انتقد صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء المحاولات الهدامة لاستخدام مفاهيم وقيم حقوق الإنسان لنشر الفوضى والخراب وبث الشقاق والفرقة من قبل مجموعات تناست أن هذه الحقوق التي توافقت عليها جميع الشعوب ونادت بها جميع الشرائع والأديان، ليس لها من هدف سوى حماية حق البشر جميعاً في حياة آمنة وكريمة على كافة المستويات.
وقال صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، في رسالة وجهها إلى العالم بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان الذي يصادف اليوم ويقام هذا العام تحت شعار «حقوق الإنسان 365»، إن «الانحراف بالمبادئ العالمية لحقوق الإنسان واستغلالها كوسيلة لاختراق المجتمعات وانتهاك خصوصياتها الثقافية والحضارية وتهديد السلم الأهلي للشعوب والتدخل في شؤون الدول الداخلية هو أمر غير مقبول».
ودعا سموه المجتمع الدولي إلى تبنى رؤية شاملة للتعامل مع مختلف الأخطار والأزمات التي تهدد العديد من مناطق العالم بما يسهم في نشر ثقافة السلام وتحقيق الأهداف التي جاء بها ميثاق الأمم المتحدة.
وأكد أن أهداف ومقاصد المبادئ العالمية لحقوق الإنسان هي غايات نبيلة توافقت عليها إرادة البشرية من أجل الحفاظ على الكرامة الإنسانية، وعلى المجتمع الدولي أن يبذل مزيداً من الجهود لصونها واحترامها من أجل عالم أكثر تعايشاً وأمناً واستقراراً.
وقال سموه إنه في ظل التحديات المتعاظمة التي تواجهها الأسرة الدولية مع تنامي أخطار التطرف والإرهاب، فإن حق الإنسان في الأمن والعيش بسلام في مناخ من الاستقرار يمثل مطلباً ملحاً لا يمكن التنازل عنه أو التفريط فيه بأي حال من الأحوال.
وشدد سموه على أن جهود المجتمع الدولي على صعيد التنمية المستدامة وتحقيق أهداف الألفية الإنمائية يجب أن تتواصل وتتعزز حتى يتحقق الرخاء الاقتصادي والاجتماعي الذي يشكل ضمانة حقيقية لترسيخ حقوق الإنسان وصيانتها. وأكد سموه أن مناسبة الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان سنوياً تمثل فرصة لأن تتكاتف الجهود الدولية لترسيخ أسس نظام دولي يقوم على العدالة والاحترام المتبادل من أجل توفير بيئة تضمن لجميع الأمم والشعوب الحياة في سلام وأمن وازدهار.
وقال سموه إن «كل حق يقابله واجب، وترسيخ حقوق الإنسان على أرض الواقع لا يمكن أن يؤتي غرضه إلا أذا قام كل فرد في المجتمع بما عليه من واجبات تجاه وطنه وفي مقدمتها المحافظة على المكتسبات والمشاركة الإيجابية في جهود البناء والتطوير ونبذ العنف والتطرف والتصدي لكل مساعي الفوضى والتدمير».
صون الحقوق ركيزة أساسية
وأكد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء أن احترام وصون حقوق الإنسان في مملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى هو ركيزة أساسية من ركائز التنمية الشاملة القائمة على إيمان راسخ بأن حفظ كرامة المواطن وصون حقوقه وتلبية متطلباته هي هدف وغاية كل جهد تبذله الحكومة.
وجدد سموه التأكيد على احترام مملكة البحرين ووفائها بالتزاماتها وتعهداتها الدولية، وما أقره ميثاق العمل الوطني ودستور المملكة الذي كان سباقاً في اتخاذ التدابير التي تعزز وتحفظ حقوق الإنسان للجميع بلا استثناء.
وشدد سموه على أن كفالة البحرين لمبادئ المساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات دون تمييز بسبب العرق أو اللغة أو الدين أو الجنس أو الرأي، جعل منها نموذجاً للتعايش البناء بين المذاهب والأديان ورمزاً لحوار الحضارات والثقافات، مؤكداً سموه أن الادعاءات المغرضة التي تستهدف تشويه صورة المملكة المشرقة لم تعد تجدي نفعها أمام الحقائق التي تفندها على أرض الواقع.
وأكد سموه أن الانتخابات التي جرت مؤخراً في مملكة البحرين، في أجواء اتسمت بالنزاهة والشفافية والمشاركة الواسعة من كافة أطياف الشعب، برهنت للعالم أجمع على صواب نهج البحرين، وحرصها على تمكين أبنائها جميعاً من المشاركة في صياغة مستقبل وطنهم كحق من حقوقهم وواجب وطني أثبتوا من خلاله رغبتهم الأكيدة في المساهمة في البناء على ما تحقق من مكتسبات وإنجازات لصالح الوطن ومواطنيه.
ونوه سموه بمبادرة جلالة الملك المفدى لإنشاء محكمة عربية لحقوق الإنسان، مقرها مملكة البحرين، يناط بها وضع الأسس المناسبة لحقوق الإنسان ومنع الانتهاكات في العالم العربي على غرار المحاكم الأوروبية والأمريكية والأفريقية لحقوق الإنسان.
وأكد سموه أن هذه المبادرة الرائدة التي وافق عليها مجلس جامعة الدول العربية جار العمل على تنفيذها وسوف تصبح واقعاً ملموساً في القريب العاجل.
وشدد سموه على أن دعم الحكومة البحرينية لكل جهود بناء مجتمع مدني تعددي يعزز من التطورات الإيجابية على صعيد الحريات والانفتاح وضمان حرية الرأي والتعبير المكفولة للجميع.
وأشاد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء بما تقوم به الأمم المتحدة وأمينها العام بان كي مون من أجل ترسيخ وصيانة حقوق الإنسان، مؤكداً أن مملكة البحرين تعمل وعلى نحو وثيق مع مؤسسات الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في إطار التزامها الشامل بدعم كل جهد جماعي يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار والسلام في العالم.