الصفدي: المأخذ الأكبر على المفاوضات النووية مع إيران عدم إشراك العرب
بارو: مستقبل آسيا مرتبط بصورة وثيقة بأمن منطقة الخليج
بلاونت: القضاء على داعش خلال عامين توقعات متفائلة
بن عاشور: محاربة الفكر المتطرف من خلال التعليم وتعديل المناهج الدراسية


أجمع مشاركون في القمة الامنية الاقليمية العاشرة «حوار المنامة 2014» على جوهرية محاور الجلسات هذه السنة، إذ شملت تحديد الاولويات الاستراتيجية في الشرق الاوسط، خاصة فيما يتعلق بالعراق وسوريا والأمن الاقليمي، ومواجهة التطرف على مستوى المنطقة.
ونقلت وكالة أنباء البحرين عن المشاركين قولهم إن تفشي آفة «داعش» طغى على مناقشات حوار المنامة هذه السنة، مطالبين بضرورة تكثيف الجهود الدولية الموحدة لوضع حد للفكر المتطرف.
وقال نائب رئيس الوزراء وزير الدولة السابق في الأردن أيمن الصفدي إن «حوار المنامة بنسخته العاشرة ينعقد في ظروف إقليمية صعبة جداً، تستوجب نقاشاً معمّقاً بكيفية إيجاد أطر تعاونية للتعامل مع هذه القضايا بمشاركة عربية وما يتم من إجراءات واقتراح خطوات للتعامل مع مشاكل المنطقة».
ورأى أن «أحد أسباب تفاقم المشاكل هو التعامل معها بإغفال فهم أهل المنطقة حول كيفية التعاون معها»، لافتاً إلى أن «حوار المنامة يوفر منبراً لطرح هذه الأفكار والتأكيد على أن هناك شعوراً متنامياً بين دولها بأن تفاقم الأزمة يفرض تنسيقاً أكبر وتفاعلاً مع الدول الغربية من أجل الوصول لصيغة تضمن المصالح الغربية والعربية».
وأضاف الصفدي أن «الإطار التفاوضي 5+1 بشأن الملف النووي الإيراني مايزال هو الإطار الرئيس»، مشيراً إلى أن «المأخذ الأكبر على هذا الإطار عدم إشراك الدول العربية في المفاوضات أو اقتراح أسس في التعامل مع إيران مستقبلاً».
ولفـــت الصفــدي إلــى أن «الــدول العربيــة والخليجية على وجه التحديد هي الأقدر على فهم إيران، وأن ما جرى من مفاوضات على مستوى 5+5 ما هو إلا شراء للوقت».
بدوره، قال سانجي بارو مدير الاستراتيجيات الجيو اقتصادية في معهد الدراسات الدولية في الهند، إن «لدى حوار المنامة أهمية بالغة في جلب كبار مسؤولي الأمن من مختلف أنحاء العالم تحت سقف واحد، بغية إيجاد الحلول الكفيلة بتعزيز الاستقرار والازدهار في المنطقة».
وأكد سانجي أن «مستقبل بلداننا في آسيا مرتبط بصورة وثيقة بأمن واستقرار منطقة الخليج، فالهند لديها 6 ملايين هندي يعيشون في منطقة الخليج، ولا يقتصر الوضع على الأمن الاقتصادي متمثلاً بالنفط والغاز».
وانتقد سانجي عدم وجود رؤية دولية موحدة لمحاربة الإرهاب، وأنه توجد حاجة ملحة إلى وقفة موحدة أكثر جدية بغض النظر عن نوعية الإرهاب وفصيلته، فعلى الجميع أن يحاربه ويضرب بيد من حديد للحد من تبعاته السلبية. واستطرد سانجي بالقول: «لا يمكن أن نقول هنالك إرهابي جيد وإرهابي سيء، كلهم مدانون وأعداء للسلام والتقدم والاستقرار، وعلينا جميعاً لم الشمل وتوحيد الجهود للوقوف بحزم في وجه الإرهاب بكافة أشكاله». وأعرب سانجي عن أمله في أن تنظر إيران نظرة بعيدة المدى لمسألة حسن الجوار مع دول المنطقة، من أجل تعزيز عاملي الأمن والاستقرار والمضي بإيجابية في مفاوضات الملف النووي الإيراني.
بدوره، أكد العميد البحري كيث بلاونت في القيادة المركزية للقوات البحرية، نجاح حوار المنامة في طرح أبرز الملفات العالقة على مستوى المنطقة والعالم، على رأسها مواجهة الجماعات المتطرفة كداعش والقاعدة وجبهة النصرة. وثمن بلاونت جهود مملكة البحرين في محاربة الإرهاب بكافة السبل، لافتاً إلى أن تنظيم حوار المنامة لعشر سنوات ما هو إلا دليل واضح على حرص المملكة على توفير أرضية خصبة لتعزيز التعاون الدولي في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب والتطرف.
ويرى بلاونت أن القضاء على تنظيم داعش سيأخذ وقتاً أطول مما هو متوقع، ومن يتحدث عن فترة عامين فهو في عداد التوقعات المتفائلة لا أكثر ولا أقل، وإن حدث ذلك سيكون أمراً عظيماً.
من جهته، أكد سالم بن عاشور من الوفد الإماراتي المشارك في حوار المنامة، على ضرورة محاربة الفكر المتطرف من خلال التعليم وتعديل المناهج الدراسية وزيادة الوعي بين الأجيال المتعاقبة بمخاطر التطرف، وما يتعلق بمفهوم الثيوقراطية.
واعتبر بن عاشور الفكر المتطرف أخطر بكثير من تمويل الإرهاب، مطالباً بضرورة الفصل بين قيم الإسلام السمحاء وما ترتكبه جماعات متطرفة من جرائم شنيعة باسم الإسلام، فالإسلام منها براء.