العربية نت - حالة من التوجس والقلق يعيشها المستثمرون في أسواق الأسهم الخليجية وهم يرون أموالهم تتآكل في ظل نزيف وخسائر مستمرة تأكل معها الأخضر واليابس ولا يوقفها أية أخبار إيجابية في حال وجدت.
ومع انهيار أسعار النفط وخسارتها أكثر من 43%، من أعلى مستوياتها وهبوطها لأدنى مستوى منذ أكثر من 5 سنوات، انتقل الانهيار والرعب لأسواق الأسهم التي تواصل خسائرها في ارتباط واضح مع أسواق النفط ما يتمناه أحد ولا كان يرجوه.
وقال محللون إن أسعار النفط هي الفاعل القوي في أسواق الأسهم حالياً، في ظل اعتماد بعض موازنات دول الخليج في جانب كبير منها على إيراداتها من النفط.
المحلل المالي في الرياض كابيتال ياسر بن أحمد قال إن ما يحدث في الأسواق الخليجية أمر متوقع في ظل تراجع أسعار النفط.
وقال بن أحمد إن الارتباط بين سوق السعودية والنفط يكون قويا في حال انخفاض النفط وينفك في حال الارتفاع، وفي حال تتبعنا المرحلة الماضية نلاحظ أنه في نهاية عام 2008، حينما وصل سعر النفط 40 دولاراً هوت الأسهم ووصل مؤشر السوق إلى مستوى 4800 نقطة، ولما ارتفعت الأسعار إلى ما فوق الـ100 دولار لم يرتفع السوق بنفس المستوى. وأكد ياسر بن أحمد أن المستثمر يحتاج إلى إعلان نتائج قوية من قبل الشركات ولاسيما في قطاعي البنوك والبتروكيماويات، حتى تنتهي حالة التوجس التي يعيشها المستثمر، خاصة أن المحرك الأساسي حاليا العامل النفسي.
وحول إمكانية تأثير تراجع النفط على الإنفاق الحكومي قال بن أحمد «أعتقد أن اللجوء إلى قرار الأخذ من الاحتياطيات يرجع لمتخذ القرار، وأرى أنه في حال تبين أن تراجع الأسعار سيستمر على المدى الطويل فإنه لن يتم اللجوء للأخذ من الاحتياطيات، على أن يتم توفيرها لأوقات أشد احتياجاً لها، والحكومة السعودية تنفق منذ عام 2005، حوالي 125 مليار ريال، كنفقات توسعية، كما إن سياسة المملكة تحفظية على سعر النفط وربما يكون سعر النفط حول المستويات، والمملكة حريصة على عدم حصول عجز».