قال الخليفة الراشد سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه «احرص على الموت، توهب لك الحياة، وإذا استشرت فاصدق الحديث، تصدق المشورة، ولا تخزن عن المشير خبرك فتؤتى من قبل نفسك، وإذا فاتك خير فأدركه، وإن أدركك فاسبقه، وأربع من كن فيه كان من خيار عباد الله، من فرح بالتائب، واستغفر للمذنب، ودعا المدبر، وأعان المحسن، وأكيس الكيس التقوى، وأحمق الحمق الفجور، وأصدق الصدق الأمانة، وأكذب الكذب الخيانة. إن الله سبحانه وتعالى قرن وعده بوعيده، ليكون العبد راغباً راهباً، وكل من لم يهده الله ضالٌ، وكل من لم يعافه الله مبتلى، وكل من لم يعنه الله مخذول، فمن هدى الله كان مهتدياً، ومن أضله الله كان ضالاً، فسبحانه يرى من باطنك ما يرى من ظاهرك، وحقٌ لميزان يوضع فيه الحق أن يكون ثقيلاً، وحق لميزان يوضع فيه الباطل أن يكون خفيفاً، ولا خير في خير بعده نار، ولا شر في شر بعده الجنة، فلا يكونن قولك لغواً في عفو ولا عقوبة، والموت أهون مما بعده، وأشد مما قبله».