أكدت استشارية الطب النفسي والعلاج المعرفي السلوكي بكلية الطب والعلوم الطبية بجامعة الخليج العربي الدكتورة هيفاء القحطاني أهمية الحزم في تطوير الحياة المهنية والشخصية، وأهميته في إعادة بناء الثقة للذات.وقالت خلال ورشة عمل «مهارات الحزم وتوكيد الذات» في سياق سلسلة ورش عمل «الصحة النفسية في بيئة العمل» التي أطلقتها الجامعة مطلع العام الأكاديمي الجاري أن الحزم من أهم مكونات الثقة بالنفس، والتواصل الناجح في العلاقات المهنية والاجتماعية، مؤكدة أن الإنسان الحازم يعرف ما يريد ويستطيع التعبير عن ذلك بدون عنف أو سلبية مما يعزز ثقته بنفسه، ويرفع من مستوى التواصل مع الآخرين.هدفت الورشة لتصحيح مفاهيم الحزم ومعرفة الآثار السلبية التي قد تنتج عند إهمال الحزم، وإلى التعرف على مكونات الحزم، والتعرف على فسيولوجية العواطف وإدراك أهمية التعبير عنها في حياتنا، وقالت الدكتورة القحطاني: «أن تكون حازماً يعني أن تكون قادراً على إيصال رسالتك للآخرين بوضوح وفاعلية دون اللجوء إلى أساليب عدوانية، فالحزم هو أن تكون قوياً بما فيه الكفاية للدفاع عن نفسك، وأن تملك من الجرأة ما تجعل الآخرين يحترمون آراءك ومشاعرك، بشرط ألا تترك المجال للآخرين للحصول على ما يريدون على حساب مصالحك دائماً».وأوضحت أن الحزم لا يعني العدوانية، ولا يتطلب صراعاً مع الآخرين، ولا صياحاً، ولا خروجاً على الأدب العام، فالحزم يعني درجة عالية من التواصل مع الناس، ونقل المشاعر الحقيقية للأصدقاء والمحيط العائلي والمهني، مشيرة إلى أنه بدون القدر الكاف من الحزم، يغدو المرء حزيناً وبائساً، ويغلب عليه إحساس بأنه غير قادر على السيطرة، وتتفاقم مشكلاته التي لا يستطيع حلها، وبالتدريج ينسحب ويتقوقع في عالم صغير يشعر فيه بالعزلة والوحشة. ولفتت الدكتورة القحطاني إلى أن الأشخاص الذين ليسوا على الدرجة الكافية من الحزم يعانون غالباً من اكتئاب نتيجة الغضب المكبوت، ويشعرون بالعجز واليأس والإحباط والوحدة، فالحزم يساعد بلا شك على بناء علاقات مثمرة وصحيحة مع الآخرين في البيت والعمل والمدرسة والشارع.واستعرضت القحطاني خلال الورشة فوائد السلوك التوكيدي، الذي يولد شعوراً بالراحة النفسية ويمنع تراكم المشاعر السلبية، ويحفظ الحقوق والمصالح والأهداف، ويقوي الثقة بالنفس، كما يعطي انطلاقاً في ميادين الحياة فكراً وسلوكاً، بعد التخلص من المشاعر السلبية المكبوتة، محذرة من مجاملة الآخرين ومسايرتهم والاستجابة لرغباتهم، والسعي لإرضائهم على حساب النفس، ومن الإكثار من الموافقة الظاهرية وكثرة الاعتذار عن أمور لا تدعو للاعتذار وضعف القدرة على الرفض وتقديم مشاعر الآخرين على مشاعرنا وحقوقنا، إذ يترتب على ذلك الشعور بالرهاب الاجتماعي والقلق والاكتئاب، إضافة إلى المضاعفات الاجتماعية والوظيفية والتعليمية والصحية.وختمت الورشة بالتنبيه على أن إهمال التعبير عن المشاعر الحقيقية وكبتها يتسبب بأمراض كالقولون والصداع المزمن ومشاكل في النوم وصعوبات جنسية وآلام الظهر المزمنة، وبالتأكيد على أهمية التمتع بصحة جيدة والعيش الكريم، والحرية في التعبير عن الرأي والحصول على الوقت الخاص والقدرة على قول لا أو الرفض بدون إبداء أسباب.
970x90
970x90