كتب -إبراهيم الزياني وحذيفة إبراهيم:
قال وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري إن الحكومة الجديدة لرئيس الوزراء العبادي لديها استراتيجية لتحسين العلاقات مع دول مجلس التعاون، وهذا التحرك والمشاركة في المؤتمر هو أحد أبرز بدايات تلك الاستراتيجية.
وأوضح الجعفري، على هامش مشاركتة في منتدى حوار المنامة أمس، أن الاستراتيجية تقوم على التعاون الثنائي الثابت مع كل دولة، دون تفريق، وأن العراق لن يتنازل عن ذلك المبدأ، كما سيبتعد العراق عن الدخول في أي محور مع دولة ضد أخرى، ويسعى لعلاقات جيدة مع الجميع، وتقريب وجهات النظر.
وأشار إلى رفض العراق للبرنامج النووي الإيراني إن كان مسلحاً، سواء كان هو أو أي برنامج آخر، رافضاً في الوقت ذاته توجيه «أي اتهامات» لدولة بأنها تجري برنامجاً نووياً للتسليح.
وأردف الجعفري «نحن مع التقارب بين إيران ودول المنطقة، حيث سيؤدي ذلك التقارب إلى معالجة المشاكل مع الدول الأخرى، وأمن العراق مرتبط بدول الجوار، أي أزمة ستؤثر على العراق بشكل مباشر، ولذلك نتمنى أن نكون على كامل الاستعداد لتقريب وجهات النظر ولقد لعبنا دوراً مهماً بين إيران وغيرها من الدول». وحول التصريحات المتشنجة من جانب أطراف عراقية ضد دول مجلس التعاون، قال «يجب التفريق بين التصريحات الرسمية والتصريحات غير الرسمية، ما يعنينا هو التصريحات من رئيس الوزراء أو الجمهورية أو أي وزير، وليست تصريحات البرلمانيين». من جانب آخر، أكد وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري أن داعش تمتلك فكراً وتؤدي بأفرادها إلى حد التضحية والموت، مشيراً إلى أنها منتشرة في كل قارات العالم، وتستبيح كل شيء. وأضاف أن هناك تقدماً ملموساً وملحوظاً للقوات المسلحة العراقية، وهناك تراجع في المناطق التي احتلتها «داعش» وبسطت نفوذها عليها، كمنطقة جرف الصخر في الحلة وكربلاء، والإسحاقي في سامراء وغيرها. أما عن أحاديث تسليح أمريكا للسنة العراقيين، علق الجعفري قائلاً «إذا أردنا تقبل مصطلح تسليح السنة، ليس لأننا نفرق بين الشيعة والسنة، وإنما يعود لاعتبارات ميدانية، لأن المناطق التي تحت قبضة داعش الآن لأهل السنة، فمن الطبيعي أن تتحشد القوى الاجتماعية والعشائر وقوات الحشد الشعبي والحرس الوطني في هذه المناطق، وهي مناطق سنية، لأسباب ميدانية وليس مذهبية أو لأدلجة الوضع السياسي العراقي».
وقال إن ما يجري في العراق هو صراع أخذ صفة «مؤقلمة»، إذ أن هناك مواطنين من جميع دول العالم موجودين على الأراضي العراقية، ودول العالم استيقظت الآن عندما شعرت أن طبول الخطر بدأت تقرع في بلدانها بكندا وغيرها.
وأردف «من باب أولى أن تستيقظ دول الجوار هي الأخرى وتعيد تنظيم صفوفها وتتحشد ضد داعش، القضية لن تنتهي بالعراق، والإرهاب قابل للتمدد».
ودعا دول العالم إلى الاستفادة من التجربة العراقية في القضاء على «داعش»، فهناك استراتيجيات بناءة أعادت سيطرة القوات الحكومية على مدن عدة في العراق. وفيما يخص الحصانة للمجندين الأمريكيين، أجاب الجعفري قائلاً «أرسلنا رسالة لمجلس الأمن تتحدث عن طلب دعم جوي، ولوجستي وتبادلاً للمعلومات والتسليح، ولكن لم نطلب قوات برية، ولسنا في أزمة مقاتلين بالعراق، ومن يدير عجلة القيادة على البر هم العراقيون، أما المستشارون الأمريكيون فهم ليسُوا مقاتلين». ومن جانب آخر، شدد الجعفري على أن العراق «دولة خليجية»، حيث أن تلك هي حقيقة «جغرافية» وليست قراراً سياسياً، وعندما تريد أي دولة أن تساهم في القضاء على داعش، سيساهم العراق وبكل قوة ويحترم قراراته والتزاماته، كون حرب داعش إقليمية ويجب على الجميع مواجهتها.
وحول توقعاته من القمة الخليجية القادمة، أكد الجعفري أن العراق ينتظر أن توحد دول الخليج صفوفها، وتحذو حذو اللقاءات في جدة وباريس ونيويورك، حيث وقف العالم كله مع العراقيين، وشعر بأن الخطر عابر للقارات.
واستطرد «تربطنا مع دول الخليج حقائق تاريخية، وترابط أسري، ومصالح مشتركة، والمتوقع أن يكون هناك رد فعل ضد الإرهاب الدولي».
وفيما يخص نتائج «حوار المنامة» عبر الجعفري عن تمنيه، بأن يخرج بقناعات وأفكار جيدة، كي لا يفقذ مصداقيته، خصوصاً أن أبواب الدعم كثيرة سواء اقتصادية أو خدمية، أو غيرها. ويجب أن يتم ذلك لكل الدول المتضررة من «داعش».