عواصم - (وكالات): تجمع حشد من الأحوازيين أمام قائم مقامية مدينة كارون «كوت عبدالله» احتجاجاً على إهمال الحكومة الإيرانية لشؤون المدينة العمرانية والصحية والتعليمية والتمييز القومي المفروض على الشعب العربي الأحوازي بإقليم عربستان في إيران، فيما حذر وزير الاقتصاد الإيراني علي طيب نيا من التهافت المذعور على بيع العملة بعد هبوطها بشكل كبير أمام الدولار، إثر إقبال الإيرانيين على البيع لشراء عملات أجنبية مع تهاوي أسعار النفط واحتمال استمرار العقوبات الاقتصادية على طهران لعدة أشهر أخرى. وذكرت مصادر أن الأحوازيين من أبناء المدينة العربية من شباب وشيوخ ورجال دين، احتشدوا حاملين شعارات تندد بالتمييز وتطالب بالتكافؤ والاهتمام بشؤون مدينتهم التي يهيمن عليها الفقر والحرمان وارتفاع نسبة البطالة وفقدان العمران وقلة المؤسسات التعليمية والصحية وذلك بالرغم من وجود ثروات هائلة من النفط في المنطقة، وفقا لصحيفة «إيلاف».
وقد قام النظام الإيراني قبل عامين باقتطاع حي كوت عبدالله من مدينة الأحواز عاصمة إقليم عربستان «خوزستان رسمياً» كي يفسح المجال للأقلية غير العربية في العاصمة لتلعب دوراً أكبر ولتظهر بأنها مدينة غير عربية. فرغم محاولات النظام، لم يغير التقسيم شيئاً كبيراً في التركيبة السكانية للعاصمة.
لكن أصبحت هناك مدينة جديدة اسمها كارون فاقدة لأي بنى تحتية أساسية ومستلزمات الحياة الجديدة وفاقدة لاسمها التاريخي أي «كوت عبدالله» نسبة إلى الشيخ عبدالله بن الشيخ خزعل آخر حاكم عربي لإقليم عربستان، وهذا ما أدى إلى استياء الجماهير العربية في مدينة كارون «كوت عبدالله». من جهته، قال الكاتب والناشط السياسي الأحوازي يوسف عزيزي إن نشطاء الشعب العربي الأحوازي أخذوا يتقنون طريقهم النضالي وهو أسلوب النضال السلمي الجماهيري البعيد عن العنف كي تتعلم أولاً الجماهير العربية أساليب هذا النضال المدني العصري، وثانياً تسلب هذه الطريقة، النظام الديني الحاكم من حججه القائمة على اتهام النشطاء العرب باستخدام العنف لأغراض انفصالية، وثالثاً لتتمكن من التأثير على القوى التقدمية والفاعلة في المجتمع الإيراني لكسب معركتها من أجل حقوقها الأساسية وهو أمر ضروري في ميزان القوى الإثنية التي هي ليست لصالح العرب في إيران حالياً.
اقتصادياً، شهدت أسعار صرف الدولار أمام العملة الإيرانية ارتفاعاً كبيراً، حيث سجل الدولار مستويات قياسية لم تشهدها المصارف الإيرانية خلال العام الماضي.
وتراوح سعر صرف الدولار أمام العملة الإيرانية بالسوق السوداء 35600 ريال للبيع، و35000 ريال للشراء، مسجلاً قفزة كبيرة بنحو 5000 ريال إيراني خلال أسبوع واحد.
وحذر وزير الاقتصاد الإيراني علي طيب نيا من التهافت المذعور على بيع العملة بعد أن أقبل الإيرانيون على البيع لشراء عملات أجنبية مطلع الأسبوع مع تهاوي أسعار النفط واحتمال استمرار العقوبات الاقتصادية على طهران لعدة أشهر أخرى. وترى الحكومة أن العملة تضررت جراء عاملين سببا إحباطاً الأول هبوط النفط العمود الفقري لاقتصاد إيران والثاني احتمال استمرار العقوبات التي تقيد تعاملات إيران التجارية لعدة أشهر مقبلة. في شأن متصل، ارتفع سعر الخبز المادة الأساسية في المائدة الإيرانية، المدعوم من الدولة، بنسبة 30%، حسب ما ذكرت وكالة إيسنا الطلابية، نقلاً عن مسؤول إيراني. وقال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية محمد باقر نوبخت، إن الحكومة أجازت للمخابز، رفع مبيعاتهم بنسبة 30% تعويضاً للمصاريف على حد قوله. وتتحدث التقارير الرسمية عن ارتفاع غير مسبوق في فاتورة استيراد القمح بنسبة 95%، حيث تم استيراد 3 ملايين و753 ألف طن، بقيمة مليار و298 مليون دولار خلال الشهور السبع الأخيرة. من جهة ثانية، قال مصدر دبلوماسي إن إيران ستحول مزيداً من اليورانيوم العالي التخصيب لديها إلى وقود مفاعلات بموجب اتفاق نووي مؤقت مع القوى الست مما يجعل المادة أقل ملاءمة لصنع قنابل نووية. وفشلت إيران في محادثاتها مع الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا والصين وروسيا في الوفاء بمهلة انقضت يوم 24 نوفمبر الماضي لحل نزاع بشأن برنامج طهران النووي. وأعطى الجانبان نفسيهما مهلة حتى نهاية يونيو المقبل لإجراء مزيد من المفاوضات.