عواصم - (وكالات): أوقفت الشرطة الأمريكية 83 شخصاً في نيويورك في تظاهرات انطلقت بعد صدور قرار بعدم توجيه التهمة إلى الشرطي الأبيض دانيال بانتاليو الضالع في مقتل الشاب الأسود أريك غارنر. واحتشد آلاف المتظاهرين في العديد من أحياء نيويورك إثر قرار هيئة المحلفين عدم توجيه الاتهام إلى الشرطي الأبيض. ويأتي القرار بعد 10 أيام فقط على صدور قرار مماثل في فرغسون بولاية ميزوري أدى إلى اضطرابات وأعمال شغب وحمل على نشر أعداد كبيرة من عناصر الشرطة في نيويورك لتفادي وقوع حوادث.
واتهم عدد من المتظاهرين بالإخلال بالنظام العام. وسار المتظاهرون في مجموعات صغيرة في المدينة وحاولوا تعطيل الإضاءة السنوية لشجرة الميلاد أمام مبنى روكفلر سنتر واختلطوا مع السياح في ساحة تايمز سكوير وعرقلوا حركة السير على الطريق السريعة وست سايد هايواي ونفق لينكولن ثم على جسر بروكلين.
وانتشرت الشرطة بأعداد كبيرة في المدينة.
وأعلن وزير العدل أريك هولدر فتح تحقيق فيدرالي حول انتهاك الحقوق المدنية للضحية أريك غارنر. وتوجه عدد كبير من المتظاهرين إلى برودواي وساحة «تايمز سكوير» حيث كان عدد الحشد يقارب 5 آلاف شخص، بحسب صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية.
وأضافت الصحيفة أن سائقي السيارات العالقين بسبب التظاهرات أطلقوا أبواقهم تعبيراً عن دعمهم للتحرك. وردد المتظاهرون «لا عدالة لا سلام»، وهو شعار المتظاهرين في فرغسون، ورفعوا لافتات كتب عليها «فرغسون موجودة في كل مكان» و«وحشية الشرطة وجرائم القتل يجب أن تتوقف» و«حياة السود لها حساب».
وتجمع مئات المتظاهرين بالقرب من مركز روكفيلر وأوقف البعض عندما حاولوا الجلوس على الرصيف.
ونظمت تظاهرات محدودة أيضا في أحياء أخرى مثل هارلموستاتنأيلاند حيث قتل غارنر «43 عاماً» في 17 يوليو الماضي. وأعلن قائد شرطة نيويورك بيل براتون أن قوات الأمن أوقفت قرابة 83 شخصاً.
وشهدت العاصمة واشنطن تظاهرات أيضاً. وكان أريك غارنر وهو أب لستة أولاد اشتبهت الشرطة في بيعه سجائر بطريقة غير قانونية، حاول لفترة قصيرة مقاومة عناصر أمن طرحوه أرضاً.
وفي شريط فيديو لأحد الهواة يظهر أحد الشرطيين ويدعى دانيال بانتاليو وهو يمسك غارنر من رقبته لطرحه أرضاً وهي ممارسة ممنوعة لدى الشرطة في نيويورك. وردد غارنر الذي يعاني من السمنة والربو عدة مرات «لا أستطيع التنفس»، قبل أن يفقد الوعي.
ثم أعلنت وفاته، وخلص الطبيب الشرعي في نيويورك إلى أنه قتل نتيجة الضغط على رقبته. وعلق الرئيس الأمريكي باراك أوباما سريعاً على قرار هيئة المحلفين قائلاً «غالباً ما لا يعتقد الناس أن البعض يعاملون بإنصاف. في بعض الحالات يكون هناك سوء فهم لكنه أحياناً الواقع».
وأضاف أوباما «لن نهدأ قبل أن يتم تعزيز الثقة والمسؤولية بين الناس والشرطة».
ومع أن بانتاليو لن تتم ملاحقته في نيويورك إلا أن هولدر أعلن فتح تحقيق فيدرالي حول ما إذا حصل انتهاك للحقوق المدنية لغارنر الذي لم تخف والدته غضبها من قرار هيئة المحلفين. وقالت غوين كار في مؤتمر صحافي «كيف يمكننا أن نثق بنظامنا القضائي عندما يخيبون أمالنا إلى هذا الحد؟».
وصرح رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلازيو «إنه يوم مؤثر ومؤلم جداً للمدينة»، مضيفاً أنه «لا بد من إيجاد سبيل للمضي قدماً». وتابع دي بلازيو المتزوج من امرأة سوداء أنه نبه ابنه على مدى سنوات من «المخاطر التي يمكن أن يواجهها» في حال مواجهات مع الشرطة. إلا أنه دعا المتظاهرين إلى الاحتجاج «بشكل سلمي» وإلى «العمل من أجل إحداث تغيير». وكان مدعي دائرة ستاتنأيلاند دانيال دونوفان أوضح في وقت سابق أن هيئة المحلفين التي تضم 23 مواطناً أمريكياً لم تجد «سبباً معقولاً للتصويت على توجيه الاتهام» إلى دانيال بانتاليو وذلك بعد «التباحث حول عناصر التحقيق التي عرضت عليها». وكان بانتاليو «29 عاماً» أوضح في بيان أنه «لم يتعمد أذية أحد وأنا أشعر بالألم لوفاة غارنر، وآمل أن تتقبل أسرته تعازي الشخصية على مصابها».
إلا أن زوجة غارنر رفضت المبادرة قائلة إن «بانتاليو كان يجب أن يشعر بالندم عندما كان زوجي يصرخ أنه عاجز عن التنفس».
وحذرت السلطات التي أعلنت قبل بضع ساعات إطلاق برنامج تجريبي يقوم على تزويد عناصر الشرطة بكاميرات صغيرة «لتحسين الثقة بين الشرطة والناس»، من أي انفلات. وصرح براتون «يحق للناس التظاهر والاحتجاج. لكنهم إذا قاموا بأعمال جنائية مثل النهب فسيتم توقيفهم بكل بساطة». ويبلغ عديد شرطة نيويورك 35 ألف عنصر من رجال ونساء. وهذه ثاني مرة خلال نحو أسبوع تمتنع فيها هيئة محلفين عليا عن مقاضاة شرطي أبيض في حادث يتعلق بمقتل رجل أسود أعزل. وكان قرارهيئة المحلفين في فرغسون بولاية ميزوري بعدم مقاضاة الشرطي الأبيض دارين ويلسون الذي قتل الشاب الأسود الأعزل مايكل براون بالرصاص أثار موجة من العنف شملت حرق مؤسسات ونهبها. وأتت أعمال العنف في فرغسون بعد يوم من مقتل طفل أسود آخر من أصول إفريقية بنيران رجال الشرطة في ولاية أوهايو، عندما كان يلهو بمسدس «لعبة» يطلق الكرات اشتبهوا بأنه سلاح حقيقي، رغم أن الطفل تمير رايس، لم يصدر عنه أي تهديدات لفظية ضد عناصر الشرطة أو يصوب المسدس نحوهم، بحسب نائب رئيس شرطة كليفلاند، إد تومبا.
وإثر الواقعة، أعلن وزير العدل الأمريكي إريك هولدر أن تحقيقاً تجريه وزارته وجد أن شرطة كليفلاند تفرط في استخدام القوة ضد المدنيين بصورة ممنهجة.