كيري: أي ضربة إيرانية للجهاديين في العراق ستكون إيجابية.. والبيت الأبيض: نرفض التعاون مع طهران
العراق يطلب من «الأطلسي» تدريب قواته
شيخ الأزهر يدين بربرية «داعش»
اعتقال زوجة البغدادي.. تأكيد لبناني ونفي عراقي
السجن 3 سنوات لأردني روج لـ «داعش» إلكترونياً
طاجيكستان تعتقل 50 متشدداً مجندين للحرب في سوريا
عواصم - (وكالات): شنت مقاتلات إيرانية ضربات ضد تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» شرق العراق في الأيام الماضية كما أكد البنتاغون، وهو ما رفضت طهران تأكيده أو نفيه، لكن دون تنسيق مع التحالف الدولي الذي يضم نحو 60 دولة بقيادة الولايات المتحدة، والذي أكد في ختام اجتماع وزاري في بروكسل أن الحملة ضد التنظيم «بدأت تعطي نتائج» وأنه «في صدد وقف» تقدمه. بدوره، قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن أي ضربة عسكرية إيرانية للتنظيم المتطرف في العراق ستكون إيجابية، لكن البيت الأبيض أكد في بيان صدر في وقت لاحق «رفضه التعاون مع إيران ضد «داعش»».
وهي المرة الأولى التي تؤكد فيها واشنطن قيام مقاتلات إيرانية بشن غارات ضد التنظيم بعدما عرضت قناة «الجزيرة» القطرية مشاهد لطائرات يبدو أنها مقاتلات «إف 4» شبيهة بتلك التي يستخدمها سلاح الجو الإيراني وكانت هذه المقاتلات تهاجم أهدافاً في محافظة ديالي المحاذية لإيران.
لكن المتحدث باسم البنتاغون قال إنه «لم يتغير شيء فيما يتعلق بسياستنا القائمة على عدم تنسيق أنشطتنا مع الإيرانيين»، مؤكداً الموقف المبدئي للدبلوماسية الأمريكية. وإن كان البلدان بحثا مراراً التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية، وخصوصاً على هامش المفاوضات حول برنامج طهران النووي المثير للجدل، فإن الولايات المتحدة شددت أكثر من مرة على أن البلدين لا يتعاونان عسكرياً. من جهتها رفضت إيران تأكيد أو نفي شن غارات جوية ضد «داعش» في العراق. وقالت الناطقة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم في تصريح صحافي «لم يحصل تغيير في سياسة إيران لتقديم دعم واستشارات للمسؤولين العراقيين في المعركة ضد داعش».
وأضافت «لا أؤكد هذه المعلومات حول تعاون عسكري مع العراق، نحن نقدم دعماً عسكرياً واستشارات في إطار القوانين الدولية». ويأتي ذلك فيما أعلن التحالف الدولي ضد «داعش» في ختام اجتماع وزاري في بروكسل أن الحملة ضد التنظيم «بدأت تعطي نتائج» وأنه «في صدد وقف» تقدمه.
وقال التحالف في بيان إن «تقدم «داعش» عبر سوريا وداخل العراق بات في صدد التوقف»، مستخدماً التسمية المختصرة المتداولة للتنظيم. وأضاف البيان أن أعضاء التحالف «أكدوا مجدداً التزامهم العمل معاً في إطار استراتيجية مشتركة ومتعددة الأشكال وطويلة الأمد لإضعاف التنظيم وإلحاق الهزيمة به».
وقال البيان أيضاً إنهم «شددوا» على 5 محاور في مكافحة التنظيم الجهادي وهي «زيادة المجهود العسكري ووقف تدفق المقاتلين الأجانب وقطع طرق الوصول إلى التمويلات ومعالجة مشكلة المساعدة الإنسانية ونزع الشرعية» عن التنظيم. ولم تتم دعوة إيران إلى الاجتماع وهو الأول من نوعه الذي ينظم في مكاتب حلف شمال الأطلسي في بروكسل. وقال كيري عند افتتاح الاجتماع «لم تعد أي وحدة كبيرة من «داعش» قادرة على التنقل بدون التخوف مما سيحصل لها» مذكرا بان الغارات التي شنها التحالف بلغ عددها ألف غارة.
وأشاد كيري «بالقيادة الديناميكية» التي أبدتها عدة دول عربية شاركت في الضربات في سوريا. وقال «هذا أمر ضروري ومناسب نظراً لأن تركيز جهودنا ينصب في الشرق الأوسط». من جهته لم يرد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الذي كان جالساً إلى جانب كيري بوضوح على سؤال حول الضربات الإيرانية، قائلاً «أنه لم يبلغ بها». ووضعت إيران في تصرف العراق مقاتلات من طراز سوخوي «سو 25». وسرت معلومات أن طيارين إيرانيين يقودون تلك الطائرات. وأكدت وسائل إعلام ومسؤولون عسكريون وسياسيون إيرانيون عدة مرات في الأشهر الماضية أن قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني لعب دورا حاسما في تحرير عدة بلدات ومناطق عراقية من أيدي «داعش». ونشرت وسائل الإعلام الإيرانية عدة صور للجنرال سليماني وهو برفقة عسكريين ومقاتلين أكراد عراقيين ميدانياً.
وفي 8 أغسطس، بدأت الولايات المتحدة ضرباتها ضد مواقع «داعش» في العراق قبل أن تنضم إليها فرنسا وأستراليا وبريطانيا وكندا والدنمارك وبلجيكا وهولندا.
ومنذ 23 سبتمبر الماضي، يشن الأمريكيون ضربات على أهداف للتنظيم في سوريا بمشاركة البحرين والسعودية والإمارات العربية المتحدة والأردن.
وتتلقى واشنطن المساعدة من عشرات الدول التي تقدم السلاح، وخصوصاً للسلطات الكردية شمال العراق، أو على صعيد تقاسم المعلومات الاستخباراتية.
وبفضل هذه الحملة، تمكنت القوات العراقية من وقف تقدم الجهاديين واستعادة بعض المناطق. وأتاحت الضربات أيضاً الحؤول دون سقوط مدينة عين العرب السورية الحدودية مع تركيا رغم استمرار حصارها من جانب المقاتلين المتطرفين.
وتسيطر «الدولة الإسلامية» على 3 مدن عراقية كبيرة هي الموصل وتكريت والفلوجة. وتضم في صفوفها 30 ألف مقاتل ثلثهم من الأجانب. وقال حلف شمال الأطلسي إن العراق يعتزم أن يطلب من الحلف المساعدة في تدريب قواته الأمنية بعد شهور من هزيمة الجيش العراقي أمام هجوم التنظيم.
في المقابل، اعتبر الرئيس بشار الأسد في مقابلة مع مجلة «باري ماتش» الفرنسية أن ضربات الائتلاف الدولي الجوية ضد «داعش» ليست «جدية وفاعلة»، مشيراً إلى أنها لا تساعد نظامه.
من جهة ثانية، قالت وزارة الداخلية العراقية إن المرأة التي احتجزتها السلطات اللبنانية ليست زوجة زعيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي لكنها تدعى سجى عبد الحميد الدليمي وهي شقيقة عمر عبدالحميد الدليمي المتهم بالضلوع في تفجيرات جنوب العراق. في المقابل، قال مسؤولو أمن لبنانيون إن تحقيقاتهم لا تزال تشير إلى أن المرأة المحتجزة هي زوجة البغدادي.
من جانبه، دان شيخ الأزهر أحمد الطيب «الجرائم البربرية» التي يرتكبها التنظيم المتطرف في العراق وسوريا وذلك في مؤتمر دولي ينظمه الأزهر لمواجهة التطرف والإرهاب. من ناحية أخرى، أصدرت محكمة أمن الدولة حكماً بالسجن 3 سنوات بحق أردني أدين بالترويج لـ»تنظيم الدولة الإسلامية» إلكترونياً، والسجن سنتين بحق آخر جند مقاتلين لـ»جبهة النصرة».
وفي لبنان، أعلن الجيش مقتل جندي وإصابة اثنين خلال تفكيكهما عبوة ناسفة في منطقة عرسال الحدودية مع سوريا، وذلك غداة اشتباكات في منطقة راس بعلبك الحدودية القريبة، بين الجيش ومسلحين أسفرت عن مقتل 6 جنود. في شان متصل، اعتقل في طاجيكستان 50 شاباً مجنداً للحرب في سوريا، كما أعلنت النيابة.