قال سفير المملكة المتحدة لدى مملكة البحرين إيان لينزي إننا «نشعر بقلق من التدخلات التي تقوم بها بعض الدول في البحرين»، مشيراً إلى أن «حكومة البحرين من حقها أن تقرر مستقبلها»، قبل أن «يثني على إجراء الانتخابات النيابية والبلدية في البحرين»، واصفاً مقاطعة المعارضة للاستحقاق الانتخابي بـ «المحبط».
وأضاف لينزي أن «العلاقات بين المملكة المتحدة ومملكة البحرين قوية وممتدة وطويلة الأمد وترجع إلى ما يقرب من مائتي عام، فالعلاقات الثنائية في حالة جيدة للغاية والتعاون والدعم المتبادل بيننا يظهر في مجالات التعليم، والدفاع، والتجارة، وهنا في البحرين تظهر في الدعم القوي لجهود الإصلاح والحوار والمصالحة».
وتابع لينزي «لقد احتفلنا بصداقتنا وتعاوننا خلال أسبوع بريطانيا العظمى هذا العام، هذا الأسبوع الذي سعدت وتشرفت بإقامته تحت رعاية حضرة صاحب الجلالة الملك، ولقي دعما كبيراً من المجتمع البحريني ومن الجاليات المختلفة».
وقال إنه «على الصعيد السياسي، المملكة المتحدة مستمرة في دعم وتقديم المساعدة لبرامج الإصلاح لحكومة البحرين في المجال القضائي، ومجال حقوق الإنسان، ونحن نقر بأن برامج الإصلاح الشاملة والمستمرة تحتاج إلى وقت، ونشجع الحكومة كصديق وحليف مقرب، في أن تقوم بالبناء على الخطوات التي تم اتخاذها في هذا المجال».
وفيما يتعلق بالتعاون الدفاعي بين البلدين، أفاد لينزي بأن «العمل جار حالياً، حيث تعمل البحرية البريطانية على تأسيس موطئ قدم دائم لها في البحرين»، مشيراً إلى أنه «في الأعوام الأخيرة، توسعت العلاقات الاقتصادية بشكل كبير، حيث تظل البحرين سوقاً مهماً للشركات البريطانية التي تهدف إلى التوسع في الخليج، وفي الحقيقة، فإن السوق البحريني هو السوق الأكثر نمواً للصادرات البريطانية في الخليج، بزيادة بلغت 28% في عام 2012، وهناك فروع لـ 95 شركة بريطانية، و363 شركة بحرينية بشركاء بريطانيين، وأكثر من 500 وكيل تجاري بريطاني نشط في البحرين، وعلى الجانب الآخر، فالصادرات البحرينية للمملكة المتحدة زادت بنسبة 54% في عام 2012».
وقال إنه «برغم الصعوبات في العاميين الماضيين، فإن البحرين تظل محطة تجارية هامة وأحد أبرز المراكز التجارية الهامة في المنطقة، فمصرف البحرين المركزي يمتلك سمعة دولية كبيرة، ومشهود له بالكفاءة المالية العالية، وتشريعاته غير المقيدة والقوية في نفس الوقت، تحظى باحترام كبير إقليمياً ودولياً. وكمقر للمؤتمر السنوي للصيرفة الإسلامية، وللمحاسبة الإسلامية، وبوجود عدد كبير من شركات المحاسبة والتدقيق بحسب الشريعة الإسلامية، فإنه من الطبيعي أن تكون البحرين من مراكز الصيرفة الإسلامية المطابقة للشريعة الإسلامية، إضافةً إلى ذلك فإن البحرين تصنف كأحد أكثر الأسواق حرية في المنطقة، وذلك بسبب نظامها الضريبي، وبسبب توافر القوى العاملة المحلية، لكل هذه الأسباب، فإن البحرين تجتذب عدداً كبيراً من المؤسسات المصرفية البريطانية، لذلك نجد أهم البنوك الأجنبية في البحرين وهما بنك «اتش اس بي سي» و»ستاندر تشاردر بنك».
وأعرب سفير المملكة المتحدة عن «سعادته بوجود عدد من الشركات البريطانية وفتح مقرات لها في البحرين خلال السنة المالية الماضية. وبالتحديد شركتي «أوردانس»، و»لونغافون». وفي الأسابيع القليلة القادمة سوف تقوم شركة «بي إيه سيتيمز» بإعادة افتتاح مكتبها في البحرين، والاستثمار الذي تقوم به هذه الشركات، وشركة «رولز رويز إيرو» التي قامت بتجديد عقد صيانتها لطائرات شركة طيران الخليج، وجهاز المساحة البريطاني الذي وقع اتفاقية مع جهاز المساحة العقاري البحريني، كل هذا يبرز المملكة المتحدة كشريك قوي للبحرين في قطاع الأعمال».
وشدد لينزي على أن «الموقف البريطاني تجاه الأزمة في البحرين يأتي من تفهم أفضل للحقائق على الأرض بما فيها التدخل الأجنبي في البحرين».
وأوضح أن «علاقتنا مع البحرين علاقة قوية للغاية، ومهمة للطرفين، لا تتوقف على المصالح فقط، بل تمتد لما هو أبعد من ذلك، فهناك العديد من القواسم المشتركة بيننا، والعلاقات بين العائلتين المالكتين قوية للغاية، وكان هذا جلياً في زيارتي دوق يورك والأمير تشارلز هذا العام».
وأشار إلى أن «معظم البريطانيين الذين أقابلهم هنا، عاشوا لفترة من الوقت في دول أخرى بالمنطقة، لكنهم يشعرون في البحرين بأنهم مرحب بهم، كأنهم في بيتهم، والبحرينيون يصفون لندن بأنها «بيتهم الثاني»، كما إن البحرينيين يدرسون ويعملون ويقضون عطلاتهم في بريطانيا».
وفيما يتعلق بالانتخابات النيابية والبلدية في البحرين، أعرب سفير المملكة المتحدة عن «ترحيبه بإجراء الاستحقاق»، مضيفاً أنه من «المحبط مقاطعة المعارضة لهذه الانتخابات، وعلى الرغم من التقارير المقلقة حول عمليات الترهيب للناخبين والمرشحين، إلا أن نسبة المشاركة جاءت مشجعة».
وأثنى لينزي على «المشاركة الواسعة لمرشحين مختلفين، وبانتخاب سيدات»، لافتاً إلى أن «المملكة المتحدة تتمنى للبرلمان المقبل كل النجاح خلال السنوات الأربع المقبلة، ومن المهم أن ينجز دوره الدستوري، وأن يقوم بتمثيل جميع شرائح المجتمع البحريني، وأن يدعم برنامج إصلاح مكثف».
وختم لينزي حديثه بالقول «تحتفل البحرين بعيدها الوطني الثالث والأربعين، لدى البحرين كل الحق أن تفتخر بإنجازاتها في تلك الفترة، وتحديداً تلك التي تحققت تحت قيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والمملكة المتحدة فخورة بعلاقاتها الوثيقة بالبحرين، وأتمنى لكل البحرينيين يوماً وطنياً سعيداً».