أنقرة - (أ ف ب): أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان محادثات أمس في أنقرة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين تهدف إلى دعم التجارة بين البلدين وتعزيز العلاقات بينهما رغم الخلافات حول سوريا وأوكرانيا.
واستقبل أردوغان بوتين في مستهل زيارته الرسمية التي تستغرق يوماً واحداً عند بوابة قصره الرئاسي المثير للجدل بسبب ارتفاع كلفته في أنقرة.
وبهذا يكون بوتين الشخصية العالمية الثانية التي يستقبلها أردوغان في هذا القصر بعد البابا فرنسيس الذي زار القصر الجمعة الماضي.
ويتوقع أن تركز المحادثات على التعاون في مجال الطاقة حيث تسعى أنقرة إلى خفض أسعار الغاز الذي تستورده من روسيا، وكذلك استيراد كميات أكبر منه قبل حلول فصل الشتاء. كما ستركز المحادثات على مسائل دبلوماسية.
ويتوقع أن يناقش بوتين الذي يرأس وفداً من 10 وزراء، كيفية زيادة حجم التجارة بين البلدين بثلاثة أضعاف ليصل إلى 100 مليار في السنوات المقبلة بارتفاع من 32.7 مليار في 2013، وهو الهدف الذي يرى العديد من المحللين أنه مبالغ في الطموح. وفي قرار تزامن مع زيارة بوتين، وافق وزير البيئة التركي على بناء مفاعل أكويو للطاقة النووية بعد صدور تقرير عن تأثيره على البيئة. وتأتي زيارة بوتين بعد أكثر من أسبوع من إخفاق محادثات بين نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن وأنقرة، العضو في الحلف الأطلسي، في التوصل إلى اختراق في التعاون بشأن سوريا. ويعد هذا اللقاء الأول المباشر بين الزعيمين منذ انتقال أردوغان من منصب رئيس الوزراء إلى منصب الرئيس في أغسطس الماضي، وهو ما فعله بوتين في 2012. ووصل بوتين في موكب رافقه جنود خيالة، ولقي استقبالاً رسمياً عند القصر الرئاسي الذي بلغت كلفته 615 مليون دولار. ويشير معلقون إلى أوجه التشابه بين أردوغان وبوتين، حيث إنهما يتمتعان بشخصية كارزماتية ويتهمها الخارج بالسلطوية، إلا أنهما يحظيان بدعم شعبي في بلديهما. وتقيم تركيا العضو في الحلف الأطلسي علاقات تجارية وثيقة منذ سنوات مع روسيا وذلك رغم خلافات دبلوماسية جدية حول الأزمة في سوريا وفي أوكرانيا. وعارضت أنقرة المؤيدة لسيادة الدول على أراضيها خصوصاً بسبب نزاعها مع الانفصاليين الأكراد، قيام روسيا بضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية هذا العام. كما أعربت أنقرة عن قلقها حول وضع أقلية التتار التركية في القرم الذين يقول ناشطون إنهم يتعرضون للاضطهاد من قبل السلطات الجديدة الموالية للكرملين. وتركيا وروسيا أيضاً على خلاف حول النزاع في سوريا اذ يدعم بوتين نظام بشار الأسد بينما يطالب أردوغان برحيله.
إلا أن البلدين قد يجدان الآن أرضية مشتركة حول ضرورة القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية»داعش» التي تسيطر على مناطق شاسعة من البلاد تصل إلى الحدود التركية.