شارك رئيس برنامج طب العائلة في جامعة الخليج العربي الأستاذ الدكتور فيصل عبداللطيف الناصر في الاجتماع الاستشاري الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية الذي عقد مؤخراً في المكتب الإقليمي للمنظمة في القاهرة، حول العوامل المساعدة لتنمية الخدمات الصحية من خلال طب الأسرة.
وقال البروفيسور الناصر إن الاجتماع ضم مجموعة من الخبراء والمستشارين الإقليميين الذين ناقشوا على مدى ثلاثة أيام وضع الخدمات الصحية في المنطقة وكيفية الارتقاء بها من خلال اقتراح عدد من الخطط والاستراتيجيات.
وقدم البروفيسور الناصر دراسة حول انعكاس نقص أطباء طب العائلة المتخصصين على تدني وضع الخدمات الصحية، حيث بين أن الدراسات العالمية تؤكد وجوب أن يكون 50% من مجموع الأطباء العاملين في القطاع الصحي في أي بلد أن يكونوا من المتخصصين في طب العائلة وعاملين بالرعاية الصحية الأولية مؤكداَ أن طب العائلة لا بد أن يشكل قاعدة هرم الخدمات الصحية التي توفرها أي دوله للسكان. وأوضح البروفيسور الناصر والذي يشغل أيضاً منصب رئيس المجلس العلمي لتخصص طب العائلة في المجلس العربي للاختصاصات الطبية، أوضح أن عدد سكان العالم العربي يقدرون من 370 مليون شخص، ووفقاً للمعايير الدولية فإن النسبة المثلي بين عدد السكان والطبيب هو أن يتواجد طبيب عائلة واحد لكل 1800 شخص وبالتالي فإن المنطقة بحاجة إلى 205 آلاف و555 طبيب عائلة، بينما ما هو متوفر لغاية الآن لا يزيد عن 30 ألف طبيب عائلة متخصص وهو ما ينعكس سلباً على جودة الخدمات الصحية موصياً بزيادة الطاقة الاستيعابية لمراكز تدريب طب العائلة القائمة حالياً في المنطقة لاستيعاب عدد أكبر من الأطباء، وإنشاء مراكز جديدة لتلبية الحاجة المتزايدة لهذا التخصص.
مبيناً أن طب العائلة الذي يشمل الرعاية الصحية الأولية والرعاية الوقائية لكل الناس يعمل على الارتقاء بصحة الناس وتجنب المضاعفات الصحية المكلفة للمريض وعلى الدولة، وقياساً على ذلك استشهد البروفيسور الناصر بدراسات البروفيسور باربرا ستارفيلد والتي تعتبر واحدة من أهم الباحثين العالميين في مجال طب الأسرة حيث ذكرت أن تغيير أي هيكل صحي لابد أن يمر عبر تغيير المفهوم من تقديم العلاج إلى الوقاية من الأمراض، ونهج الاستمرارية في الرعاية عبر الكشف الدوري الذي يمنع حدوث الأمراض ويمنع حدوث مضاعفاتها.
وأكد البروفيسور الناصر من جميع الدراسات أكدت على أن الكلف الاقتصادية للرعاية الصحية أقل بمراحل كثيرة من الرعاية الثانوية والأخرى، إذ قال «من المعروف أن زيارة المستشفى تكلف 20 مرة أكثر تكلفة من زيارة طبيب العائلة».
وختم دراسته قائلاً «لابد من اتخاذ قرارات استراتيجية على مستوى عال لتطبيق مفهوم طب العائلة وشموليتها لتشمل جميع المواطنين لكي يتحقق شعار طبيب عائلة لكل عائلة وأن تتركز خدمات الرعاية الصحية التي توفرها الدول علي الرعاية الصحية الأولية وطب العائلة التي من شأنها اكتشاف الأمراض قبل تطورها والوقاية من حدوثها ومن مضاعفاتها والذي مما لاشك فيه سينعكس إيجابياً على صحة المواطن ويزيد من مستوى التنمية.