«حزب الله» يحظى بدعم من دول ضالعة بحد ذاتها في تمويل الإرهاب
المجموعات الإرهابية تعتمد على من يسخر الدين لتبرير جرائمها
الاختلافات بين دول «التعاون» وإيران قائمة طالما استمرت طهران بالتدخل
إيران تصرح بأنها تحارب التطرف وليست طرفاً بالتحالف الدولي ضد «داعش»
من المؤسف ألا نرى سفناً إيرانية للمساعدة في أمن دول المنطقة
اتفاقية البحرين وبريطانيا توسع رقعة التعاون في مجال الأمن
استقرار مصر ركيزة من ركائز الأمن الإقليمي
وزير خارجية مصر: حدود ذاتية لاستخدام القوة العسكرية وحدها لتأمين المصالح
النزاعات الطائفية والعرقية والإرهاب المتخفي بالدين يهدد المنطقة
وزير شؤون الخارجية البريطاني لـ«التعاون»: أمنكم أمننا وارتقينا بالتعاون مع البحرين


قال وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة إنه يتحتم على إيران الابتعاد عن تمويل ودعم الجماعات الراديكالية والمتطرفة والتعاون مع دول المنطقة لمكافحتها، مشيراً إلى أن القاعدة وداعش ليستا الخطر الأكبر الذي يكمن في «حزب الله» الذي يحظى بدعم من دول ضالعة بحد ذاتها في تمويل الإرهاب.
وأضـــاف وزيـــر الخارجيـــة، خـلال الجلسة الأولـــى مــن حــوار المنامــة التــي حملــت عنوان «الأولويات الاستراتيجية في الشرق الأوسـط»، أن «المجموعات الإرهابية تعتمد على من يسخر الدين لتبرير جرائمهم ولابد من اجتثاث هذه الأيديولوجية ونزع التطرف والأصولية التي تهيئ المناخ لانتشار التطرف».
وأكد أن «الاختلافات ما بين دول مجلس التعاون وإيران ستبقى قائمة طالما استمرت إيران بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول»، مشيراً إلى أنه «رغم تصريحات إيران بأنها تحارب الجماعات المتطرفة هي ليست طرفاً في التحالف الدولي ضد داعش(..) من المؤســف ألا نرى سفناً إيرانية مع السفـــن الأخرى للمساعدة في أمن دول المنطقة».
وأكد وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة ضرورة أن تتسم خطابات التعاون بين دول المنطقة بالجدية والتنفيذ على أرض الواقع، مشدداً على أنه يتحتم علــى إيران أن تبتعد عن تمويل ودعم الجماعات الراديكالية ومد يد التعاون مع دول المنطقة في مكافحة تلك الجماعات المتطرفة بغية سيادة الأمن الإقليمي وجعله من الأولويات.
وجدد الوزير دعوته لجميع الدول المجاورة على أن تشارك في الحل وبناء شراكة تبنى على الثقة لمواجهة الأخطار التي تحيط بمنطقة الشرق الأوسط والتي من بينها التحديات الناشئة.
وأشار إلى أن «هناك تحديين يستحقان الاهتمــام في الوقت الراهن في المنطقـــة، ففي السنة السابقة شهدت المنطقة نشوء خلايا عابرة للحدود، ولكن القاعدة وداعش ليستا الخطر الأكبر، ولكن الخطر الأكبر يكمن في «حزب الله» الذي يحظى بدعم من دول ضالعة بحد ذاتها في تمويل الإرهاب، ولابد من العمل على وقف تمويل الإرهاب الأمر الذي يأتي بنفس أهمية التدخــل العسكري لمكافحة الإرهاب، والتحدي الثاني يتمثل في ضرورة محاربة الأيديولوجيات التي تقوم عليها تلك الجماعات الراديكالية والمتطرفة التي تسخر جهودها للتأثير على الشباب وإدماجهم في تلك النشاطات».
وشدد على ضرورة مكافحة الانقسام الطائفي في هذه المنطقة والارتقاء بأدوات التعليم الإيجابي البناء والتسامح الدينــي والعمــل على تقليص التعليم القائم علـــى التحريض الطائفي.
وقال وزير الخارجية: «التحدي الذي يواجهنا كبلدان هو التوتر ما بين الدول وما يشكله من عائق أمام التعاون الإقليمي، ولعل الأسباب الرئيسة في ذلك هو أن بعض الدول الإقليمية لديها طموحات لبسط نفوذها على بعض دول المنطقة وإن تعاونت فإنها تتعاون في المجال الذي يحقق لها تلك الطموح».
وأضاف: «أولوياتنا أن تولي بعض دول المنطقة دوراً ريادياً لتحقيق الأمن المستدام في المنطقة، فالإطار الإقليمي الأمني لهذه المنطقة هو الوحيد الذي من شأنه أن يضمن الاستدامة في الأمن والاستقرار، وما أمن دول مجلس التعاون الخليجي إلا عمود من أعمدة الأمن الإقليمي».
ولفت وزير الخارجية إلى «أن الاختلافات ما بين دول مجلس التعاون وإيران ستبقى قائمة طالما استمرت إيران بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول، ولاشك أن الاختلافات تنشب بين الحين والآخر ولكن لا يمكن أن نسمح لها بالتحكم في مصيرنا، ولابد من تقويض فرص النزاع والتوتر في الدول المجاورة».
وأوضح وزير الخارجية أن «التحالف الدولي ضد داعش دليل جلي على التعاون ضد الإرهاب، وقد برهنت دول مجلس التعاون نفسها كداعم ومساند لمكافحة والإرهاب واجتثاثه من جذوره»، مشيراً إلى أنه «على الرغم من تصريحات إيران بأنها تحارب الجماعات المتطرفة هي ليست طرفاً في التحالف الدولي، وبهذا الصدد لابد من تعاون إيران لتأمين مصلحة الجميع، فمن المؤسف ألا نرى سفناً إيرانية مع السفن الأخرى للمساعدة في أمن دول المنطقة ودول الجوار عن طريق المنافذ البحرية».
ولفـــت إلى أن «الاتفاقية التي وقعتهـــا مملكة البحرين أمس مع المملكة المتحدة ستساهم في توسيع رقعة التعاون في مجال الأمن»، مشدداً على «أهمية استقرار مصر لأنه لطالما كانت ركيزة من ركائز الأمن الإقليمي ولابد من تعزيز ذلك».
مــن جانبه، قال وزير الخارجيـــة المصــــري سامح شكري إنَ «الحديثَ عن المنطقةِ العربية، وعن الشرقِ الأوسط، يستدعى أيضـــاً استعراض أبرز ملامح السيـــاق العالمي الأوسع، لاسيما في ظل التوقعات بل والتنبؤات التي تعددت بشأن النظام العالمي الذي سيتشكل عقب انتهاءِ عهد القطبية الثنائية». وأضاف: «في حين أننا جميعاً لمَسنا ومازلنا نلمسُ شواهدَ عديدةً على عدم استقرارِ أي من النظريات التي سَعَت لوضع إطارٍ منطقي للنظامِ الدولي الجديد، ورغم ذلك، وإذا كان هناك ما يمكنُ التنبؤُ به بقدرٍ كبيرٍ من اليقينِ في هذا الصدد، فهو ببساطة أننا لن نرى قريباً نظاماً يُشبِه ما كان سائداً في القرن الماضي، ليس من حيث الاستقطاب فحسب، بل وأيضاً فيما يتعلق بالدور الرئيس الذي كانت تلعبه الأيديولوجيات، على اختلافها، في أوقات الحروب والسلام على حد سواء».
وتابع وزير خارجية مصر: «أثبتت العقودُ التي تلت نهاية الحربِ الباردة وجود حدودٍ ذاتية لاستخدامِ القوة العسكرية، أو القوة الخشنة وحدها، لتأمين المصالح وتحقيق الأهداف، لاسيما بعدما انتهت حقبة التكتلات الجامدة، أو القائمة على المواجهة العقائدية بين الغرب والشرق، الأمر الذي من شأنه الإسهام في تخفيض حدة التوتر الناجم عن المخاوف من نشوب حروبٍ واسعةِ النطاق على نمط الحروب العالمية السابقة وإضافة أولويات جديدة لاستراتيجيات الدول والأطراف الفاعلة. وفى المقابل، باتت معاييرٌ أخرى، مثل الديمقراطية والاعتمادِ المتبادل ومستوى النمو والقدرة على الابتكار، تحتلُ مكاناً متقدماً وتؤثر بشكلٍ واضح، ولو بدرجاتٍ متفاوتة، على قدرة أي دولة أو كيان أو لاعب على تحقيق مستوى أفضل من الاندماج على المستوى الدولي ضمن علاقات أكثر ندية».
وأشار إلى أنه «بالتوازي مع تلك التحولات والملامح وتداعياتِها على الشرقِ الأوسط، تموج المنطقة بتغيرات يدورُ الجدلُ اليومَ حول مدى تأثيرها على الترتيبات السياسية والإقليمية التي فُرضت على المنطقة عقب الحرب العالمية الأولى أو على الأقل حول إمكانيةِ استمرارها؛ خاصةً في ظل تعدد الضغوط والتحديات وتنوعها، وظهور تهديدات نابعة من المنطقة مثل النزاعات الطائفيـــة والعرقيــة والإرهـــاب المتخفـــي بالدين».
بــدوره، أكد وزير الدولة للشؤون الخارجيــة والكومنولث بالمملكة المتحدة فيليب هاموند «أهمية وتاريخ الشراكة التي تربط المملكة المتحدة ومملكة البحرين والدول الأخرى»، لافتاً إلى أن «الوجود البريطاني في البحار الإقليمية عمره يزيد عن 7 عقود».
وقــال: «نتشاطر فهماً مشتركاً بيننا وبيــن دول مجلس التعاون، ولابد من التأكيد على أن مخاوفكم هي مخاوفنا.. أمنكم هو أمننا .. واستقراركم هو استقرارنا، ولقد ارتقينا بجهودنا التعاونية مع البحرين والدول الأخرى».
وأضاف: «من التحديات الجديدة التي تواجهنا المتطرفون الذين يحاولون فرض الإسلام السياسي بحد السيف، فيما سخرت الدول إمكاناتها لمساندة أمريكا في حربها ضد داعش، ولابد من الإشادة بالدور الرائد لدولة الإمارات العربية المتحدة التي أخذت على عاتقها مسؤولية وعبئاً كبيراً في مساندة الحرب ضد داعش وأظهرت كرماً في تعاونها».