كشفت سارة شهيل المديرة العامة لمراكز إيواء ضحايا الاتجار بالبشر في دولة الإمارات، عن انخفاض الحالات التي استقبلتهن المراكز منذ 2010 وحتى العام الجاري بنسبة 77.5% نتيجة للجهود التي تقوم بها الدولة.
وقالت خلال لقائها وفداً إعلامياً دولياً يستضيفهم المجلس الوطني للإعلام الإماراتي لمناسبة احتفالات اليوم الوطني الثالث والأربعين، إن المراكز استقبلت خلال العام الجاري نحو 16 حالة بعد أن كانت 71 حالة في 2010، مشيرة إلى أن المراكز استقبلت منذ تأسيسها في 2009 وحتى الآن 215 حالة من ضحايا الاتجار بالبشر.
وبينت أن مراكز إيواء تعمل على حماية ضحايا الاتجار بالبشر واحترام إنسانيتهم من خلال توفير مأوى آمن ومؤقت لهم في مختلف الإمارات، والمساعدة في الحد من وقوع عمليات الاتجار بالبشر، عبر زيادة الوعي في المجتمع، ما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار.
وتتوزع مراكز إيواء في 3 إمارات، هي أبوظبي والشارقة ورأس الخيمة، بقدر استيعابية تبلغ 150 ضحية، وتتوافر فيها 6 لغات، هي: العربية، والإنجليزية، والروسية، والأوردو، والفلبينية، والأوزبكية.
وأشارت شهيل، إلى أن ضحايا الاتجار بالبشر أغلبهم ممن يقعون في شباك المجرمين من منطلق البراءة أو الفقر والجهل واللاوعي، سواء من فئة الفتيات اليافعات اللواتي يقعن في فخ شبكات الاستغلال الجنسي، أو النساء الأكبر سناً والرجال والأطفال بمختلف أعمارهم الذين يتم استغلالهم في شتى جرائم الاتجار بالبشر من العمل القسري إلى الاستغلال الجنسي مروراً ببقية أشكال الجريمة العالمية الواسعة الانتشار.
وذكرت أن الإمارات حققت نتائج إيجابية من خلال سن التشريعات اللازمة وإقامة المراكز التي تقدم خدمات تأهيلية للضحايا تعيدهم إلى ممارسة حياتهم الطبيعية بعد خروجهم من المراكز وإعادتهم لبلدانهم، لافتة إلى أن الإمارات تعد دولة مقصد لتلك الجريمة وليست دولة منشأ.
وذكرت شهيل، أن الضحايا يأتون للمراكز وهم في وضع نفسي سيء نتيجة الصدمة والقهر والظلم الذي مروا به، ومن هنا يبدأ عمل المراكز من خلال خطط توضع لإعادة التأهيل بغرض إعادة الثقة في نفوس الضحايا وإعادة التوازن له، مشيرة إلى المراكز نجحت منذ تأسيسها في 2008 بإعادة مئات الضحايا إلى بلدانهم، بعدما قدمت لهم الرعاية النفسية والصحية والمادية.
وأشارت إلى أن مراكز الإيواء تقدم دعماً مالياً للضحايا لمساعدتهم على العودة إلى الحياة الطبيعية والاندماج في المجتمع، إضافة إلى الدعم المعنوي بالتنسيق مع الجهات ذات الصلة في بلدان الضحايا.
وقالت المدير العامة لـ»إيواء»، إن مؤشرات الأداء والنتائج العملية القياسية التي أنجزتها المراكز تحت مظلة الهلال الأحمر الإماراتي، تعكس جلياً اهتمام مجتمع الإمارات بشقيه الحكومي والمدني وحرصه على حماية ورعاية الذين استغلوا بلا رحمة وانتهكت حقوقهم فأمسوا ضحايا سلبت حريتهم دون وجه حق.