الاتحاد الأوروبي يطلب تحقيقاً فورياً ومستقلاً في استشهاد زياد أبو عين
إضراب 70 أسيراً عن الطعام في السجون الإسرائيلية


رام الله - (وكالات): استشهد الوزير الفلسطيني ومسؤول ملف الاستيطان لدى السلطة زياد أبو عين أمس بعد أن ضربه جنود إسرائيليون خلال تظاهرة في قرية في الضفة الغربية المحتلة، في حادثة أدانها الرئيس الفلسطيني محمود عباس معتبراً أنه «لا يمكن السكوت عنها»، وردت السلطة بوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، وأعلنت حداداً رسمياً 3 أيام.
وجرت التظاهرة تلبية لدعوة أهالي قرية ترمسعيا شمال مدينة رام الله في الضفة الغربية احتجاجاً على نشاط استيطاني على أراضيهم. وحمل المتظاهرون ومنهم أجانب أشتال زيتون من أجل زراعتها على الحدود مع مستوطنة عيد عاد الملاصقة لقرية ترمسعيا.
ودان عباس في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا» «الاعتداء الوحشي الذي أدى إلى استشهاد المناضل وعضو المجلس الثوري لحركة فتح ورئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان»، معتبراً أنه «عمل بربري لا يمكن السكوت عليه أو القبول به».
وأضاف «سنتخذ الإجراءات اللازمة والضرورية بعد معرفة نتائج التحقيق» في مقتله.
وأكد مدير مجمع رام الله الطبي أحمد البيتاوي أن «رئيس هيئة الاستيطان زياد أبو عين استشهد نتيجة تعرضه للضرب على صدره ونتيجة للغاز المسيل للدموع»، مشدداً على أن «ما يؤكد سبب استشهاد أبو عين هو الطب العدلي». ونقلت جثة أبو عين إلى معهد أبو ديس للتشريح.
وقال البيتاوي» نتيجة الفحص السريري، الأولية إن أبو عين استشهد بعد إصابة عضلات التنفس بالارتخاء الأمر الذي أدى إلى إصابته بحالة من الاختناق أدت إلى استشهاده». وأضاف أن «90% من التقديرات الأولية تشير إلى أن سبب الوفاة هو الغاز المسيل للدموع».
وأكد أن «أبو عين وصل إلى المستشفى في حالة الخطر الشديد، نتيجة إصابته بالصدر، وأدخل غرفة العناية المكثفة، وبعد دقائق استشهد».
غير أن مصدراً أمنياً فلسطينياً قال إن أبو عين تعرض للضرب بأعقاب بنادق جنود من الجيش الإسرائيلي وبخوذة عسكرية على الرأس في تظاهرة في قرية ترمسعيا شمال مدينة رام الله. وقال كمال سكافنة الذي كان قريباً من أبو عين في الموقع أن «الوزير أبو عين تعرض لضربة مباشرة في الصدر من أحد الجنود الإسرائيليين».
وأضاف «كان هناك جدل بين «أبو عين» وأحد الضباط الإسرائيليين وبعد لحظات أطلقت كميات كبيرة من الغاز المسيل للدموع باتجاهنا ثم تقدم جندي واعتدى على «أبو عين» بعقب البندقية على صدره».
من جهته، أكد الجيش الإسرائيلي في بيان أنه «يراجع الظروف» التي أدت إلى ذلك واقترح إجراء تحقيق مشترك مع الفلسطينيين.
وقبيل الاعتداء عليه، قال زياد أبو عين للصحافيين أمام كاميرات التلفزيونات إن «جيش الاحتلال يمارس الإرهاب على شعبنا الفلسطيني، جئنا إلى أرضنا الفلسطينية لنزرع الشجر هم يعتدون علينا منذ وصولنا. لم يلق أحد حجراً ولا قام باعتداء، هذا جيش الإرهاب والاحتلال ويمارس القمع على شعبنا الفلسطيني».
وذكرت تقارير صحافية أن الجيش الإسرائيلي اعترض التظاهرة التي تواجد فيها مسؤول ملف الاستيطان ما أدى إلى تدافع بالأيدي بين الجيش الإسرائيلي والمتظاهرين.
وبعد أن اعتدى جنود إسرائيليون بالضرب على أبو عين وقع أرضاً فحاولت مسعفة تقديم الإسعافات الأولية له.
وعقب ذلك قامت سيارة إسعاف فلسطينية بنقل أبو عين إلى مجمع رام الله الطبي، حيث أدخل غرفة العناية المكثفة.
ويأتي استشهاد الوزير الفلسطيني وسط حالة من التوتر تسود الأراضي الفلسطينية بعد أسابيع من المواجهات بسبب الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى، والتوسع الاستيطاني، مما دفع أوساطاً فلسطينية وإسرائيلية إلى التحذير من انتفاضة جديدة.
وصرح عضو اللجنة المركزية لحركة فتح اللواء جبريل الرجوب أن السلطة الفلسطينية قررت وقف كافة أشكال التنسيق الأمني مع الجانب الإسرائيلي رداً على الجريمة التي ارتكبها جيش الاحتلال بحق الوزير وعضو المجلس الثوري للحركة. ونعت حركة حماس في بيان أبو عين ودعت السلطة الفلسطينية إلى وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل. وقال البيان «آن الأوان لحشد كل قوى شعبنا في مواجهة الاحتلال الصهيوني الإجرامي، ووقف كل أشكال التنسيق الأمني مع الاحتلال».
وطالب الاتحاد الأوروبي بتحقيق «فوري» و»مستقل» في ظروف استشهاد أبو عين.
وقالت وزيرة خارجية الاتحاد فديريكا موغيريني إن «المعلومات عن استخدام مفرط للقوة من قبل قوات الأمن الإسرائيلية تدعو للقلق الشديد».
وأضافت «أدعو إلى تحقيق فوري ومستقل في موت الوزير أبو عين».
وأبو عين «55 عاماً» اعتقل في السابق وسجن في إسرائيل بعدما قامت الولايات المتحدة في 1981 بتسليمه إلى تل أبيب بتهمة قتل إسرائيليين اثنين في طبرية في 1979. وقد حكم عليه بالسجن مدى الحياة لكن أطلق سراحه عام 1985 في إطار اتفاق لتبادل الأسرى. وإضافةً إلى عمله في هيئة الاستيطان، كان عضواً في المجلس الثوري لحركة فتح وشغل منصب نائب وزير شؤون الأسرى.
من جهة أخرى، قال نادي الأسير الفلسطيني إن 70 أسيراً فلسطينياً في السجون الإسرائيلية بدؤوا إضراباً مفتوحاً عن الطعام احتجاجاً على أوضاع بعض الأسرى.
وأضاف في بيان أن الهدف من الإضراب «المطالبة بإنهاء عزل الأسير نهار السعدي ومجموعة من الأسرى المعزولين إضافة إلى النظر ببعض ملفات الأسرى المرضى».
وأوضح البيان أن نهار السعدي المعتقل منذ 2003 معزول منذ مايو 2013 ومحروم من زيارة عائلته منذ عامين وهو محكوم عليه بالسجن المؤبد 4 مرات و20 عاماً.