عواصم - (وكالات): شيع آلاف الفلسطينيين الوزير ومسؤول ملف الاستيطان لدى السلطة زياد أبو عين الذي استشهد أمس الأول بعد تعرضه لاعتداء جنود إسرائيليين وسط توتر شديد، فيما حملت السلطة قوات الاحتلال المسؤولية عن مقتل أبو عين إثر ضربه واستنشاقه الغاز المسيل للدموع، بينما نشر جيش الاحتلال تعزيزات في الضفة الغربية لمواجهة أي تظاهرات.
وشارك مسؤولون فلسطينيون تقدمهم الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء رامي الحمد الله في مراسم تشييع رسمية في مقر الرئاسة في رام الله قبل أن تنتقل الجنازة إلى مقبرة البيرة القريبة الملاصقة لمستوطنة إسرائيلية. وهتف المشاركون في الجنازة « الانتقام.. الانتقام» عبر مكبرات الصوت.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه نشر تعزيزات في الضفة الغربية لمواجهة أي تظاهرات.
وأعلن عباس في وقت سابق أن «كل الخيارات مفتوحة» بالنسبة لوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل رداً على مقتل أبو عين. كما أعلن أيضاً الحداد لثلاثة أيام. وأغلقت المدارس والمحلات التجارية في رام الله أبوابها. وحملت الحكومة الفلسطينية إسرائيل المسؤولية الكاملة عن مقتل أبو عين.
وقال المتحدث باسمها إيهاب بسيسو في مؤتمر صحافي مشترك مع مدير المعهد الطبي العدلي الفلسطيني صابر العالول «بعد الاستماع إلى نتائج التشريح فإن الحكومة الفلسطينية تحمل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن قتل زياد أبو عين».
من جهته أكد العالول في تقرير نتائج التشريح أن أبو عين «تعرض إلى الإصابة بقوة نوعاً ما في مقدمة الوجه أدت إلى كسر للأسنان الأمامية وخلعها ودخولها إلى التجويف الفموي». وختم العالول تقريره مؤكداً أن «الوفاة ليست ناتجة عن حالة طبيعية، إنما عن نقص في التغذية الدموية للقلب بسبب الأزمة الداخلية للشريان التاجي». وشارك طبيبان أردنيان في عملية التشريح بناء على طلب من الحمد الله.
بدوره، قال وزير الصحة الفلسطيني جواد عواد أن «الطبيب الإسرائيلي رفض التوقيع على تقرير التشريح بحجة عدم وجود نسخة باللغة العبرية».
وقال وزير الشؤون المدنية في السلطة حسين الشيخ إن «سبب الاستشهاد هو تعرضه للضرب من جنود الاحتلال ولإطلاق قنابل الغاز الكثيف».
وأوضح أن التشريح في مركز أبو ديس الطبي في الضفة الغربية كشف أن أبو عين قضى كذلك نتيجة «منع قوات الاحتلال من وصوله إلى المستشفى في الوقت المناسب لتلقي العلاج».
وبحسب الشيخ، فان التشريح يشكل «دليلاً دامغاً على مسؤولية الاحتلال عن هذه الجريمة ويدحض أي رواية أخرى تحاول وسائل الإعلام الإسرائيلية ترويجها».
أما وزارة الصحة الإسرائيلية فاكدت في بيان أن أبو عين توفي نتيجة «انسداد الشريان التاجي إثر نزف دم تحت اللويحة التصلبية ويمكن أن التغيير في اللويحة قد تسبب عن ضغط نفسي».
وبحسب الوزارة فإن أبو عين عانى من مرض في القلب. وضرب جنود إسرائيليون أبو عين خلال تظاهرة بالقرب من رام الله في الضفة الغربية احتجاجاً على مصادرة أراض فلسطينية لصالح الاستيطان.
واعترض حاجز للجيش الإسرائيلي المتظاهرين وقام بعض الجنود بدفع أبو عين بعنف. وتظهر الصور تدافعاً وبلبلة بينما يبدو في تسجيل فيديو أن قنبلة مسيلة للدموع انفجرت عند قدمي أبو عين الذي بدا بعدها وهو يتنفس بصعوبة كبيرة قبل أن يهوي أرضاً بعد بضع دقائق ممسكا بصدره. من ناحية أخرى، أقر البرلمان الأيرلندي مذكرة غير ملزمة تطالب الحكومة بالاعتراف بدولة فلسطين.
وبذلك يكون النواب الأيرلنديون قد لحقوا بركب نظرائهم الفرنسيين والبريطانيين والإسبان، مسلطين الضوء أكثر على شعور الغضب الأوروبي المتنامي حيال إسرائيل بسبب الشلل الذي تعاني منه مفاوضات السلام بينها وبين الفلسطينيين.