«حب الأوطان من الإيمان» تشكل الأوطان والممالك، عبر قرون طويلة بصراعات بين الشعوب والقبائل المتجاورة، والقتال المرير، حتى استقرت الكيانات والحدود الفاصلة، وبرزت القيادة والشعب في كل كيان، ونحن هنا في مملكة البحرين، تشكلت الدولة بالفتح العظيم بقيادة أحمد الفاتح رحمه الله تعالى، وقامت العلاقات الودية بين الأمم المتجاورة والبعيدة، خاصة بعد الاختراعات الحديثة في وسائل المواصلات، وانتشر الاستقرار والسلام من بعد التذبذب والحروب.
ونحن شعب البحرين، سرنا في طريق طويل غير مفروش بالورد والريحان، بل كابدنا أطماعاً خارجية، واستطعنا دحرها وقطع يدها قبل أن تصل إلى ثرواتنا، أو النيل من صلابة وحدتنا وتماسكنا حتى نلنا استقلالنا في عهد المغفور له أميرنا الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة رحمه الله تعالى عام 1971، ودعا في حينها لوضع مسودة ودستور للبلاد، وعلى ضوء ذلك انبثق مجلس تأسيسي لمراجعة المسودة، والخطة التي تلتها، انتخاب مجلس وطني – الوزراء فيه أعضاء بحكم مناصبهم – وأصبحنا دولة بكامل أركانها الثلاثة، جهاز تنفيذي ومجلس تشريعي وسلطة قضائية، نسيّر شؤوننا الداخلية، ونرعى علاقاتنا الخارجية مع جميع دول العالم، علاقات قائمة على تبادل المصالح وبناء السلم العالمي.
وعند استلام صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة المفدى سدة الحكم عام 1999، طرح المشروع الإصلاحي الشامل، تلاه التصويت على الميثاق الذي حاز على نسبة من التصويت وصلت إلى 98.4%، حينها بدأت الحياة والمسيرة النيابية من جديد - بعد تعطلها منذ 1975- ومشاركة الشعب في إدارة شؤون البلاد من خلال المجلس الوطني بشقيه الشورى والنواب، بدءًا من عام 2002، وهكذا سارت عجلة البناء والتعمير والتقدم والديمقراطية، تدفعها سواعد القيادة والحكومة والمواطنين المخلصين بلا كلل ولا ملل – وأود أن أنوه إلى أن المجالس البلدية هي من مشاريع جلالة الملك المفدى – ومضت على ممارستنا للانتخابات النيابية والبلدية ثلاثة فصول تشريعية بسلام.
وعندما دعت القيادة المواطنين لممارسة حقهم في الترشح والانتخاب في 22/11/2014، لبدء الفصل التشريعي الرابع، سمعنا وبصوت واضح ومعلن، استعمال العنف والتخريب والترهيب، وتحريض سافر على المقاطعة، وعدم ممارسة الحق الدستوري لكل فرد في الترشح والانتخاب، واختيار نواب وبلديين أكفاء بقدر المسؤولية الجديدة، هذه سلبية، بل موقف غير وطني، وفي نفس الوقت، لا يمكن تقسيم الشعب، نحن شعب واحد، لا ينقسم إلا على واحد، نحن أمة توحيد؛ وبسياسة هادئة حذرة، وحلم وصبر، نجحت الانتخابات، وأشاد بها زعماء العالم لشفافيتها وعدالتها.
هذا النجاح المبهر في الانتخابات النيابية والبلدية، يعد تمهيداً لذكر عيد وطني مميز وعيد اعتلاء مليكنا المفدى سدة الحكم، في 16 ديسمبر الحالي، لأننا قد اجتزنا كل العقبات، وذللنا كل التحديات وعبرناها بسلام، وصممنا على العمل الجاد المثمر لبناء مملكة العز والكرامة بقيادة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة المفدى، ومساندة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، ومساعدة صاحب السمو الملكي سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد، ومؤازرة من جميع المواطنين المخلصين ودامت أعياد البلاد مستمرة، وكل عام وأنتم بخير.
يوسف محمد أبوزيد
مؤسس نادي اللؤلؤ سابقاً
وعضو بلدي سابق