عواصم - (وكالات): كشفت مصادر مقربة من «حزب الله» الشيعي اللبناني عن مفاوضات جرت بين الحزب وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش»، استطاع الحزب جراءها استرجاع جثث اثنين من مقاتليه سقطا داخل سوريا في معارك مع التنظيم، فيما قال مسؤولون إن مقاتلي التنظيم دخلوا بلدة الوفاء في محافظة الأنبار غرب العراق وقتلوا 19 شرطياً وحاصروا آخرين داخل مقرهم في أحدث هجوم بالمنطقة التي يسيطر التنظيم على مساحات كبيرة من أراضيها، كما شن هجوماً واسعاً في منطقة جبل سنجار شمال البلاد، قبل أن يتمكن من إسقاط مروحية عسكرية عراقية قرب سامراء شمال بغداد.
وفي الوقت الذي مازالت فيه قضية العسكريين اللبنانيين المحتجزين لدى «جبهة النصرة» وتنظيم «داعش» تخضع لعمليات ابتزاز من قبل المسلحين المتطرفين، وتجري المفاوضات فيها على حد السكين، خاصة بعد إعدام العسكري علي البزال الأسبوع الماضي، كشفت مصادر من داخل «حزب الله» عن مفاوضات جرت بين الحزب والتنظيم المتطرف بسوريا، استطاع الحزب جراءها استرجاع جثث اثنين من مقاتليه سقطا داخل سوريا في معارك مع هذا التنظيم.
وجرى اتفاق التبادل بعد عملية مشابهة حصلت قبل أسبوع بين الحزب و»جبهة النصرة» ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، وانتهت بنجاح الحزب في إطلاق سراح أحد مقاتليه، وهو عماد عياد، مقابل إطلاق الحزب لاثنين من قيادات «النصرة» الذين أسرهم الحزب في عملية عسكرية أمنية لتعزيز عملية التفاوض. جاء ذلك بالتزامن مع قيام «جبهة النصرة» بذبح العسكري علي البزال على خلفية اعتقال زوجة القيادي في «النصرة»، أبو علي الشيشاني. ومن المتوقع أن تثير عملية التبادل بين حزب الله و«داعش» موجة جديدة من الجدل السياسي حول موضوع العسكريين المحتجزين من الجيش والقوى الأمنية اللبنانية الرسمية، خاصة في ظل الإرباك المسيطر داخل الحكومة اللبنانية وخلية الأزمة التي شكلتها للتعامل مع هذه القضية. وستضاف البلبلة الجديدة، التي ستنتج عن استرجاع «حزب الله» لجثث مقاتليه، إلى الجدل الذي حصل بعد عملية التبادل الأخيرة بين «جبهة النصرة» والحزب.
وتأتي عملية التبادل في أجواء لبنانية داخلية تتهم «حزب الله» بعرقلة المساعي التي تبذلها الحكومة لحل أزمة العسكريين من خلال الشروط التي يضعها على عملية التبادل أو المقايضة التي يطالب بها المسلحون، خاصة ما يتعلق بالمطالب التي يضعها المسلحون بالحصول على مواد غذائية وتموينية ومحروقات تساعدهم على الصمود في مناطق حصارهم في مرتفعات جبال القلمون السوري المحاذي للحدود اللبنانية.
من ناحية أخرى، قال وزير الخارجية البريطاني مايكل فالون لصحيفة «ديلي تلجراف» البريطانية إن بلاده سترسل مئات الجنود إلى العراق لتدريب القوات العراقية والكردية في محاولة لإعطاء دفعة للمعركة ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.
وقتل مسلحو الدولة الإسلامية 19 شرطياً في بلدة الوفاء غرب العراق بينما يواصل التنظيم الاستيلاء على أراض بالمنطقة على الرغم من الضربات الجوية.
في سياق متصل، أوضح مسؤول كبير في وزارة الدفاع العراقية أن تنظيم الدولة أسقط بصاروخ محمول على الكتف مروحية عسكرية خارج مدينة سامراء، مما أدى إلى مقتل طيارين كانا على متنها، وكان مقاتلو التنظيم قد أسقطوا في الأشهر الأخيرة مروحيتين عسكريتين للجيش العراقي قرب مدينة بيجي شمال بغداد.
وقالت تقارير إن مقاتلي التنظيم المتطرف شنوا هجوماً مكثفاً على منطقة كابار غرب مدينة سنجار شمال العراق.