قال الرئيس التنفيذي لشركة «مصدر» د.أحمد بالهول، إن الشركة تمكنت في ظرف سنوات معدودة أن تصبح بمقدمة مطوري مشاريع الطاقة المتجددة عالمياً، إذ تسهم مشاريع الطاقة المتجددة التي شاركت في تنفيذها حول العالم بتوليد نحو 1 جيجاواط من الطاقة الكهربائية النظيفة، التي تضاف إلى إجمالي الاستطاعة المركبة لشبكات الكهرباء عالمياً.
وأضاف، خلال لقاء عقده مع أكثر من 90 صحافياً وإعلامي يمثلون 82 وسيلة إعلامية من 45 دولة عربية وأجنبية يستضيفهم المجلس الوطني للإعلام بمناسبة احتفالات الدولة باليوم الوطني الـ43، أن القيادة الحكيمة لدولة الإمارات أدركت في وقت مبكر أهمية استثمار الموارد الطبيعية بشكل استراتيجي لتنويع الاقتصاد، والانتقال به إلى اقتصاد قائم على المعرفة، وتطوير القدرات البشرية لضمان مواصلة تحقيق التقدم والتنمية المستدامة.
وقال بالهول: بما أن الطاقة هي العمود الفقـــري لكافة الأنشطة الاقتصاديـــة والاجتماعية والتنموية، فقد وجهت قيادة الدولة، بضرورة وضع أهداف استراتيجية تركز على إطالة أمد استثمار الموارد الهيدروكربونية وتعزيز أمن الطاقة من خلال بناء مزيج متنوع من المصادر، يشمـــل الطاقـــة «الهيدروكربونيــــة»، والطاقة النووية السلمية والآمنة، والطاقة المتجددة، إضافة إلى تعزيز كفاءة إنتاج واستخدام مختلف أشكال الطاقة.
وتعد «مصدر» شركة جديدة من نوعها للطاقة، تتبنى منهجية تشمل كافة مراحل وجوانب قطاع الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة، وتعمل «مصدر» من خلال وحدات أعمال متكاملة تضم جامعة مستقلة ومتخصصة في الأبحاث، إضافة إلى مدينة مصدر التي تعد من أكثر مدن العالم استدامة، وهي تجربة فريدة من نوعها ضمن مساعي إمارة أبوظبي لترسيخ مكانتها كمركز عالمي رائد للتميز في مجال الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة.
وأشار بالهول، إلى أن نجاح مشروع محطة شمس1 الذي نفذته «مصدر» في إمارة أبوظبي، شكل منعطفاً تاريخية مهماً في إنتاج الطاقة النظيفة في الإمارات والمنطقة، إذ دخلت المحطة حيز التشغيل مطلع العام 2013، وتعد أكبر محطة عاملة بتقنية الطاقة الشمسية المركزة في العالم، والأولى في منطقة الشرق الأوسط، بطاقة إنتاجية تصل إلى 100 ميجاواط.
وعلى الصعيد الإقليمي، وفي إطار مساهمة دولة الإمارات بتنمية مشاريع الطاقة المتجددة بالمنطقة، تنفذ «مصدر» حالياً مشروع محطة ظفار لطاقة الرياح في سلطنة عُمان، بطاقة إنتاجية تبلغ 50 ميجاواط، وهو أول مشروع خليجي لإنتاج الكهرباء من طاقة الرياح، وكذلك تساهم الشركة في تنفيذ مشروع محطة طاقة الرياح في الطفيلة بالمملكة الأردنية الهاشمية، بطاقة إنتاجية 117 ميجاواط.
أما على الصعيد العالمي، ساهمت «مصدر» في تنفيذ عدد من مشاريع الطاقة المتجددة الاستراتيجية مثل «مصفوفة لندن» التي تم افتتاحها العام الماضي، بطاقة إنتاجية تبلغ 630 ميجاواط، إضافة إلى مساهمتها مؤخراً في تنفيذ محطة «دادجون» لطاقة الرياح البحرية في المملكة المتحدة، والتي تعد إحدى أكبر محطات طاقة الرياح البحرية في المملكة، وطاقتها الإنتاجية المركبة تبلغ 402 ميجاواط، عند اكتمال المشروع، إذ توفر المحطة الكهرباء النظيفة لأكثر من 410 آلاف منزل، مساهمة بذلك في تفادي إطلاق 893 ألف طن من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً.
وأشار بالهول إلى أن الإنجاز الأخير الذي حققته دولة الإمارات، المتمثل بفوزها في استضافة الوكالة الدولة للطاقة المتجددة «آيرينا»، وتنظيم مؤتمر الطاقة العالمي 2019، يعطينا دفعة قوية نثبت من خلالها بأننا مؤثرون وقادرون على إحداث تغيير إيجابي بالعالم، إذ يحمل الإنجاز أبعاداً سياسية واقتصادية، فالإمارات أول دولة بمنظمة «أوبك» تحتضن الحدث الهام منذ 90 عاماً.