كتب ـ حسين التتان:
تلفزيون الواقع نوع من البرامج التلفزيونية تجمع أفراد من عامة الناس في مكان محدد وبيئة بعينها، وتسجل تصرفاتهم وردود أفعالهم الطبيعية مع عدم وجود نص مكتوب «سيناريو» لما يصدر عنهم من أفعال وأقوال، وعرضه مباشرة على المشاهدين، وتتنوع برامج تلفزيون الواقع وتتعدد منها الأخ الأكبر وستار أكاديمي والوادي وسواها.
في استطلاعنا لآراء الشارع البحريني حول تلفزيون الواقع تباينت ردود الأفعال، رغم أن غالبية الآراء وجدت البرنامج سخيفاً، وينطوي على وقاحة مجتمعية لا تتناسب وتقاليد المجتمع المحافظة.
وقاحة مجتمعية
ترى منى منصور في تلفزيون الواقع «وقاحة مجتمعية» لا أكثر ولا أقل، وتقول «بما أن هذه السلوكيات الشاذة سادت في فترة من الفترات، عندما كانت جديدة وغريبة، وأسهمها مرتفعة بين الشباب العربي، لكن اليوم وبعد أن اتضحت الصورة جلياً، بدأ العرب ينسحبون من مشاهدة تلفزيون الواقع، لأنهم اكتشفوا أن هذا النوع الرخيص من البرامج لا يمكن أن يناسب مجتمعاً يملك ثقافة أسمى من ثقافة أبناء الشوارع».
ولا يختلف أبو غيداء عن رأي منى ويضيف «تلفزيون الواقع فكرة غربية محضة، بل هي فكرة شيطانية في أساسها وشكلها، وبما أن المجتمع البحريني محافظ ورزين، لم يعد يهتم بهذا التلفزيون السخيف، بل أن الكثير من مشاهديه أبدوا تأسفهم اليوم على الأوقات قضوها على برامج هابطة مثل ستار أكاديمي والوادي».
أم محمد علي تشير إلى أنها لا تتابع تلفزيون الواقع، بل لا علم لها بما يجري في هذا التلفزيون، لكنها تعتقد أن تلفزيون الواقع أثبت فشله، ولم يستطع الصمود في وجه الحالة محافظة تحصن مجتمع البحرين وتضيف «لا نجد اليوم قنوات كانت تُبشر بمثل هذه البرامج الهابطة تعيدها من جديد، وهذا يعني باختصار أن المواطن العربي أكبر من تلفزيون الواقع».
ويرجع مصطفى إبراهيـــم تقلـــص مشاهدة تلفزيون الواقع في العالم العربي، إلى طبيعة المرحلة التي يمر بها الوطن العربي من تغيرات سياسية كبيرة «الأحداث السياسية سحب الأضواء من هذه البرامج، ومن هنا نجد أن القائمين على تلفزيون الواقع لا يغامرون في إحيائها من جديد، أو استبدالها ببرامج المسابقات الغنائية واكتشاف المواهب».
ليس من الفضاء
وترى خديجة حسن أن برامج الواقع غير واقعية، ولا تناسب عادات مجتمع البحرين وتقاليده «من هنا كان الرهان على نجاحها على المدى البعيد فاشل».
وتقول «حين كنا في فترة من الفترات نتابع تلفزيون الواقع، كنا نتابعه من باب الفضول واكتشاف الجديد، لكن بعد أن اتضحت الصورة وزاد وعي الناس بما يجري حولهم من قضايا مصيرية مهمة، بدأوا يتفرقون من أمام شاشات تلفزيون الواقع، على أساس أن هناك أشياء أكثر أهمية تستحق المتابعة».
علي ميرزا يقول إن تلفزيون الواقع ورغم مستواه الهابط «إلا أنه تلفزيون واقعي، شئنا أم أبينا، ما نشاهده من برامج يعيشه الشباب العربي واقعاً، تلفزيون الواقع لم يفتر على أحد، ولم يأت بمخلوقات فضائية أو مخترعة، بل بشخصيات من واقعنا العربي المعاش».
ويضيف «هذه النماذج موجودة في كل مجتمع وأسرة، عرضها تلفزيون الواقع بطريقة صادقة وغير مفبركة، فبان من خلالها مستوى تفكير الفرد العربي، وما قلص هذه البرامج ومشاهديها في البحرين وغيرها هو المنعطفات السياسية التي سرقت الأضواء من تلفزيون الواقع».