كشفت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة عن مساهمة القطاع الخاص في الارتقاء بالثقافة في البحرين، بـ 35 مليون دينار دعما للاستثمار في الثقافة، أثمرت العديد من الانجازات.
وأكدت الشيخة مي - خلال مؤتمر صحافي أمس بمتحف البحرين الوطني - مشاركة البحرين في (معرض إكسبو 2015 ميلانو إيطاليا)، بجناح خاص يعكس التراث الثقافي الزراعي في المملكة، يتكون من 10 حدائق فاكهة.
وفي ردها على سؤال وكالة أنباء البحرين (بنا) قالت الشيخة مي إن البحرين غنية بتراثها ومواردها وبتاريخها الضارب في القدم الذي يعود لخمسة آلاف سنة، ولدى البحرين الكثير الذي تقدمه للعالم وتتميز عن الدول في محيطها بالكثير من عناصر الجذب السياحي والثقافي، وهناك إمكانية كبيرة في الاستفادة من هذا المعرض الذي يجذب حوالي 20 مليون زائر ويستمر لستة أشهر، مؤكدة بأن السياحة تمثل معين لا ينضب بل يتجدد من فترة لأخرى.
وأضافت الشيخة مي أن مشاركة مملكة البحرين في (إكسبو ميلانو 2015) بجناح وطني تم بناؤه خصيصاً لهذا الحدث يحمل عنوان (آثار خضراء) تهدف فكرته إلى الترويج للثقافة والتراث الزراعي الفريد الذي تتميز بها البحرين، بالإضافة إلى التوعية بأهمية الممارسات التنموية المستدامة، مؤكدة أن هذه المشاركة تمثل أكبر مشاركة للمملكة في محفل عالمي، مضيفة «يسرني أن تكون البحرين حاضرة بقوة في هذا المعرض المرموق المزمع إقامته العام المقبل على مدى ستة أشهر، فهو يوفر فرصة رائعة لفتح نافذة يطل منها العالم على تراث بلادنا والترويج لها سياحياً، كما يتيح الفرصة لنا لدراسة بيئتنا بتعمق أكثر، وانطلاقاً من كوننا مواطنين من هذا العالم، يتعين علينا التعرف أكثر على البيئة المحيطة بنا والعمل على حماية كوكبنا».
ودعت الشيخة مي، خلال المؤتمر الصحفي، الشركات والبنوك إلى رعاية الفعاليات المصاحبة للمعرض بإيطاليا، مشيدة بدور القطاع الخاص في الارتقاء بالثقافة في البحرين.
بدوره شكر السفير الإيطالي بمملكة البحرين البيرتو فيكي، الشيخة مي لدورها في إثراء العلاقات الثنائية بين إيطاليا والبحرين، مشيراً إلى أن جناح مملكة البحرين في إكسبو ميلانو 2015 يعتبر واحداً من أكثر الأجنحة جمالاً، ومن المأمول أن يعكس الجناح جوهر الإكسبو الذي يعنى بإبراز تراث البلاد المشاركة وقدراتها الاقتصادية والسياحية.
من جانبها أوضحت مستشارة السياحة د.هبة عبد العزيز أن البحرين ركزت في جناحها على التراث الزراعي الذي لا ينفصل عن عملية صناعة السياحة، مشيرة إلى أن الجناح في الإكسبو سيكون مساحة للقاء رجال الأعمال البحرينيين بنظرائهم الإيطاليين والآخرين من حول العالم.
وقالت إن وجود مملكة البحرين في هذا المعرض الدولي سيسمح بتفعيل أدوات الترويج السياحية كونه يستقطب ملايين الزوار خلال فترة الستة أشهر، مضيفة «لعل مثل هذه المشاركات الدولية لهي دليل واقعي على الترابط بين قطاع الثقافة والتراث الذي يعنى بتوثيق الإرث الحضاري للبحرين وقطاع السياحية الذي يجعل هذه الإرث مورداً اقتصادياً هاماً ومحركاً لاقتصاديات أخرى كتلك المتعلقة بالزراعة والمواصلات وغيرها».
وأكدت أن هذه المشاركة تأتي كأحد المبادرات الهامة التي توضع على طريق تنفيذ إستراتيجية السياحية 2015 – 2018 والتي دشنتها الثقافة في سبتمبر الماضي.
وفي السياق نفسه قدّمت رئيسة المشروعات الهندسية بالثقافة نورة السايح شرحاً حول تفاصيل الجناح الخاص بمملكة البحرين، مشيرة إلى أن فكرة إكسبو ميلانو 2015 توفر فرصة سانحة للترويج للتراث الزراعي الغني الذي تتميز به مملكة البحرين، موضحة أن اختيار التصميم جاء بناء على الرغبة بتعزيز الوعي بأهمية حماية التراث والحفاظ على المشاهد الطبيعية الخضراء التاريخية والتقاليد والثقافات المتعلقة بها.
وأعلن خلال المؤتمر الصحفي عن دعوته للمتطوعين للمشاركة في وفد الثقافة والسياحة في إكسبو ميلانو 2015، والذين سيقومون بالاعتناء بالجناح الوطني ليكون مناسباً لاستقبال الضيوف الدوليين والعمل على دعم تجربة الإكسبو التي تهدف إلى تعزيز الوعي بتراث البحرين وخصائص هويتها الفريدة. إضافة إلى ذلك أعلن خلال المؤتمر الصحفي عن دعوته لجميع منتجي الأفلام في البحرين إلى إنتاج فيلم قصير مستلهم من فكرة الإكسبو وذلك لعرضه أمام ضيوف وزوار جناح البحرين طيلة فترة الإكسبو البالغة 6 أشهر، على أن تكون مدة الفيلم ما بين 30 و60 ثانية.
يشار إلى أن الجناح الوطني لمملكة البحرين في «إكسبو ميلانو» 2015 يشكل انعكاساً للتراث الثقافي الزراعي في المملكة، وهو تراث عريق تمتد جذوره إلى حضارة دلمون الضاربة في التاريخ. ويتكون الجناح من 10 حدائق فاكهة، في كل واحدة منها شجرة فاكهة ستثمر في أوقات مختلفة بالتزامن مع فترة إقامة الإكسبو الذي سيستمر لمدة ستة أشهر.