ساحات العمل الإنساني والمساعدات التنموية على الصعيدين الإقليمي والدولي. وقد حظي هذا الدور بثقة وتقدير الأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية التي اتخذت من دولة الإمارات مركزاً لحشد الدعم والمساندة للقضايا الإنسانية، ومحطة رئيسة تتخذ من دبي مقراً لها، لقيادة عملياتها الإغاثية عبر العالم في حالات الكوارث والمحن والنزاعات والعنف والحروب، للحدّ من وطأة المعاناة البشرية وصوْن الكرامة الإنسانية.