الفاتيكان - (أ ف ب): قد يزيد تلميح البابا فرنسيس إلى أن المسلمين لا يبذلون جهوداً كافية لمكافحة الإرهاب، من التوترات بين الغرب والإسلام، لكنه يعكس قلقاً حقيقياً لدى الكنيسة حول هذه المسالة، حسبما قال خبراء في شؤون الفاتيكان. وفيما اعتبره مراقبو الكنيسة تشديداً في لهجته، دعا البابا قادة السياسة والدين والفكر الإسلاميين في أنحاء العالم إلى إدانة من يقتلون باسم الإسلام «بشكل واضح». وقد يغضب ذلك المسلمين الذين يشعرون أنهم فعلوا ذلك، وكذلك من يقولون إن القادة الغربيين يغذون التعصب من خلال دعمهم لإسرائيل ومن خلال التدخلات العسكرية في الدول الإسلامية، وإساءة معاملة المسلمين المتدينين في مجتمعاتهم.
وجاء نداء البابا بينما كان عائداً من رحلة إلى تركيا. وقال رداً على سؤال حول ممارسات تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» ومجموعات جهادية أخرى في العالم، انه طالب بهذه الإدانة الواضحة أثناء محادثاته مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وقال البابا «قلت له إنه سيكون من الجيد أن يدين كل القادة المسلمين في العالم من سياسيين ورجال دين وجامعيين بوضوح» هذا العنف الذي يسيء إلى الإسلام. ولاحظ أن «ذلك سيقدم خدمة إلى غالبية من المسلمين إذا أتى على لسان هؤلاء القادة السياسيين الدينيين والجامعيين» مضيفا «نحن جميعا بحاجة إلى إدانة شاملة» لهذه الظاهرة.
وبينما كان البابا في تركيا، ألقى عليه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان محاضرة حول تأثير ما وصفه تزايد الانحياز ضد المسلمين في الدول الغربية في إثارة التعصب الذي أدى إلى ظهور تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا. وقال أردوغان «يتم وصف الناس بأنهم غير متسامحين وعنيفون ليس لسبب إلا لديانتهم»، متهماً الإعلام والسياسيين بتعزيز العنصرية والتمييز. وعشية وصول البابا ألقى أردوغان -الذي يتهم بالعمل على ضرب الطابع العلماني لبلاده- كلمة استثنائية ألمح فيها إلى أن «الأجانب» يسعون دائماً إلى استغلال المسلمين وتقسيمهم. وأضاف «صدقوني أنهم لا يحبوننا. هم يتظاهرون بأنهم أصدقاؤنا ولكنهم يريدون أن يرونا نموت ويروا أطفالنا يموتون». وفي رده لوحظ أن البابا ورغم تصريحاته المتكررة حول محنة اللاجئين إلى أوروبا، رفض أن يعترف بوجود أية مشكلة في معاملة المسلمين في الغرب، طبقاً لخبير أمريكي بارز في الفاتيكان. وقال جون ألان المحرر الشريك في «كروكس» القسم الخاص بقضايا الكاثوليك في مجلة بوسطن غلوب «لقد كانت لدى البابا فرصة إن يصمت، ولكنه لم يفعل». وأضاف أن «بابوات آخرين ومن بينهم البابا يوحنا بولس الثاني بعد هجمات 11 سبتمبر والبابا بندكتوس السادس عشر قالوا أموراً مماثلة، ولكن هذه أول مرة يشير فيها البابا فرنسيس بهذا الوضوح بأصابع الاتهام لقادة العالم الإسلامي ويقول «عليكم أن تفعلوا شيئاً»». وقال فرانسوا بوسكيه عالم الدين الذي مقره روما، إن تصريحات البابا تعكس تفكير الأوساط المحيطة به حول ظهور تنظيم الدولة الإسلامية الذي يقوم مسلحوه بطرد المسيحيين والأقليات غير المسلمة الأخرى من العراق وسوريا.
وأضاف «إذا كان الحوار بين الديانات جدياً، يجب أن يتحول إلى فعل عندما تحدث أمور غير إنسانية».