اتفق وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري ووزير الدفاع الفرنسي جان-إيف لودريان على أن مواجهة إرهاب تنظيم «داعش» هو أزمة تواجهها جميع الدول، إذ حث الجعفري على أهمية إشاعة ثقافة الخطاب السلمي والبحث عن المساحات المشتركة بين جميع الدول في حربها ضد خطر قوى الشر التي أسمت تنظيمها بـ»داعش»، فيما أكد لودريان أن «القوة العسكرية لن تحل الأزمة لوحدها».
وقال الجعفري، خلال الجلسة العامة الثانية التي حملت عنوان «العراق وسوريا والأمن الإقليمي» بمنتدى حوار المنامة أمس، «كنا بالأمس القريب نحذر أن تنتقل آفة داعش من سوريا إلى الدول الأخرى وها هي اليوم تنتقل للعراق، وأحد أبرز معالم جماعة داعش هي أدلجة الشباب وضمهم لصفوف الإرهاب المعاصر. اليوم، نحن نواجه حرباً عالمية جديدة لاسيما وأن داعش تقوم بتجنيد أفرادها من مختلف أقطار العالم ومن ضمنها دول لديمقراطيات متقدمة، إلا أننا لا نحكم على تلك الدول من خلال مواطنيهم فنحن ندرك أن الإرهاب لا دين له ولا مذهب ولا وطن».
وأشار إلى أنه لابد من الانتقال إلى موضوع كيفية إيجاد المعادل الثقافي لمكافحة انتشار سيطرة داعش على عقول الشباب والأفراد، وذلك يكون باحترام حقوق الإنسان وشجب الإرهاب بالمواقف الحقيقية وليس بالكلمات المجردة، داعياً الجميع «إلى الوقوف وقفة جادة وحقيقية إذ إن الخطر الداعشي لايستثني بلداً من البلدان».
وقال « تجمعنا مع الدول الأخرى علاقات جيدة ومصالح مشتركة مبنية على أسس استراتيجية ثابتة. ويجب أن نهيئ أنفسنا للرد على الإرهاب رداً معولماً كذلك، فعندما سيطر داعش على الموصل – إحدى أكبر المدن العراقية – تعاملت الحكومة مع الأمر بأن تم تشكيل حكومة تضم جميع طوائف المجتمع العراقي بتنوعه الديني والعرقي والطائفي».
وأوضح د. الجعفري بأن العراق اليوم يقاوم الصراع بأبنائه ولكن لا يمنع الأمر من الحاجة إلى الدعم من الدول الأخرى سواء كان دعماً لوجستياً أو عسكرياً أو بأي شكل من الأشكال.
وقال «العراق اليوم يحتاج المساعدات لإعادة بناء المدن التي تم هدمها على يد تنظيم داعش، ونرحب بأي دعم عسكري أو لوجستي أو خدمي أو إنساني انطلاقاً من إيماننا بأن خطر داعش هو خطر نتشاركه مع جميع الدول».
من جهته، اتفق وزير الدفاع الفرنسي جان-إيف لودريان مع وزير الخارجية العراقي على أن «مواجهة إرهاب تنظيم داعش هو أزمة تواجهها جميع الدول».
وقال إن «استقرار هذه المنطقة يعتمد على قدرتنا على العمل مع بعضنا البعض بنية حسنة، لاسيما وأن القوة العسكرية لن تحل الأزمة لوحدها. فقد مرت سنوات ودول الشرق الأوسط تتعرض لأزمات قاسية، وما نشهده اليوم في العراق وسوريا من نشوء خطر إرهابي ذي طابع عالمي مثل داعش يستوجب علينا التفكير والعمل على وقفه واجتثاثه من جذوره لمنع انتشاره وتوسعه في جميع الدول».
وأشار إلى أن الدعم الذي تحتاجه العراق اليوم هو في تمكينها من التصدي لجماعات داعش والدفاع عن نفسها بنفسها. في حين أن ما تحتاجه سوريا اليوم هو دعم معارضة غير جهادية معتدلة تعمل لمصلحة الشعب بعيداً عن الجماعات المتطرفة والنظام الدموي الذي شهدت سوريا على يده أرقاماً مخيفة للضحايا والمشردين واللاجئين».