فيتزباتريك: خامنئي عقد المفاوضات النووية بين إيران والغرب
إيران تدفع 100 مليون دولار عقوبات مقابل بناء أسلحة نووية
القضماني: حوكمة المجتمعات التعددية مفتاح أساس للأمن
الأجهزة العسكرية والأمنية الوحيدة القادرة على منع التطرف
«داعش» يزيد قدراته بسوريا نتيجة غياب استراتيجية مسرح العمليات
دول بالمنطقة مطالبة بوقف مساعدة التنظيمات الإرهابية
ريتشاردز: الضربات الجوية وحدها لن تدحر «داعش»
«التعاون» مثال يحتذى به لإرساء قيادة عسكرية مشتركة فاعلة
خاشقجي: البحرين تعاملت بذكاء مع «الربيع العربي»
أسدل الستار أمس على أعمال القمة الأمنية الإقليمية العاشرة (حوار المنامة 2014) بجلسة عامة خامسة لمناقشة المتغيرات الأمنية الإقليمية خلال السنوات العشر الأخيرة وما يحمله مستقبل المنطقة من تحولات مرتقبة على الصعيد السياسي والأمني والعسكري.
وأكد مدير برنامج منع الانتشار النووي بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية مارك فيتزباتريك في الجلسة التي حملت عنوان «قراءة لعشر سنوات من المتغيرات الأمنية الإقليمية»، أن إيران تمتلك الآن 20 ألف مركز طرد وكميات من اليورانيوم لتخصيب 6 قنابل نووية في حال أرادت صناعتها، إضافة إلى اكتمال ملامح مفاعلها النووي في «اراك» ذو الوزن الأكبر من اليورانيوم، مقارنة مع 164 مركز للطرد المركزي و 300 ألف رزمة من اليورانيوم المخصب خلال السنوات القليلة الماضية.
وأوضح مارك أن طهران تفخر بتكنولوجيتها النووية وتدفع 100 مليون دولار بشكل عقوبات مقابل ذلك، لافتاً إلى أن السبب في ذلك يرتبط بهدف آخر يسعى له التخصيب الإيراني وهو أن إيران تريد بناء أسلحة نووية.
وبين مارك أن المرشد الأعلى في إيران خامنئي قد جعل مسألة المفاوضات النووية بين إيران والغرب معقدة وصعبة للغاية.
ولفت مارك إلى أن دول الخليج وكل من يتخوف من قدرات إيران النووية لابد أن يشعر بالراحة مع إحراز تقدم في الاتفاق مع الغرب على تعليق بعض الأنشطة النووية الخاصة بالتخصيب وخفض مراكز الطرد.
بدورها قالت الدكتورة بسمة قضماني المدير التنفيذي لمبادرة الإصلاح العربي، إن هذا العقد أثبت أن قضية حوكمة المجتمعات التعددية باتت مفتاحاً أساسياً لأمن واستقرار المنطقة.
وأوضحت قضماني أن ما حصل في مصر كان نقطة تحول وبات لدينا اليوم رسالة مفادها أن الأجهزة العسكرية والأمنية هي الوحيدة القادرة على منع التطرف، مؤكدة الحاجة إلى بناء الأجهزة الأمنية في مرحلة ما بعد النزاع لتجنب الخطر الفعلي الذي يتهدد المجتمعات عبر المجموعات المتطرفة المسلحة.
وأكدت قضماني أنه لا يمكن التحدث عن حل سياسي وبناء مؤسسات الدولة من دون البدء بالأجهزة الأمنية.
كما أكدت قضماني أن تركيز الحرب على الإرهاب في العراق يعقد الوضع في سوريا، خاصة وأن تنظيم داعش يزيد من قدراته داخل سوريا نتيجة لغياب الاستراتيجية لمسرح العمليات.
وذكرت قضماني أن ثمة حاجة ملحة لتوفير آلية لتعزيز الاستقرار وتوفير برنامج تدريب للمجموعات المسلحة، لافتة إلى أن استراتيجية أمريكا والتحالف الدولي لن تنجح ما لم يتم التفكير بقوة في إرساء الاستقرار وإرساء السلام. كما يجب على دول المنطقة أن توقف تزويدها لأي مساعدة للتنظيمات الإرهابية، وسحب الميليشيات من هناك سواء أكانت مع أو ضد النظام.
وأكدت قضماني أن سوريا بحاجة إلى نظام سياسي يبقيها بعيدة عن أي انتماء طائفي أو مذهبي، حتى يتم التحضير للبناء وإعادة الاعتمار بأيد سورية بعيداً عن الخطوط الطائفية.
من جانبه قال الجنرال اللورد ديفيد ريتشاردز، بارون هرستمنسو مستشار أول بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية والرئيس السابق لهيئة الأركان بالمملكة المتحدة، إن الاستراتيجية بدون تكتيك تكون الطريقة الأطول صوب النصر، لافتاً إلى أنه لم يتم التعلم لغاية الآن من الدروس المأخوذة من الحروب السابقة في أفغانستان والعراق في فترة لاحقة.
وأكد ريتشاردز أن دول مجلس التعاون الخليجي تعتبر مثالاً يحتذى به في إرساء قيادة عسكرية مشتركة وفاعلة لمواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية.
وأوضح ريتشاردز انه ما من عملية عسكرية تطلق إذا ما كانت متجذرة في إطار سياسي فعلي، وهو درس يتعلمه أي عسكري في معهد الأركان. ووصف ريتشاردز ما حدث في أفغانستان بالفشل الذريع رغم أن الحرب بمراحلها الأولى كانت ناجحة باكتساح بفضل دعم القوات المحلية، وكذلك الحال بالنسبة للحالة العراقية وأخطاء الانسحاب المبكر بدلاً من الاعتماد على خطة مارشال وكرم الضيافة.
وبين ريتشاردز أن الدرس الأهم في الحروب الفاشلة السابقة في المنطقة هو ضرورة تفضيل القوات المحلية كقوات وكيلة تعمل من تلقاء نفسها بدعم من الحلفاء الاستراتيجيين.
ولفت إلى أن تنظيم داعش يستخدم تقنيات إرهابية وعنده إمكانيات لتحريك جيش تقليدي ولديه سلسلة قيادة وأسلحة، حيث يجب جمع حلول تكتيكية تقليدية بجانب سياسي.
وأكد أن الضربات الجوية الحالية على تنظيم داعش في العراق لن تكون قادرة على دحر التنظيم إذا بقيت على ما هلي عليه بدون استراتيجية تكتيكية، وتم التفكير بقوات برية للتحرك بشكل حازم.
وبين أن هناك حرباً هجينة يتم خوضها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، مطالباً بعمل فكري وتحديد الموارد والاستغلال الأمثل لها لدحر المجموعات الإرهابية، معززة بتبادل المعلومات الاستخباراتية كجزء أساسي في النجاح.
بدوره قال المدير العام لقناة العرب الإخبارية جمال خاشقجي، أن بعض الدول توفر تربة خصبة لنمو تنظيم داعش في ظل غياب حقوق الإنسان وعدم الاهتمام بحقوق المواطنين التي شجعت على قيام حركة إرهابية مثل داعش.
وأوضح خاشقجي أن هناك قواسم مشتركة بيننا وبين داعش، فمنذ أعوام كنا نخشى الملف النووي والقضية العراقية وكان جل نقاشنا يتركز على ذلك بطريقة أو بأخرى، بينما كان داعش يتمدد في سوريا وهي شكل أصولي من الإسلام.
وبين خاشقجي أن تنظيم داعش حركة أصولية نشأت بسبب النفط، وما يزال العالم العربي يعاني من التعليم السيء والإجحاف، وهذا ما يدعو لنمو حركة داعش.
ولفت خاشقجي إلى أن الموجات التي شهدتها الدول العربية فيما يسمى الربيع العربي كانت بعض الدول ذكية في التجاوب مع تلك الحركات مثل البحرين والأردن والمغرب، بينما فشلت دول أخرى في مواجهتها، مما أدى إلى حروب أهلية ومن الصعب أن تنمو أنظمة حكم جديدة وهذا ما حصل في ليبيا.
وأشار خاشقجي إلى أن ما زاد ألمنا في الموصل هو اختيار الشعب نفسه لهذا التنظيم. واختتم خاشقجي حديثه بالقول إن تنظيم داعش هو قصة تتغذى من فشل الحكومات العربية.