حاوره - وليد صبري:
حذر استشاري جراحة الأنف والأذن والحنجرة د.عبدالرحمن الغريب من «إهمال علاج مشكلة الشخير» مشيراً إلى أنها «تؤدي إلى الإصابة بمتلازمة الاختناق الليلي، ومن ثم الموت الفجائي الذي غالباً ما يحدث أثناء الليل خصوصاً بين الساعة 12 ليلاً والسادسة صباحاً».
وأضاف د.الغريب في حوار لـ«الوطن» أن «الشخير مشكلة صحية واجتماعية، يعاني منها المريض بالشخير وشريك الفراش أو شريك الغرفة»، موضحاً أن «الشخير ربما يكون في البداية مدعاة للضحك والفكاهة، لكن في الحقيقة، يعد الشخير قمة رأس الجليد، أو قمة المشكلة، لمضاعفات صحية خطيرة في المستقبل حال إهمال علاجها».
وعرف د.الغريب الشخير بأنه «الصوت الذي يصدره النائم ويحدث نتيجة ضيق وانحسار في ممرات التنفس، وتختلف درجته من غطيط له صوت هادئ، ويحدث هذا مع غالبية الناس، حيث يكون وضع الرأس بالنسبة للعنق غير مضبوط، وقد يكون للشخير صوت عال يشبه الحشرجة، وهذا النوع قد يكون مصحوباً بتوقف متقطع في التنفس واضطراب النوم».
وذكر أنه «كلما انحسر مجرى التنفس أدى ذلك إلى بذل مجهود أكبر لاستنشاق الهواء وإخراجه بقوة، فينتج عنه صوت الشخير، وقد يكون ذلك شيئاً بسيطاً، ولكن يمكن أن يتطور إلى حالة احتباس، تؤدي إلى الإصابة بمتلازمة الاختناق الليلي».
ورأى أنه «عندما يعلم شريك الفراش أو شريك الغرفة أو أهل المصاب بالشخير حقيقة المرض وأنه مقدمة لمضاعفات صحية خطيرة تؤدي للوفاة، ربما يتوقفون عن الضحك والفكاهة، وتبدأ مهمة البحث عن طريقة علاج سريعة لذلك المرض للتخلص من تلك المشكلة، لأن المشكلة لا تتوقف عند مسألة إزعاج شريك الفراش أو شريك غرفة النوم، لكن المسألة تتطور بدرجة كبيرة وخطيرة إلى الاختناق الليلي».
وضرب د.الغريب مثلاً بمشكلة الاختناق الليلي، واحتباس التنفس وانقطاعه لفترة ما «عندما نتخيل شخصاً نضغط على عنقه وهو تحت الماء لمدة دقيقة أو دقيقتين، ربما يتحمل الأمر، لكن إذا استمرت تلك العملية أكثر من ذلك ربما يموت». وقال إنه «لا يوجد أي مدعاة للاستغراب لأن انقطاع التنفس أثناء النوم أو الاختناق الليلي هو ببساطة عدم مرور الهواء إلى الأجهزة الحيوية، وحدوث نقص الأكسجين، فإذا انقطع الأكسجين، فإن الأعضاء الحيوية في الجسم تعاني من ذلك الانقطاع، ويعاني مريض الاختناق من مشكلة استنشاق الهواء وربما يلجأ إلى استنشاق الهواء من فمه وبعد فترة يغالبه النوم للحظات ثم ترجع المشكلة من جديد».
مراحل النوم
وذكر أن «هناك 4 مراحل أساسية للنوم، المرحلة الأولى تستمر عدة دقائق، ثم المرحلة الثانية وتستمر 20 دقيقة، ثم مرحلة النوم العميق، ثم مرحلة الأحلام أثناء النوم، وهي أقصى مراحل النوم، وبالتالي عندما تحدث عملية تقطع النوم طوال الليل يفتقد المريض لنوم هادئ ومستقر وعميق».
وأشار إلى أنه «كي تحدث عملية إشباع جسدي وعقلي وتجديد لخلايا الجسد ونشاط الجسد والذهن والعقل، لابد أن يمر الإنسان بمراحل النوم العميق، وأثناء النوم العميق تحدث ما يسمى بعلميات الهدم والبناء، من خلال ورشة عمل ضخمة تحدث في الجسم والذهن، حيث يحدث تجديد الذاكرة والهرمونات والمناعة وكل ما له علاقة بالوظائف الحيوية للإنسان، وبالتالي المريض المصاب بالشخير وبالاختناق الليلي يفتقد الشعور بالنوم، وما يترتب عليها من أعراض مختلفة، بل على العكس يعاني من أعراض أخرى تندرج خطورتها في الإرهاق والتعب وعدم التركيز ومروراً بكثرة النسيان والنوم المتقطع والغفوة أثناء العمل، أو خلال مشاهدة التلفزيون، وربما تحدث تلك الغفوة أثناء السياقة، وتلك هي الطامة الكبرى، لأن الجسم يأخذ راحته غصباً عن الشخص، وقت ما يحتاج الجسم للراحة، وعندما يحدث ذلك أثناء السياقة، يتسبب في حوادث طرق مروعة، وكثير من تلك الحوادث السبب فيها اضطرابات النوم».
ودعا الغريب إلى «ضرورة تواصل الجهات المعنية في المملكة من أجل التغلب على مشكلة اضطرابات النوم التي تنتج عن الشخير والاختناق الليلي، والتي تؤدي بدورها إلى حوادث مرورية مروعة»، موضحاً أنه «ليس كل من يتورط في حادث مروري شخص مهمل، لكن ربما يكون هناك معاناة من اضطرابات النوم، وبالتالي تلك المشكلة المرضية لابد أن نستوعبها ونوضحها، خاصة لسائقي السيارات حتى يأخذوا حذرهم من تلك المأساة».
وذكر أن «بعض الدول تشدد على ضرورة إجراء اختبارات النوم قبل منح رخص السياقة لسائقي الشاحنات والحافلات وحتى قائدي الطائرات، لتفادي الحوادث المروعة».
وفي رد على سؤال حول عدد المصابين بالمرض في البحرين، أفاد د.الغريب بأنه «يتردد عليه ما بين 4 إلى 5 حالات يومياً، وربما أكثر من 100 مصاب بالشخير والاختناق الليلي شهرياً».
الاختناق الليلي
وتطرق د.الغريب للحديث عن الاختناق الليلي موضحاً أنها «ابرز مضاعفات الشخير»، مشيراً إلى أنها «ظاهرة صحية خطيرة كثيرة الحدوث، تهدد حياة المريض، فعند انقطاع التنفس أثناء النوم لا يصل الأكسجين لخلايا الجسم، وتختل وظائف الجسم الحيوية بما فيها الدماغ والقلب والرئتين والعضلات، وينتج عن ذلك أعراض صحية من بينها اختلال الدورة الدموية وزيادة نبض القلب والإصابة بالسكتة القلبية وربما السكتة الدماغية، وارتفاع ضغط الدم».
وقال د.الغريب إنه «عندما ينقطع التنفس أثناء النوم، بفضل الله وحده، يعود المريض للحياة مرة أخرى، عن طريق أمر من الدماغ بمعاودة الحياة من جديد، ولكن في أوقات لا يأتي ذلك الأمر من المخ، فيحدث ما يسمى بالموت الفجائي، وهو الوفاة أثناء الليل، ودائماً ما يردد البعض أن فلاناً نام ولم يستيقظ، فربما مات ذلك الشخص بسبب انقطاع التنفس أثناء النوم، وربما يكون العرض المباشر للوفاة السكتة القلبية لكن السبب غير المباشر يكمن في حدوث الموت الفجائي وهو انقطاع التنفس أثناء الليل، وتحدث تلك الظاهرة الخطيرة بين الساعة 12 ليلاً و6 صباحاً».
ووجه د.الغريب رسالة للمجتمع «بضرورة علاج ظاهرة الشخير التي تعد عرضاً من أعراض الاختناق الليلي، وإذا استمر لفترة طويلة، وصاحبه انقطاع التنفس، أثناء النوم، يجب على المريض أن يبحث عن مساعدة طبية سريعة، لأن المضاعفات ربما تقود إلى الموت الفجائي أثناء النوم».
وقال أن «أبرز أعراض الإصابة بمتلازمة الاختناق الليلي تتضمن الشخير والسمنة وزيادة الوزن والإرهاق والتعب وقلة التركيز والانتباه»، لافتاً إلى أن «المتلازمة هي أسوأ مراحل الشخير، وتؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة بشكل خاص على الدورة الدموية والقلب والدماغ ووظائف هرمونات الجسم، وعدم انتظام السكري والضغط وأيضاً مضاعفات سلوكية ونفسية خطيرة حيث يصاب المريض بضعف القدرة الجنسية لأن هرمونات الجسم لا تعمل بشكل صحيح كما يعاني الاكتئاب، إضافة إلى تعرضه لمشاكل اجتماعية منها قلة إنتاجية العمل والشعور بالإرهاق والتعب طوال النهار نتيجة قلة النوم، والتورط في حوادث مرورية خطيرة، وتصل إلى أسوأ مراحلها بالموت المفاجئ».
طرق العلاج
وفي رده على سؤال حول طرق علاج الشخير، أفاد د.الغريب بأن «الجانب المضيء في الأمر أنه رغم خطورة تلك المشكلة إلا أنه بالإمكان العلاج وفقاً للتشخيص وإجراء اختبار النوم، الذي يبين درجة استعداده لتلقي العلاج، فعلى سبيل المثال هناك حالات تستجيب للتدخل الجراحي سواء للأنف أو البلعوم، حسب مستوى الانسداد والاختناق، حيث يتماثل للشفاء بعد أسبوعين، وهناك حالات أخرى لا تستجيب للتدخل الجراحي مثل مرضى السمنة المفرطة، ومن ثم يتم إعطاء المريض معين للتنفس، يضعه بكمامة على الأنف، أثناء النوم لكي يتمتع بنوم هادئ ومريح، وتنتهي المشكلة تماماً، وهناك حالات أخرى تستجيب لتعديل سلوك النوم، بينما هناك فئة من المرضى تحتاج لعلاج ربط المعدة وتقليل الوزن، وهذا يحتاج مشاركة تخصصات جراحية مختلفة، ومن ثم العلاج يحدد بحسب درجة المشكلة وحجمها، لكن القاعدة الرئيسة تكمن في ضرورة ضبط معدل الوزن لأن الزيادة المفرطة من المشاكل الصحية الخطيرة التي تؤدي للشخير والاختناق الليلي والموت المفاجيء».
وفيما يتعلق بمشكلة الشخير والاختناق الليلي عند الأطفال، أوضح د.الغريب أن «تلك المشكلة لا تتطور سريعاً عند الأطفال، وتصل إلى المضاعفات التي يتعرض لها الكبار لكون الأطفال يتمتعون بمرونة في القفص الصدري، ومن ثم يتحمل الطفل انقطاع التنفس لفترات أطول من الكبار».
وذكر أن «الأطفال المصابين بالشخير والاختناق الليلي، يعانون من التقلب المستمر في الفراش إضافة إلى التبول اللاإرادي، وصعوبة الاستيقاظ في الصباح، وقلة التركيز وقلة التحصيل العلمي والدراسي، ويوصف الطفل بالبلادة والسبب في النهاية أن الطفل لا ينام بشكل طبيعي، فيظهر وكأنه منعزل أو منطو على نفسه أو مكتئب، أو ربما يكون عنده فرط نشاط الحركة بسبب تضخم اللوزتين ولحمية البلعوم، ويكون العلاج باستئصالهما حيث يتماثل الطفل للشفاء ويمارس حياته بطريقة طبيعية».
حذر استشاري جراحة الأنف والأذن والحنجرة د.عبدالرحمن الغريب من «إهمال علاج مشكلة الشخير» مشيراً إلى أنها «تؤدي إلى الإصابة بمتلازمة الاختناق الليلي، ومن ثم الموت الفجائي الذي غالباً ما يحدث أثناء الليل خصوصاً بين الساعة 12 ليلاً والسادسة صباحاً».
وأضاف د.الغريب في حوار لـ«الوطن» أن «الشخير مشكلة صحية واجتماعية، يعاني منها المريض بالشخير وشريك الفراش أو شريك الغرفة»، موضحاً أن «الشخير ربما يكون في البداية مدعاة للضحك والفكاهة، لكن في الحقيقة، يعد الشخير قمة رأس الجليد، أو قمة المشكلة، لمضاعفات صحية خطيرة في المستقبل حال إهمال علاجها».
وعرف د.الغريب الشخير بأنه «الصوت الذي يصدره النائم ويحدث نتيجة ضيق وانحسار في ممرات التنفس، وتختلف درجته من غطيط له صوت هادئ، ويحدث هذا مع غالبية الناس، حيث يكون وضع الرأس بالنسبة للعنق غير مضبوط، وقد يكون للشخير صوت عال يشبه الحشرجة، وهذا النوع قد يكون مصحوباً بتوقف متقطع في التنفس واضطراب النوم».
وذكر أنه «كلما انحسر مجرى التنفس أدى ذلك إلى بذل مجهود أكبر لاستنشاق الهواء وإخراجه بقوة، فينتج عنه صوت الشخير، وقد يكون ذلك شيئاً بسيطاً، ولكن يمكن أن يتطور إلى حالة احتباس، تؤدي إلى الإصابة بمتلازمة الاختناق الليلي».
ورأى أنه «عندما يعلم شريك الفراش أو شريك الغرفة أو أهل المصاب بالشخير حقيقة المرض وأنه مقدمة لمضاعفات صحية خطيرة تؤدي للوفاة، ربما يتوقفون عن الضحك والفكاهة، وتبدأ مهمة البحث عن طريقة علاج سريعة لذلك المرض للتخلص من تلك المشكلة، لأن المشكلة لا تتوقف عند مسألة إزعاج شريك الفراش أو شريك غرفة النوم، لكن المسألة تتطور بدرجة كبيرة وخطيرة إلى الاختناق الليلي».
وضرب د.الغريب مثلاً بمشكلة الاختناق الليلي، واحتباس التنفس وانقطاعه لفترة ما «عندما نتخيل شخصاً نضغط على عنقه وهو تحت الماء لمدة دقيقة أو دقيقتين، ربما يتحمل الأمر، لكن إذا استمرت تلك العملية أكثر من ذلك ربما يموت». وقال إنه «لا يوجد أي مدعاة للاستغراب لأن انقطاع التنفس أثناء النوم أو الاختناق الليلي هو ببساطة عدم مرور الهواء إلى الأجهزة الحيوية، وحدوث نقص الأكسجين، فإذا انقطع الأكسجين، فإن الأعضاء الحيوية في الجسم تعاني من ذلك الانقطاع، ويعاني مريض الاختناق من مشكلة استنشاق الهواء وربما يلجأ إلى استنشاق الهواء من فمه وبعد فترة يغالبه النوم للحظات ثم ترجع المشكلة من جديد».
مراحل النوم
وذكر أن «هناك 4 مراحل أساسية للنوم، المرحلة الأولى تستمر عدة دقائق، ثم المرحلة الثانية وتستمر 20 دقيقة، ثم مرحلة النوم العميق، ثم مرحلة الأحلام أثناء النوم، وهي أقصى مراحل النوم، وبالتالي عندما تحدث عملية تقطع النوم طوال الليل يفتقد المريض لنوم هادئ ومستقر وعميق».
وأشار إلى أنه «كي تحدث عملية إشباع جسدي وعقلي وتجديد لخلايا الجسد ونشاط الجسد والذهن والعقل، لابد أن يمر الإنسان بمراحل النوم العميق، وأثناء النوم العميق تحدث ما يسمى بعلميات الهدم والبناء، من خلال ورشة عمل ضخمة تحدث في الجسم والذهن، حيث يحدث تجديد الذاكرة والهرمونات والمناعة وكل ما له علاقة بالوظائف الحيوية للإنسان، وبالتالي المريض المصاب بالشخير وبالاختناق الليلي يفتقد الشعور بالنوم، وما يترتب عليها من أعراض مختلفة، بل على العكس يعاني من أعراض أخرى تندرج خطورتها في الإرهاق والتعب وعدم التركيز ومروراً بكثرة النسيان والنوم المتقطع والغفوة أثناء العمل، أو خلال مشاهدة التلفزيون، وربما تحدث تلك الغفوة أثناء السياقة، وتلك هي الطامة الكبرى، لأن الجسم يأخذ راحته غصباً عن الشخص، وقت ما يحتاج الجسم للراحة، وعندما يحدث ذلك أثناء السياقة، يتسبب في حوادث طرق مروعة، وكثير من تلك الحوادث السبب فيها اضطرابات النوم».
ودعا الغريب إلى «ضرورة تواصل الجهات المعنية في المملكة من أجل التغلب على مشكلة اضطرابات النوم التي تنتج عن الشخير والاختناق الليلي، والتي تؤدي بدورها إلى حوادث مرورية مروعة»، موضحاً أنه «ليس كل من يتورط في حادث مروري شخص مهمل، لكن ربما يكون هناك معاناة من اضطرابات النوم، وبالتالي تلك المشكلة المرضية لابد أن نستوعبها ونوضحها، خاصة لسائقي السيارات حتى يأخذوا حذرهم من تلك المأساة».
وذكر أن «بعض الدول تشدد على ضرورة إجراء اختبارات النوم قبل منح رخص السياقة لسائقي الشاحنات والحافلات وحتى قائدي الطائرات، لتفادي الحوادث المروعة».
وفي رد على سؤال حول عدد المصابين بالمرض في البحرين، أفاد د.الغريب بأنه «يتردد عليه ما بين 4 إلى 5 حالات يومياً، وربما أكثر من 100 مصاب بالشخير والاختناق الليلي شهرياً».
الاختناق الليلي
وتطرق د.الغريب للحديث عن الاختناق الليلي موضحاً أنها «ابرز مضاعفات الشخير»، مشيراً إلى أنها «ظاهرة صحية خطيرة كثيرة الحدوث، تهدد حياة المريض، فعند انقطاع التنفس أثناء النوم لا يصل الأكسجين لخلايا الجسم، وتختل وظائف الجسم الحيوية بما فيها الدماغ والقلب والرئتين والعضلات، وينتج عن ذلك أعراض صحية من بينها اختلال الدورة الدموية وزيادة نبض القلب والإصابة بالسكتة القلبية وربما السكتة الدماغية، وارتفاع ضغط الدم».
وقال د.الغريب إنه «عندما ينقطع التنفس أثناء النوم، بفضل الله وحده، يعود المريض للحياة مرة أخرى، عن طريق أمر من الدماغ بمعاودة الحياة من جديد، ولكن في أوقات لا يأتي ذلك الأمر من المخ، فيحدث ما يسمى بالموت الفجائي، وهو الوفاة أثناء الليل، ودائماً ما يردد البعض أن فلاناً نام ولم يستيقظ، فربما مات ذلك الشخص بسبب انقطاع التنفس أثناء النوم، وربما يكون العرض المباشر للوفاة السكتة القلبية لكن السبب غير المباشر يكمن في حدوث الموت الفجائي وهو انقطاع التنفس أثناء الليل، وتحدث تلك الظاهرة الخطيرة بين الساعة 12 ليلاً و6 صباحاً».
ووجه د.الغريب رسالة للمجتمع «بضرورة علاج ظاهرة الشخير التي تعد عرضاً من أعراض الاختناق الليلي، وإذا استمر لفترة طويلة، وصاحبه انقطاع التنفس، أثناء النوم، يجب على المريض أن يبحث عن مساعدة طبية سريعة، لأن المضاعفات ربما تقود إلى الموت الفجائي أثناء النوم».
وقال أن «أبرز أعراض الإصابة بمتلازمة الاختناق الليلي تتضمن الشخير والسمنة وزيادة الوزن والإرهاق والتعب وقلة التركيز والانتباه»، لافتاً إلى أن «المتلازمة هي أسوأ مراحل الشخير، وتؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة بشكل خاص على الدورة الدموية والقلب والدماغ ووظائف هرمونات الجسم، وعدم انتظام السكري والضغط وأيضاً مضاعفات سلوكية ونفسية خطيرة حيث يصاب المريض بضعف القدرة الجنسية لأن هرمونات الجسم لا تعمل بشكل صحيح كما يعاني الاكتئاب، إضافة إلى تعرضه لمشاكل اجتماعية منها قلة إنتاجية العمل والشعور بالإرهاق والتعب طوال النهار نتيجة قلة النوم، والتورط في حوادث مرورية خطيرة، وتصل إلى أسوأ مراحلها بالموت المفاجئ».
طرق العلاج
وفي رده على سؤال حول طرق علاج الشخير، أفاد د.الغريب بأن «الجانب المضيء في الأمر أنه رغم خطورة تلك المشكلة إلا أنه بالإمكان العلاج وفقاً للتشخيص وإجراء اختبار النوم، الذي يبين درجة استعداده لتلقي العلاج، فعلى سبيل المثال هناك حالات تستجيب للتدخل الجراحي سواء للأنف أو البلعوم، حسب مستوى الانسداد والاختناق، حيث يتماثل للشفاء بعد أسبوعين، وهناك حالات أخرى لا تستجيب للتدخل الجراحي مثل مرضى السمنة المفرطة، ومن ثم يتم إعطاء المريض معين للتنفس، يضعه بكمامة على الأنف، أثناء النوم لكي يتمتع بنوم هادئ ومريح، وتنتهي المشكلة تماماً، وهناك حالات أخرى تستجيب لتعديل سلوك النوم، بينما هناك فئة من المرضى تحتاج لعلاج ربط المعدة وتقليل الوزن، وهذا يحتاج مشاركة تخصصات جراحية مختلفة، ومن ثم العلاج يحدد بحسب درجة المشكلة وحجمها، لكن القاعدة الرئيسة تكمن في ضرورة ضبط معدل الوزن لأن الزيادة المفرطة من المشاكل الصحية الخطيرة التي تؤدي للشخير والاختناق الليلي والموت المفاجيء».
وفيما يتعلق بمشكلة الشخير والاختناق الليلي عند الأطفال، أوضح د.الغريب أن «تلك المشكلة لا تتطور سريعاً عند الأطفال، وتصل إلى المضاعفات التي يتعرض لها الكبار لكون الأطفال يتمتعون بمرونة في القفص الصدري، ومن ثم يتحمل الطفل انقطاع التنفس لفترات أطول من الكبار».
وذكر أن «الأطفال المصابين بالشخير والاختناق الليلي، يعانون من التقلب المستمر في الفراش إضافة إلى التبول اللاإرادي، وصعوبة الاستيقاظ في الصباح، وقلة التركيز وقلة التحصيل العلمي والدراسي، ويوصف الطفل بالبلادة والسبب في النهاية أن الطفل لا ينام بشكل طبيعي، فيظهر وكأنه منعزل أو منطو على نفسه أو مكتئب، أو ربما يكون عنده فرط نشاط الحركة بسبب تضخم اللوزتين ولحمية البلعوم، ويكون العلاج باستئصالهما حيث يتماثل الطفل للشفاء ويمارس حياته بطريقة طبيعية».