دبي - (العربية نت): اندلعت حرب كلامية في إيران بين آية الله محمد خامنئي، الشقيق الأكبر للمرشد الأعلى أية الله علي خامنئي، ورئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني آية الله علي أكبر هاشمي رفسنجاني، بعد أن اتهم خامنئي رفسنجاني بـ «السعي لتسلم قيادة إيران وخلافة المرشد وإقامة علاقات سرية مع أمريكا».
وأصدر مكتب رفسنجاني، بياناً وصف فيه تصريحات محمد خامنئي، بأنها «سخيفة» وتنم عن «حقد دفين»، مضيفاً أن «ادعاءات خامنئي لا تليق بمقام أي شخصية من شخصيات نظام الجمهورية الإسلامية في إيران».
وكشف خامنئي في حوار مع جريدة «رمز عبور» عما سماها «محاولات رفسنجاني لكسب المزيد من السلطة في النظام»، كما تحدث عن وثائق يمتلكها تثبت صحة كلامه، قائلاً إنه «سينشر تلك الوثائق إن اقتضى الأمر».
ورداً على اتهام خامنئي لرفسنجاني بإقامة علاقات سرية مع أمريكا منذ قضية «إيران غيت»، وسفر «ماك فارلين» إلى إيران، أوضح البيان أن «هناك تناقضات واضحة في هذا الادعاء».
وكان محمد خامنئي شقيق المرشد الأعلى، قد قال إن «علاقة رفسنجاني بالأمريكيين بدأت مع قضية «ماك فارلين» أو فضيحة «إيران غيت» الشهيرة»، التي عقدت بموجبها إدارة الرئيس الأمريكي رونالد ريغان اتفاقاً مع إيران لتزويدها بأسلحة متطورة أثناء حربها مع العراق في بدايات الثمانينيات وذلك لقاء إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين في لبنان».
واتهم البيان الصادر عن رفسنجاني، شقيق خامنئي بـ»استغلال صلة قرابته مع المرشد الأعلى»، وذكر أنه «من المفترض على أشخاص أمثال محمد خامنئي أن يترفع عن الحقد الدفين ضد آية الله رفسنجاني الذي كان مؤيداً من قبل الإمام الخميني».
وأضاف البيان «لكن يبدو أن هذا الحقد ضد رفسنجاني عميق إلى درجة أنه طال حتى الإمام الخميني وأفكاره، حيث اتهم محمد خامنئي الثورة بأنها مشروع أمريكي من الأساس».
وكان محمد خامنئي قد أكد في تصريحاته أن «أمريكا في البداية كانت تعول على منظمة مجاهدي خلق والرئيس أبوالحسن بني صدر لإقامة علاقات مع مجموعات سياسية داخل إيران، الأمر الذي باء بالفشل، كما فقدت أمريكا الأمل من آية الله بهشتي ومن ثم صارت تبحث عن جهات وشخصيات أخرى، ثم ارتبط برفسنجاني منذ قضية إيران غيت»، على حد قوله. وأكد خامنئي أن «علاقة رفسنجاني والإصلاحيين مع الأمريكيين ما زالت مستمرة»، وقال إن «قضية علاقة رفسنجاني بالبيت الأبيض لم تكن مجرد علاقة عابرة ما بين رئيس أمريكي ومسؤولين إيرانيين في قضية «إيران غيت»، بل تأتي في إطار السياسة الأمريكية للتوغل في إيران»، على حد تعبيره.
ووصف البيان اتهام خامنئي لرفسنجاني بـ»السعي لتسلم قيادة الجمهورية الإسلامية والمنافسة على منصب المرشد الأعلى منذ أن كان رئيساً للجمهورية» بأنها «قصص خيالية».
ووفقاً لنص البيان، فإن علي خامنئي عندما كان رئيساً للجمهورية قال للمرشد الأعلى الأول آنذاك الإمام الخميني، إنه «ليس هناك شخص أجدر من رفسنجاني لتسلم منصب رئاسة الجمهورية».
وكان شقيق المرشد قد اعتبر «مشروع البقاء في الرئاسة مدى الحياة، مقدمة لحلمه القديم لتسلم زمام الجمهورية الإسلامية بعد وفاة الخميني». يذكر أن محمد خامنئي يبلغ من العمر 79 عاماً يرأس حالياً معهد «إيران شناسي» ومؤسسة «حكمة صدرا» الفلسفية، وهو نائب برلماني سابق وكاتب وباحث ومختص في الفلسفة الفارسية ما قبل الإسلام. كما أنه ساهم في صياغة الدستور الإيراني، وشغل سابقاً منصب قاض في محكمة الثورة الإيرانية وكان عضواً بمجلس خبراء القيادة.
وفي سبتمبر الماضي، أثير جدل واسع في إيران وتصاعدت وتيرة التكهنات حول من سيخلف المرشد الأعلى علي خامنئي، وذلك بعد أن تدهورت صحته وساد الاعتقاد بأنه قد يفارق الحياة في أية لحظة، بعد نشر صور لأول مرة، ويظهر فيها خامنئي على سرير العلاج في أحد المستشفيات الإيرانية.
وأشارت التكهنات إلى أن آية الله هاشمي رفسنجاني البالغ من العمر 80 عاماً، هو أقوى المرشحين لخلافة خامنئي كمرشد أعلى للثورة الإيرانية، حيث إنه تولى منصب رئاسة الجمهورية مرتين سابقاً، كما تولى منصب رئيس مجلس الخبراء لعدة سنوات في السابق، كما أنه أحد أشهر السياسيين الإيرانيين محلياً وعالمياً وأكثرهم خبرة وحنكة.