بقلم - الشيخ زياد السعدون:
من أهم أسباب تدمير الحياة الزوجية، الشك، فإذا ابتليت المرأة برجل شكاك، يحمل كل كلمة أو حركة أو سكنة على المحمل السيئ، وله خيال واسع في تحليل الأمور وربطها ببعضها على أسوأ صورة، فعندها تتحول الحياة إلى جحيم لا يطاق، فالشكاك يدمر حياته وحياة زوجته، بطريقة لا يعرف المصلحون طريقاً ولا منفذاً لإصلاحها، وإعادة الدفء إليها، والأسباب التي تجعل الرجل يصاب بداء الشك كثيرة متعددة، أبرزها، النشأة، فالذي تربى في بيت انعدمت فيه الثقة، الكل يتهم الكل، والكل يشك في الكل، فقد تربى على أن الشك والريبة هي الأصل في حياتنا الزوجية، وإذا قيل له «أنت شكاك»، سيجيبك أنه «غيور وليس بشكاك»، وفي حقيقة الأمر، هناك فرق بين الشك والغيرة، فالغيرة المحمودة التي بينها النبي صلى الله عليه وسلم هي التي تكون عن ريبة أي عن وقائع وأدلة، وأما الغيرة المذمومة فهي الشك من دون أساس يبنى عليه، ومن الأسباب أيضاً، إقامة علاقة محرمة مع امرأة متزوجة أو الاطلاع على علاقات بين رجال ونساء متزوجات، فيوهمه الشيطان أن كل النساء هكذا، وأن كل امرأة متهمة حتى لو ثبتت براءتها، ومن الأسباب المهمة أيضاً، أن بعض النساء قد يكن هن السبب في دفع أزواجهن إلى الشك في تصرفاتهن، التي يمكن وصفها بالحمق، أو الطيش، أو العناد، مثلاً، غضب الزوجة الشديد إذا أمسك زوجها بهاتفها، فتثور ثورة كأن السماء انطبقت على الأرض، فعندما يرى الزوج رد الفعل هذا، وربما يقول في نفسه «أكيد في شيء تخفيه، وخايفة لا أطلع عليه» وقس على ذلك أمثلة كثيرة، ويمكن علاج الشك بزيادة الإيمان والالتزام بالحدود الشرعية، كعدم مخالطة الرجال، والاستئذان وعدم التصرف الذي يثير شبهة، والتعامل بشفافية بين الرجل والمرأة، كل ذلك يزرع الثقة المتبادلة بين الزوجين، ويبعد الشك من قلب الرجل وعقله.