القاهرة - (وكالات): دعا عشرات من رجال الدين المسلمين والمسيحيين الذين اجتمعوا في القاهرة بدعوة من شيخ الأزهر المسيحيين العرب إلى «التجذر في أوطانهم» وناشدوا الدول الغربية الامتناع عن تسهيل هجرتهم منعا «لتمزيق المجتمعات العربية». وأكد المجتمعون أن الإسلام «براء» من الإرهاب الذي أرجعه المتحدثون في المؤتمر لأسباب عدة بدءاً من الاحتلال «الصهيوني» لفلسطين وانتهاء بغزو العراق، مروراً بالفقر والاستبداد.
وفي قاعة كبيرة بأحد فنادق القاهرة كان أصحاب العمائم من شيوخ المسلمين السنة والشيعة يجلسون جنباً إلى جنب مع المطارنة والبطاركة ممثلي كنائس الشرق بقلانسهم السوداء يحاولون اختيار أكثر الكلمات تعبيراً عن بعد الإسلام عن مشاهد الذبح وقطع الرؤوس التي ألصقها به خصوصاً تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والتأكيد على أن المجتمعات العربية تتسع للمسلمين والمسيحيين وغيرهم.
وقال المجتمعون في بيانهم الختامي أن «تهجير المسيحيين وغيرهم من الجماعات الدينية والعرقية الأخرى جريمة مستنكرة نجمع على إدانتها».
وأضافوا «لذلك نناشد أهلنا المسيحيين التجذر في أوطانهم حتى تزول موجة التطرف التي نعاني منها جميعاً، كما نناشد دول العالم استبعاد تسهيل الهجرة من جدول المساعدات التي تقدمها إليهم، فالهجرة تحقق أهداف قوى التهجير العدوانية التي تستهدف ضرب دولنا الوطنية وتمزيق مجتمعاتنا الأهلية». وأدى الهجوم الذي يشنه تنظيم الدولة الإسلامية منذ يونيو الماضي في العراق وسوريا إلى تشريد مئات الآلاف من اللاجئين من بينهم عشرات الآلاف من المسيحيين الذين تعرضوا لانتهاكات جسيمة وإلى سيطرة التنظيم على مناطق شاسعة في العراق وسوريا.
وأكد البيان الختامي للمؤتمر أن «العالم العربي يواجه حالة غير مسبوقة من التوتر والاضطراب نتيجة ظهور حركات متطرفة تعتمد الإرهاب أداة لتنفيذ مآربها فقد تعرض مواطنون آمنون إلى الاعتداء على كرامتهم الإنسانية وحقوقهم الوطنية ومقدساتهم الدينية وجرت هذه الاعتداءات باسم الدين والدين منها براء».
واعتبر البيان أن «كل الفرق والجماعات والميليشيات الطائفية التي استعملت العنف والإرهاب في وجه أبناء الأمة، رافعةً زوراً وبهتاناً رايات دينية، هي جماعات آثمة فكراً وعاصية سلوكاً وليست من الإسلام الصحيح في شيء».
ودعا المؤتمر إلى «لقاء حواري عالمي للتعاون على صناعة السلام وإشاعة العدل في إطار احترام التعدد العقيدي والمذهبي والاختلاف العنصري والعمل بجد وإخلاص على إطفاء الحرائق المتعمدة بدلاً من إذكائها». وقال البيان إن «عدداً من شباب الأمة تعرض ولايزال يتعرض إلى عملية «غسل أدمغة» من خلال الترويج لمفاهيم مغلوطة لنصوص القرآن والسنة واجتهادات العلماء أفضت إلى الإرهاب».
وأشار إلى أن من بين هذه المفاهيم «مفهوم الخلافة الراشدة في عصر صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كانت تنظيماً لمصلحة الناس غايته حراسة الدين وسياسة الدنيا وتحقيق العدل والمساواة بين الناس».
وأكد أن «الحكم في الإسلام يتأسس على قيم العدل والمساواة وحماية حقوق المواطنة لكل أبناء الوطن بلا تمييز بسبب اللون أو الجنس أو المعتقد وكل نظام يحقق هذه القيم الإنسانية الرئيسية هو نظام يكتسب الشرعية من مصادر الإسلام».
وشدد البيان على أنه «من المفاهيم المحرفة» أيضاً من قبل التنظيمات الجهادية «مفهوم الجهاد ومعناه الصحيح في الإسلام هو أنه ما كان دفاعاً عن النفس ورداً للعدوان وإعلانه لا يكون إلا من ولي الأمر وليس متروكاً لأي فرد أو جماعة مهما كان شأنها»