عواصم - (وكالات): سيطرت «جبهة النصرة» الفرع السوري لتنظيم القاعدة، وحلفاء إسلاميون لها خلال ساعات على معسكرين لقوات الرئيس بشار الأسد في ريف إدلب شمال غرب البلاد، بعد عامين من المحاولات المستمرة من قبل كتائب معارضة، فيما يشكل ضربة لمحاولات الجيش التقدم شمالاً، وتهديداً لمدينة إدلب الخاضعة لسيطرته. ويقع معسكر وادي الضيف شرق مدينة معرة النعمان الاستراتيجية التي استولى عليها مقاتلو المعارضة في أكتوبر 2012، بينما يقع معسكر الحامدية المحاذي لقرية الحامدية جنوب المدينة على طريق دمشق حلب. وتسبب سقوط معرة النعمان بقطع طريق أساسي للإمداد بين دمشق وحلب على القوات النظامية. ومنذ ذلك الوقت، حاولت القوات النظامية مراراً استعادة المدينة، فيما سعت مجموعات من المعارضة المسلحة على مدى عامين إلى إسقاط المعسكرين، من دون أن تنجح في ذلك. ويرى خبراء أن سقوط المعسكرين سيصعب على القوات النظامية استعادة معرة النعمان والتقدم نحو الشمال السوري من وسط البلاد وتحديداً حماه، بينما ستفسح السيطرة عليهما الطريق أمام جبهة النصرة، لتوسيع نفوذها في المنطقة التي تفرض سيطرتها عليها تدريجياً منذ أسابيع.
وقال الخبراء إن خسارة المعسكرين الاستراتيجيين قد تعبد الطريق أمام جبهة النصرة والكتائب الإسلامية الأخرى للتقدم نحو مدينة إدلب، وهي المدينة الوحيدة المتبقية تحت سيطرة النظام في المحافظة، أو حتى حماه جنوباً. من ناحية أخرى، أعرب وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي عن دعمهم خطة اقترحتها الأمم المتحدة تهدف إلى إقامة مناطق وقف إطلاق نار في سوريا، خاصة حلب. وقد اقترح موفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا في أكتوبر الماضي إقامة مناطق وقف إطلاق النار للسماح بتوزيع المساعدة الإنسانية في البلاد. واعتبر حينها أن حلب المقسومة بين مناطق موالية للنظام وأخرى للمعارضة منذ يوليو 2012 يمكن أن تكون «مرشحة» لإقامة منطقة كهذه. ومنذ ذلك الحين تفاوض في هذا الصدد مع النظام وممثلين عن المعارضة. من جهة ثانية، وصل رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي إلى إيران. ويرافق الحلقي عدة وزراء في الزيارة التي لم تحدد مدتها. وسيلتقي الحلقي النائب الأول للرئيس الإيراني إسحق جهانغيري، لبحث «الوضع في المنطقة والعلاقات الثنائية». وتأتي هذه الزيارة بعد أسبوع على زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي أكد أن طهران تدعم مبادرة روسيا لاستئناف المفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة المسلحة. وبحسب مسؤول روسي فإن موسكو تمكنت من الحصول على موافقة الأطراف على استئناف المفاوضات بدون شروط مسبقة، لكن لم يتم تحديد موعد بعد لذلك. وتقدم إيران مساعدة عسكرية تتخذ شكل إرسال مستشارين، للقوات النظامية التي تقاتل المعارضة المسلحة والمجموعات الجهادية في سوريا. وتدعم إيران الاقتصاد السوري الذي يرزح تحت وطأة حظر دولي.