كتبت - نورهان طلال:
تحتل دولة الإمارات العربية المتحدة موقعاً متقدماً على خارطة الخليج والعالم العربي، بفضل مبادراتها الكبيرة، في مختلف جوانب حياة الإنسان والمواطن الإماراتي.
لقد انطلقت مرحلة البناء الشاقة لنهضة دولة الإمارات محققة الازدهار الاقتصادي والرخاء الاجتماعي للوطن والمواطنين، وقد جاء اليوم الذي تمتع فيه بحضور قوي ومكانة متميزة كلاعب رئيس في الخريطة الاقتصادية العالمية محافظة للعام الثاني على التوالي، على موقعها في المركز الأول عربياً، وتقدمها 3 مراكز عالمياً لمؤشرات السعادة والرضا بين شعوب العالم للعام 2013.
اعتمدت الإمارات استراتيجيات تنموية طموحة مرتكزة على اقتصاد المعرفة والابتكار والإبداع بإعلانها سبتمبر الماضي قرارها بارتياد علوم الفضاء وإنشاء (وكالة الإمارات للفضاء). وكانت قد بدأت خلال السنوات الأخيرة، تنفيذ مشاريع اقتصادية استراتيجية تتميز باستخدام تقنيات علمية عالية، خصوصاً في مجالات تصنيع وإطلاق الأقمار الصناعية، وإنتاج الطاقة النووية للأغراض السلمية، والطاقة المتجددة النظيفة، وتكنولوجيا صناعة الطيران، والتفوق عالمياً في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وتتكون الاستراتيجية الإماراتية من 4 مسارات رئيسة متوازنة و30 مبادرة وطنية، تنفذ خلال السنوات الثلاث المقبلة، وتشمل المرحلة الأولى مجموعة من التشريعات الجديدة ودعم حاضنات الابتكار وبناء القدرات الوطنية المتخصصة ومحفزات للقطاع الخاص وبناء الشراكات العالمية البحثية وتغيير منظومة العمل الحكومي نحو مزيد من الابتكار وتحفيز الابتكار في 7 قطاعات وطنية رئيسة هي الطاقة المتجددة والنقل والصحة والتعليم والتكنولوجيا والمياه والفضاء.
حققت التجارة الخارجية لدولة الإمارات تطورات لافتة، فوصل عدد الأسواق التجارية إلى 198 سوقاً حول العالم، والتطور في البنية التحتية للمطارات، الأمر الذي عزّز من الموقع الاستراتيجي للدولة على خريطة التجارة العالمية. وتصدرت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الاستثمارات الأجنبية المباشرة الموجهة إلى الخارج، خلال الفترة من 2006 وحتى نهاية 2013. وحلّت دولة الإمارات العربية المتحدة في المرتبة الثالثة عالمياً في جودة البنية التحتية، وفي المرتبة الأولى عالمياً في العديد من مؤشرات جودة البنية التحتية، وجاءت في المرتبة الأولى عالمياً في مؤشر جودة الطرق، والمرتبة الثانية عالمياً في البنية التحتية للنقل الجوي وقطاع الطيران.
مزيد من مشاريع البنية الأساسية
من جانب آخر، تواصل الإمارات جهودها في تنفيذ مزيد من مشاريع البنية الأساسية المتطورة، خاصة في قطاعات الطاقة والنقل والمطارات والموانئ الدولية وشركات الطيران الوطنية ومشاريع السكك الحديدية و(المترو) والمواصلات والطرق الخارجية والداخلية والجسور والأنفاق وغيرها من مشاريع البنية الأساسية المتكاملة.
وقد أنجزت عدداً كبيراً من المشاريع الاستراتيجية التنموية والخدمية التي شملت الآلاف من الوحدات السكنية، من بينها مدن سكنية جديدة، وشبكة واسعة من الطرق الداخلية والخارجية، والمستشفيات، والمراكز الصحية، والسدود، والموانئ، ومراكز التوحد والتأهيل الصحي، والمساجد والمدارس، ومراكز الدبلوم المهني وشبكات الصرف الصحي، إضافة إلى تنفيذ مشاريع حيوية في قطاعي الماء والكهرباء بالمناطق الشمالية وإمداد تلك المناطق باحتياجاتها المتزايدة من الكهرباء والمياه من محطات هيئة مياه وكهرباء أبوظبي.
ويُعد ميناء خليفة بإمارة أبوظبي، الذي افتتح في ديسمبر 2012 أحد أضخم الموانئ وأكثرها تطوراً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وقد شرعت شركة أبوظبي للمطارات (اداك) في منتصف العام 2012 في تنفيذ مشاريع لتطوير وتوسعة مطاراتها، وإنشاء مجمع مبنى المطار الرئيس الجديد لمطار أبوظبي الدولي وستتضاعف المساحة الإجمالية الحالية لمطار أبوظبي الدولي 5 مرات بعد افتتاح المبنى الجديد في منتصف العام 2017، ليرفع بذلك طاقة المطار الاستيعابية إلى نحو 50 مليون مسافر.
وتصدرت شركات الطيران الوطنية الرئيسة الخمس وهي (طيران الاتحاد) و(طيران الإمارات) و(العربية) و(فلاى دبي) و(شركة طيران رأس الخيمة) قائمة أفضل 50 شركة طيران في العالم.
ويُعد مشروع السكك الحديدية في دولة الإمارات جزءاً من مشروع سكة حديد إقليمية تربط دول مجلس التعاون الخليجي، ويتوقع أن يشكل (قطار الاتحاد) جزءاً من القطار الخليجي الذي سيربط بين دول مجلس التعاون الست، وتبلغ كلفته نحو 25 مليار دولار، كذلك تُعد دبي أول مدينة خليجية تستخدم شبكة متكاملة لخطوط (المترو) وقد تجاوز عدد مستخدمي (المترو)، منذ افتتاحه في التاسع من سبتمبر 2009 وحتى 8 سبتمبر 2014، أكثر من نصف مليار راكب.
الشقيقة دولة الإمارات، فازت في أكتوبر 2014 للمرة الثالثة على التوالي، بعضوية مجلس الاتحاد الدولي للاتصالات متقدمة إلى المرتبة 24 عالمياً في التقرير الدولي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات للعام 2014 في إنجاز جديد يُعزز المكانة العالمية للدولة وريادتها في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
تحولات مهمة بمسيرة التعليم
أما عن مسيرة التعليم فشهدت فيها تحولات مهمة نحو التطوير والتحديث من خلال ربط التعليم باقتصاد المعرفة التنافسية ومخرجاته باحتياجات سوق العمل. وتُنفذ وزارة التربية والتعليم، في إطار خططها للتوسع في التعليم وانتشاره خلال السنوات المقبلة، 261 مشروعاً لإحلال 154 مدرسة واستحداث 109 مدارس جديدة، تُغطي جميع المناطق التعليمية على مستوى الدولة.
وبشأن الصحة، أنجزت وزارة الصحة في الإمارات خلال العامين الأخيرين عدداً من المشاريع الصحية الجديدة، ضمن خطتها لتنفيذ 35 مشروعاً في جميع المناطق الشمالية من الدولة إضافة إلى تحديث البنية التحتية للمرافق الصحية، والمختبرات المركزية ومراكز الأشعة والمعدات والأجهزة الطبية، عدا 7 مشاريع صحية جديدة.
بالمثل تهدف مؤسسة صندوق الزواج التي تأسست بمبادرة من مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إلى تشجيع زواج المواطنين من المواطنات والحد من الزواج بأجنبيات وبناء أسر مستقرة عن طريق تقليل تكاليف الزواج في نفقاته، ومنح كل شاب يعتزم الزواج من مواطنة منحة مالية قدرها 70 ألف درهم.
هذا وأطلق مجلس التخطيط العمراني بأبوظبي في 2011 رؤية عصرية جديدة لإسكان المواطنين تقوم على مفهوم المجمعات السكنية الراقية المتكاملة كبديل لمفهوم المساكن الشعبية. وسيُشيد 7500 فيلا جديدة ليرتفع عدد الفلل التي ستشيد للمواطنين إلى أكثر من 13 ألف فيلا.
إضافة إلى هذه الإنجازات المشهودة في قطاع الإسكان، تم بمبادرات تخصيص أكثر من 68 ألف قطعة أرض للمواطنين في جميع مناطق إمارة أبوظبي خلال الفترة من العام 2005 وحتى شهر ديسمبر من العام 2012.
وأنجزت مؤسسة محمد بن راشد للإسكان، منذ انطلاقها في العام 2008 وحتى أغسطس 2014، (3450) وحدة سكنية في عدد من مناطق إمارة دبي بكلفة 3 مليارات و833 مليون درهم.
على صعيد الكهرباء، حققت دولة الإمارات، ممثلة بهيئة كهرباء ومياه دبي، المرتبة الأولى على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والرابعة عالمياً، للعام الثاني على التوالي، في سهولة الحصول على خدمات الكهرباء.
واتجهت الدولة لمواكبة خططها المستقبلية إلى استكشاف مصادر جديدة للطاقة، من بينها تكنولوجيا الطاقة الشمسية والهيدروجينية والرياح، إضافة إلى استخدام الطاقة النووية.
ونفّذت هيئة كهرباء ومياه الشارقة خلال الأعوام الأخيرة، عدداً من مشاريع البنية التحتية لزيادة قدرتها الإنتاجية من المياه والكهرباء والغاز الطبيعي.
وأنجزت الهيئة مشاريع جديدة تضمنت تمديدات الكهرباء والمياه وإنشاء وتشغيل محطة كهرباء وتوصيل الغاز الطبيعي لسكان المنطقة وأكثر من 600 فيلاّ ومنزل، ضمن المرحلة الأولى من مشروع توصيل الغاز الطبيعي للمنطقة.
تفوق المرأة الإماراتية
جوانب أخرى أبدع فيها الإنسان الإماراتي، فحقّقت المرأة في دولة الإمارات مزيداً من المكاسب والإنجازات المتميزة متفوقة على الكثير من النساء في العالم وذلك في إطار برامج التمكين السياسي، وتتبوأ أعلى المناصب في جميع المجالات، وشريكاً أساسياً في قيادة مسيرة التنمية والتطوير من خلال مشاركتها في السلطات السيادية الثلاث التنفيذية والنيابية والقضائية وتشغل أول امرأة حالياً في المجال الدبلوماسي منصب المندوب الدائم للدولة لدى منظمة الأمم المتحدة.
واعتلت دولة الإمارات المرتبة السادسة عشرة عالمياً من بين الدول المانحة الأكثر عطاءً في مجال المساعدات الخارجية وصعدت دولة الإمارات إلى المركز الأول عالمياً كأكثر الدول المانحة للمساعدات مقارنة بدخلها الإجمالي القومي للعام 2013. وأسهم هذا العطاء الإنساني في تعزيز مكانتها في أهم منصات العمل الإنساني بالإعلان رسمياً في شهر يوليو 2014 بانضمامها إلى لجنة المساعدات الإغاثية في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
قدّمت دولة الإمارات حتى العام 2014، مساعدات للاجئين لدعم حملات مكافحة شلل الأطفال في 71 دولة، وتوفير المياه الصحية في 61 دولة حول العالم. وأسهمت دولة الإمارات، في 12 أكتوبر 2014 بمبلغ 200 مليون لإعادة إعمار قطاع غزة بفلسطين.
ونفّذت دولة الإمارات خلال السنوات الثلاث الأخيرة، مبادرات إنسانية متميزة ومشاريع إغاثية خيرية وحيوية في عدد من الدول الشقيقة مقدمة مساعدات مالية سخية لعدد منها لدعم مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية.