بيشاور - (وكالات): اقتحمت مجموعة من مقاتلي حركة طالبان صباح أمس مدرسة يديرها الجيش في بيشاور ما أدى إلى سقوط 141 قتيلاً و182 جريحاً غالبيتهم من التلاميذ في إحدى الهجمات الأكثر دموية في البلاد في السنوات العشر الماضية. وأعلنت «طالبان» مسؤوليتها عن الهجوم مؤكدة أنها أرادت الثأر لمقاتليها الذين قتلوا في الهجوم العسكري الباكستاني الذي أطلق ضدها في المنطقة في يونيو الماضي. وهذا الهجوم هو أحد الهجومات الأكثر دموية التي شهدتها باكستان في السنوات العشر الماضية ويترك أثراً نفسياً كبيراً لأن حركة طالبان الباكستانية القريبة من تنظيم القاعدة استهدفت هذه المرة أولاد الجنود الذين يقاتلونها. وبدأ الهجوم صباح أمس حين دخل 6 عناصر من طالبان يرتدون بزات عسكرية المدرسة الواقعة في ضواحي المدينة على تخوم المناطق القبلية كما أفادت مصادر متطابقة. وكان في المدرسة نحو 500 تلميذ تتراوح أعمارهم بين 10 و 20 عاماً. وقال شهود في بيشاور، كبرى مدن شمال غرب باكستان، إن انفجاراً قوياً هز المدرسة الرسمية للجيش وإن مسلحين دخلوا من صف إلى آخر وأطلقوا النار على التلاميذ. وأعلن وزيران محليان أن الحصيلة ارتفعت إلى 130 قتيلاً. وغالبية القتلى من التلاميذ وقد قتلوا برصاصة في الرأس كما أوضح وزير الإعلام في إقليم خيبر بختونخوا، وعاصمته بيشاور المحلي مشتاق غني. من جهته أعلن الجيش أنه يتقدم على الأرض وقال إن 5 من المهاجمين الستة قتلوا وأنه قام «بتطهير» المبنى. وقال مسؤول عسكري محلي إن «القوات العسكرية أغلقت المنطقة وقامت بملاحقة المهاجمين المتمردين». وأضاف أنه «تم إجلاء العديد من التلاميذ والأساتذة». وندد رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف بهذه «المأساة الوطنية» التي ارتكبها «وحوش» وقرر التوجه إلى مكان وقوعها للإشراف بنفسه على العملية وهو أمر نادر في بلد اعتاد على الهجمات التي تشنها طالبان.
وأضاف «هؤلاء الأطفال هم أولادي، البلاد في حداد وأنا في حداد». وقال أحد العاملين في المدرسة إن بعض التلاميذ كانوا يقيمون حفلة حين بدأ الهجوم.
وأضاف «رأيت 7 أشخاص ينتقلون من صف إلى آخر ويطلقون النار على الأطفال».
والمدرسة الرسمية للجيش هي ضمن نظام مدارس وثانويات تابعة للمؤسسة العسكرية التي تدير 146 مدرسة في مختلف أنحاء البلاد مخصصة لأولاد العسكريين ومدنيين. وقال الناطق باسم طالبان محمد خراساني «لقد أرسلنا 6 رجال لشن هذا الهجوم بينهم قناصة وانتحاريون». وأضاف أن هذا الهجوم يأتي رداً على حملة الجيش «وموجة الاغتيالات التي استهدفت عناصر طالبان وترهيب عائلاتهم».