كتب - حذيفة إبراهيم:
أكد الرئيس السابق لقسم الحوادث والطوارئ جاسم المهزع أن قرار نقل خدمات الإسعاف إلى خارج مجمع السلمانية الطبي سيحسّن من سرعة وصول الخدمات الإسعافية إلى المواطنين، فيما أشاد النائب جمال صالح بقرار مجلس الوزراء بذلك الخصوص.
وكان مجلس الوزراء البحريني قد وافق في جلسته الأسبوع الماضي على قرار يقضي بنقل خدمات الإسعاف من مجمع السلمانية الطبي إلى خارجها، وتوزيع سيارات إسعاف على مراكز الدفاع المدني المنتشرة في المملكة.
وأشارت إحصائيات مركز الإسعاف أن ما يزيد عن الـ50 ألف بلاغ خلال العام 2012 بمعدل 150 بلاغاً في اليوم الواحد.
خطوة أفضل
وأكد رئيس قسم الطوارئ السابق جاسم المهزع أن قرار مجلس الوزراء بنقل مركز الإسعاف إلى خارج مجمع السلمانية الطبي هي خطوة ممتازة لتقديم خدمات أفضل في ذلك المجال.
وأشار إلى أن اختيار مجلس الوزراء لتوزيع طواقم الإسعاف على مقرات الدفاع المدني هو اختيار موفق كونه أكثر جدوى، حيث عادة ما يتوجه فريقا الدفاع المدني والإسعاف إلى المكان ذاته، وهو ما سيسهل عملية وصولهم بشكل أسرع، مبيناً أن المقترح الآخر كان أن يتم توزيعها على المراكز الصحية.
وقال إن نقل مركز الإسعاف كان مقترحاً سابقاً وذلك أسوة بما يحدث في الدول المتقدمة، حيث لا يمكن أن تكون مركز خدمات الإسعاف في مجمع السلمانية الطبي نظراً للتوسع العمراني والسكاني الذي تشهده المملكة.
وأضاف أن وجود الإسعاف في مجمع السلمانية الطبي ودمجه مع قسم الحوادث والطوارئ هو أمر قديم عندما كانت البحرين أقل توسعاً منذ 30 عاماً، مشيراً إلى أن وجود الازدحام المروري والعديد من الأنشطة الرياضية والفعاليات التي تشهدها المملكة يحتم نقلها إلى مكان مستقل.
وأكد أنه وبعد افتتاح المركز الجديد للإسعاف سيتحقق وصول خدمات الإسعاف بشكل أسرع، مشيراً إلى أن المواطنين والمقيمين سيشعرون بالفرق بسرعة كبيرة.
وأوضح أن الدول المتقدمة فصلت مراكز الإسعاف عن الطوارئ، حيث عادة ما تتبع الدفاع المدني، وذلك ضمن «البدالة المركزية» ورقمها في البحرين 999.
وتابع «لو لدينا أحد من احتاجوا الإسعاف في المنطقة الجنوبية، فحينها سيضطر للانتظار طويلاً لقدومه من مجمع السلمانية الطبي، إلا أن الآن سيصبح انطلاقه من أقرب مركز دفاع مدني في المحافظة، وحينها سيصله الفريق الطبي بشكل أسرع».
وحول عمليات نقلهم إلى المستشفى، قال المهزع إن المسعف هو من سيقيم حالة المريض، ومدى حاجة نقله إلى السلمانية أو الحاجة الماسة إلى نقله لأقرب مستشفى طبي سواء كان مستشفى الملك حمد الجامعي أو المستشفى العسكري في الحالات الحرجة جداً، مشيراً إلى وجود تعاون بين مستشفيات البحرين الحكومية في ذلك المجال.
المقر الحالي صعب
من جانبه، أكد النائب جمال صالح أن المقر الحالي لخدمات الإسعاف يصعب من الوصول إلى المرضى بالسرعة المطلوبة حيث ازدادت كثافة السيارات والزحمة المرورية في العاصمة المنامة.
وأشار إلى أن الهدف من نقل مركز خدمات الإسعاف هو سرعة الوصول إلى المريض وإيصاله للمستشفى، وتقليل التكدس في مكان واحد كما هو الحال الآن، مبيناً بأنه لم يتم تحديد مركز الإسعاف الجديد حتى الآن.
وكشف عن وجود نية لدى الحكومة لتوحيد الخدمات الإسعافية سواء لدى الخدمات الطبية الملكية أو التابعة لوزارة الصحة وذلك تحت مظلة واحدة، ليجعل الجهود متضافرة لتقديم كل ما هو أفضل.
وأضاف أن خدمات الإسعاف في مجمع السلمانية الطبي استعادت عافيتها بعد أحداث العام 2011 وما شهدته من تجاوزات من البعض، مشيراً إلى أن الثقة لدى المواطنين عادت تدريجياً بها.
وقال «بحكم منزلي وموقع عيادتي أرى أن خدمات الإسعاف أصبحت أفضل بكثير مما كانت عليه في مطلع العام 2011 خصوصاً في أزمة فبراير، ويجب على جميع العاملين في الخدمات الإسعافية أن يكونوا مهنيين بعيداً عن التوجهات والطوائف، حيث تقدم الدولة تلك الخدمات وتصرف عليها الملايين ليكون أفضل ما يمكن تقديمه للمواطنين. من جانب آخر، أكد صالح ضرورة الوعي لدى المواطنين للإفساح لسيارات الإسعاف في حال وجود صوت الإنذار منها، مشيراً إلى أن البعض قد يعرقل وصولها إلى مكانها الصحيح، مؤكداً ضرورة وجود مسارات للطوارئ في معظم شوارع المملكة.
وقال إن خدمات الإسعاف أصبحت أفضل بعد تزويدها بجهاز تحديد المواقع «جي بي أس» حيث لا تجد صعوبة كما هو الحال في السابق في الوصول إلى المواقع المطلوبة خصوصاً في المناطق القديمة، وهو ما انعكس إيجاباً على سرعة الوصول.
50 ألف بلاغ خلال العام 2012
وتلقى مركز خدمات الإسعاف في مجمع السلمانية الطبي أكثر من 50 ألف بلاغ خلال العام 2012، وتمت خدمتها بحوالي 26 سيارة تمتلكها وزارة الصحة في مركز الإسعاف الحالي، بينما تشير إحصائيات قسم خدمات الإسعاف إلى أنه يتلقى ما يزيد عن 140 طلباً في اليوم الواحد بمعدل 45 طلباً في نوبة العمل الواحدة.
وتأتي تلك الخطوة لنقل مركز الإسعاف إلى خارج مجمع السلمانية الطبي بعد الاكتظاظ بالخدمات التي يشهدها المجمع الأمر الذي أدى إلى التأثير على فعالية الخدمات المقدمة للمرضى خصوصاً فيما يخص الخدمات الإسعافية والتي تعتبر أكثر أهمية بالنسبة للحالات الحرجة.
وأنشئ قسم الطوارئ في مجمع السلمانية الطبي في العام 1985، حيث يقع المركز الحالي للإسعاف ملاصقاً لمدخل الطوارئ في السلمانية، الأمر الذي يؤدي إلى إرباك لحركة المرور وعبور المرضى.
ويعتبر وجود مجمع السلمانية الطبي في وسط العاصمة معرقلاً لوصول سيارات الإسعاف إلى باقي مناطق المملكة عدا المحرق حيث تم إنشاء مستشفى الملك حمد الجامعي والذي يحتوي على قسم إسعاف خاص به.
وأدى تأخر سيارات الإسعاف في مرات إلى تدهور حالة المصابين، بينما لقيت الطفلة فاطمة العباسي (15 عاماً) حتفها بسبب عدم وصول سيارة الإسعاف إثر ما شهدته البحرين من أزمة خلال العام 2011، وهو أمر واجه العديد من المواطنين والمقيمين حينها، بينما اشتكى مواطنون ومقيمون من تأخر وصول سيارات الإسعاف لأكثر من نصف ساعة أحياناً.
ويقدم مركز الإسعاف خدماته في تغطية الفعاليات المتنوعة في المملكة سواء الرياضية أو السياسية أو الاجتماعية منها، وهو ما يفرض زيادة عدد الطواقم الطبية مع زيادة عدد السكان.